خبر وتعليق “شاهد من أهلها” يفضح حقيقة حكام العراق
الخبر:
بغداد / وكالات الأنباء: هاجم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الثلاثاء 18 شباط 2014 الحكومة العراقية ومجلس النواب “داعيا” العراقيين إلى المشاركة الواسعة في الانتخابات البرلمانية المقبلة. ومما قاله في كلمته المتلفزة:
– “إن العراق اليوم بلا حياة ولا خدمات وبلا أمن ولا أمان ولا سلام، عراقا يحكم من قبل ذئاب متعطشة للدماء، يحكم من قبل ثلة جاءت من خارج الحدود وهي غيمة سوداء، فهناك دماء تسيل باسم القانون، ومرة باسم الدين، وتبا للدين والقانون الذي يسفك دماء الأبرياء”،
– “نحن نعيش في ظل حكومة دكتاتورية تربعت على الظلم والقتل والفساد وشراء الأصوات لغرض استمرار بقائها في السلطة”.
التعليق:
ليس عجيبا أن يوصف عراق ما بعد الاحتلال الأمريكي بأمثال تلك النعوت، فقد بات نموذجا للفوضى وتفشي الفساد وغياب القانون، بل صار أهل العراق – بشؤم الديمقراطية النتنة – مشروعا للموت، تتصاعد أعداد قتلاهم كل يوم ما لا يحصل حتى في البلاد التي تخوض غمار الحروب.. لكن العجيب أن يخرج (ركن) من أركان الحكم كمقتدى الصدر عن صمته بمثل هذا الكلام وهو صاحب الشعبية العريضة، وله من نواب الشعب أربعون في برلمان الخيبة والضياع، فضلا عن خمس وزارات تسنمها أتباعه… وما ذاك إلا لأمرين عظيمين:
الأمر الأول: تعطل الحياة بكل ما تستوجبه لديمومتها من استتباب الأمن وسيادة العدل وتيسير مصالح الناس ومعاشهم بسبب تخلي الحكومة عن أقدس واجباتها ألا وهو “رعاية شؤون الناس” الذي يفترض أن يتقدم كل أولوياتها. وإلا أفضى الأمر إلى الظلم واستئثار الفئة الحاكمة بالأموال والمنافع وهم قلة على حساب سواد الناس وعامتهم، وعندها سيطالب المحروم بحقه ولو بحمل السلاح كنتيجة طبيعية فإن الفقر والموت أخوان..! كل تلك الجرائم يحمل وزرها الحاكم الظالم وحسابه عسير عند الله تعالى، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «من ولي من أمر المسلمين شيئا، لم ينظر الله له في حاجته حتى ينظر في حاجتهم، ويؤدي إليهم حقوقهم»، وقال: «من ولي من أمر المسلمين ثم أغلق بابه دون المسكين والمظلوم وذوي الحاجة، أغلق الله تبارك وتعالى أبواب رحمته دون حاجته وفقره أفقر ما يكون إليها».
هذا عين ما أشار إليه الرجل في تصريحه آنف الذّكر، وزاد عليه: أن الفئة الحاكمة لا تنتمي لهذا البلد ولا تدين له بالولاء، بل جاءت من خارج الحدود في إشارة إلى قدومهم بمعية الكافر المحتل، تلبس رداء الدين تارة، ولباس السياسة أخرى، لتبرير جرائمها بحق رعيتها، وأن ذلك مؤْذِنٌ بزوالها وانقشاعها كما “الغيمة السوداء”، وتلك سنة من سنن الله عز وجل ﴿وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا﴾.
الأمر الثاني: افتضاح حكام العراق الجدد بجهلهم المطبِق في الإدارة والسياسة والحكم، وأخطر منه جهلهم بأحكام شرع الله تعالى وهم الذين صدعوا الناس بزعم حكمهم الإسلامي، وحمايتهم للدين والمذهب، لكنهم استبدلوا بذلك مبدأ الغرب الرأسمالي وعقيدته الباطلة التي انبثق عنها شر مستطير أصاب البلاد بالشلل والجمود كالديمقراطية الكاذبة والحريات المزيفة وحقوق الإنسان التي اتخذوا منها ستاراً لتدمير ما بقي ونهب الموارد، وتسليم ملكية الأمة للشركات الغربية تتحكم بجُلها تاركة الفُتات لأهلها لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا، فأهملت المصانع وتردت التنمية بأنواعها. فقد ضاعت – على سبيل المثال لا الحصر – مئات المليارات على قطاع الكهرباء دون جدوى، وفي مشاريع وهمية كثيرة، هذا غير بناء السجون وفقاً للمعايير الدولية…! كما أفرطوا في تنفيذ أحكام الإعدام وفق محاكمات كيدية طائفية تمخض عنها فقط لعام 2013 إعدام (170) شخصاً.
أما الزراعة فهي الأخرى أصابها الإهمال وبات بلدٌ كالعراق: أرضِ السواد يستورد حتى الخضار والفاكهة رغم وجود نهرين عظيمين. والشباب العاطل وجُلّهم من حملة الشهادات العليا يتوسلون بكل وسيلة طلباً للعمل اللائق. وقطاع التربية والتعليم بنوعيه الأساسي والجامعي يتعرض اليوم للتدمير وتغيير المناهج بشكل يفرغها من محتواها، ولا يتسع المقام لذِكر المزيد.
وأخيرا، فلا مخرج من أزماتنا كلها إلا بأن يكلل الله سبحانه جهود العاملين المخلصين بالتوفيق وبلوغ الهدف الأسمى ألا وهو قيام دولة الخلافة الراشدة الثانية ليعم العالمَ الأمنُ والعدل، وتستعيد الأمة الإسلامية مكانتها اللائقة وتعود كما أخبرنا ربنا عز وجل: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو زيد
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية العراق