خبر وتعليق النظام السعودي يستخف قومه، فهل يطيعونه؟
الخبر:
استجابة للحالة الإنسانية للأشقاء السوريين توجيهات سامية بإطلاق يوم للتضامن مع الأطفال السوريين يوم الثلاثاء 25/4/1435هـ. (وكالة الأنباء السعودية 20/02/2014م).
التعليق:
يأتي هذا الخبر بعد أسبوعين تقريبا من القرار الملكي المتعلق بمكافحة الإرهاب، فبعد منع كل دعم للمجاهدين وتهديد ووعيد كل من يبدي مجرد التعاطف معهم، وبعد منع كل تبرع مادي أو عيني لأهل الشام بعيدا عن يد الدولة، وبعد المساهمة في إثارة الفتنة والتحريض على الكتائب المجاهدة، وبعد المشاركة الخيانية في جنيف2 لتصفية الثورة والتآمر على المجاهدين… يأتي هذا الإعلان “الإنساني” (أي: غير العقائدي) للتضامن مع “الأطفال السوريين” (أي: دون أي نظر لشيوخهم ونسائهم ورجالهم) ليستهزئ بمشاعر المسلمين ويستخف بعقولهم في موقف مماثل لمواقف ساسة الغرب بل وممثلي السينما عندهم، في محاولة نراها يائسة لتبييض الوجه الذي اسود وتغطية العورة التي كشفت من مواقفه الخيانية التي باتت لا تخفى على أبناء بلاد الحرمين وعلمائهم، الذين يزداد تناقض مشاعرهم ومفاهيمهم مع قوانين هذا النظام وسلوكياته في كل يوم…
إن أي مسلم لديه أدنى إدراك لصلته بالله وشريعته، يدرك أن الواجب الشرعي تجاه أهل الشام هو تحريك الجيوش لنصرتهم وتخليصهم من البطش والتآمر، بل إن أي إنسان يتمتع بأدنى قسط من القيمة الإنسانية أو الخلقية يدرك أن هذا الواجب “الإنساني” يحتم وقف القتل ورفع الأذى عن أهل الشام وليس فقط بيوم للتضامن مع أطفالهم الذين يقتلون ويشردون في كل يوم من ثلاث سنين..
إن هذا النظام الفاسد في السعودية يعمل ليل نهار على فصل الناس عن واقعهم وعن أمتهم التي ينتمون لها، بل ويفرض عليهم القيود في تفكيرهم ومشاعرهم، ويضع العقوبات الصارمة عليهم. فبينما الناس يذبحون في الشام ويموتون جوعا في الحصار، فإن آل سعود يلهون الناس بالتضامن مع الأطفال السوريين وكأنهم قد أدوا الأمانة التي فرضها الله عليهم وفي الوقت نفسه يحتفلون بمهرجان الغناء والطرب، بما يسمى بمهرجان الفنون التراثية في الجنادرية السنوي، الذي ألغي في السنة الأولى للثورة المباركة في الشام خوفا من غضب الناس عليهم، لكنهم باتوا لا يستحون من الله.
إن هذا النظام قد تقوس ظهره وانحنى إلى شفا الأرض، ولا يعلم أي قشة هي تلك التي ستجعل أبناء بلاد الحرمين يقصمون ظهره، ويعيدون أرض الحرمين إلى طهرها، جزءا من أرض الخلافة الراشدة التي تملأ الأرض عدلا ونورا، ﴿إنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا﴾ [المعارج: 6-7].
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو صهيب القحطاني – بلاد الحرمين الشريفين