خبر وتعليق أخطأت يا سيد أوغلو بل سوريا للمسلمين أجمعين
الخبر:
ذكرت صحيفة الرياض أن وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، شدد على أن سوريا هي للسوريين، ويتعين على الأجانب الذين يقاتلون في صفوف المعارضة المسلحة مغادرتها.
وقال أوغلو خلال مؤتمر صحفي عقده، الثلاثاء، بتونس في أعقاب محادثات مع نظيره التونسي، منجي الحامدي، إن بلاده “لا تسمح لأي أجنبي بالدخول إلى سوريا عبر أراضيها”.
وأشار إلى أن بلاده تعمل على منع عمليات عبور الأجانب إلى سوريا، بمن فيهم التونسيون لأن “سوريا للسوريين”.
التعليق:
أيعقل أن يصدر هذا الكلام من رجل يقول عن نفسه أو يدعي أتباعُه أنه ذو خلفية إسلامية؟
إن أقل المسلمين فهمًا بأحكام الدين، ناهيك عمن تلبس بشؤون الناس سياسيا، يدرك أن الله سبحانه وتعالى أمر بنصرة المستضعفين، وأمر المسلمين بالجهاد لرفع الظلم عن إخوانهم، فالله سبحانه وتعالى يقول ﴿وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾، ويقول عليه الصلاة والسلام، «مَنْ أُذِلَّ عِنْدَهُ مُؤْمِنٌ، فَلَمْ يَنْصُرْهُ وَهُوَ يقْدِرٌ عَلَى أَنْ يَنْصُرَهُ، أَذَلَّهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» [أخرجه أحمد].
فبدلا من أن ينتفض أوغلو وأردوغان لنصرة المسلمين في الشام، تلبية لأمر الله، فإنهما يعملان على إحباط الثورة والتآمر على أهلها، حيث أعلن أوغلو استعداد أنقرة للتعاون استخباراتيًا مع كل الدول لمنع المجاهدين الذين يدخلون سوريا عبر تركيا.
نعم لقد بدأ الأمر يقلقهم حقيقة، فأعداد المجاهدين المتشوقين للشهادة من أصحاب الهمم العالية والنفوس الرخيصة في سبيل الله يزدادون حتى أوشكوا أن يملأوا عين الشمس في الشام مقدمة للتحرك لسحق الكفر في كل مكان تحت راية الإسلام، فبحسب المعهد البريطاني للدفاع «آي. إتش. إس جينز»، فإن عدد المقاتلين الأجانب في سوريا يقدر بأكثر من 100 ألف شخص من 82 دولة.
إن هذا إن دل على شيء فإنما يدل على قدرة هذه الأمَّة على الحشد، رغم كل هذه المعوقات من المتآمرين على الشعوب في كل الأقطار، وعلى تشوق الشباب المخلصين للقتال، كما عهدناهم في سِيَرِ الصحابة والتابعين، وعلى لحمة هذه الأمَّة الحقيقية المبنية على الأخوة الحقة، ونصرة المستضعفين ولو ترك الأمر للأمَّة لابتلعت أوروبا خلال يومين.
وما ذلك على الله بعزيز
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سيف الحق – أبو فراس