Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق الأحزاب في السودان تتأهب لانتحار جماعي مشهود

الخبر:

ورد في صحيفة اليوم التالي، يوم الثلاثاء 25/2 الخبر التالي: “دعا حسبو محمد عبد الرحمن نائب رئيس الجمهورية جميع المكونات السياسية لحوار وطني شامل من أجل الخروج بمشروع وطني يفضي إلى تحقيق السلام في كل ولايات السودان، وشدد حسبو على أن الحوار لا بد أن يقوم على ثوابت وطنية محددة تفضي للسلام والوحدة والنهضة الاقتصادية والتنموية”. وفي السياق ذاته وبنفس الجريدة والصفحة “قال تحالف قوى الإجماع الوطني المعارض إن قضايا البلاد لا تحتمل حوارا يقل عن مبادرة السلام 1988 “الميرغني – قرنق” التي نصت على إيقاف الحرب وعقد مؤتمر دستوري تحضره جميع القوى السياسية المختلفة… وقال بيان صادر من المكتب السياسي للحزب (حزب الأمة القومي) أمس إنه أمن على خارطة طريق تضمن قيام حكومة انتقالية تكتب دستور البلاد وتجري انتخابات حرة نزيهة تحقق التحول الديمقراطي”.

 

 

التعليق:

إن حسبو محمد عبد الرحمن ينتمي للحركة الإسلامية، أما التجمع المعارض فهو خليط من يساريين وجماعات محسوبة على الإسلام ومنها حزب الترابي، وحزب الأمة هو حزب الصادق المهدي، إذن كل أهل السياسة في السودان يتصايحون وينادون بالحوار. والمتتبع الحصيف ينتبه إلى أن الغاية من هذه المناداة هي السعي لتثبيت الأسس التي يجب أن تبنى عليها الدولة ويحكم بها الناس. وللأسف الشديد فكلهم يصرح بلسان الحال أو المقال بأن لا دخل للخالق عز وجل في تنظيم شؤون الحياة! فالسكرتير العام للحزب الشيوعي يصرح بأنهم متفقون مع حزب الترابي وسيتجنبون الألفاظ التي قد تثير قاعدة الحزب الإسلامية مثل المناداة للدولة العلمانية (وأظنهم سيتحدثون عن المدنية أو المدنية ذات المرجعية الإسلامية!). أما غازي صلاح الدين العتباني رئيس حزب الإصلاح الآن فهو يدعو لقيام الدولة التعاقدية ويقول ليست هناك دولة إسلامية، بل ملامح لنظام الدولة!!! أما الصادق المهدي وحزبه فلا يخفون هيامهم بالديمقراطية وتبنيهم لها. واليساريون معروفون ولا وزن لهم فهم يشاغبون هنا وهناك. فبكلمات أخرى المراد هو كتابة دستور للبلاد يوافق عليه الجميع ويبصمون على ذلك، ومحتوى هذا الدستور بعيد كل البعد عن قناعات الناس في السودان والمتمثلة في أفكار الإسلام وأحكامه. المعضلة الكبرى أن جل الناس تحس بالواقع وتبحث عن الحل ولكنها وللأسف كحاطب ليل!

العقيدة الإسلامية أساس لحياتنا قناعة لا بد أن تترجم لأفعال في شتى مناحي الحياة اليومية: الاقتصادية السياسية المعاملاتية وغيرها. المسلمون في السودان هم جزءٌ من كلٍّ هو أمة الإسلام، حقيقة لا بد من تركيزها ثم البناء عليها وعدم تغافلها مطلقا حين البحث عن حل. فالإسلام دين ومنه الدولة حقيقةٌ لا مراء فيها لا بد أن تركز في الأذهان. وأحكام الإسلام هي ما جاء به الإسلام فقط وليس ما لم يخالفه، والإسلام قد أتى بكل شيء. فالدولة المدنية ليست إسلاما وهي تخالفه، والديمقراطية تخالف الإسلام وهو يحرمها، والعمل السياسي فرض قد تعين في أيامنا هذه من أجل إقامة دين الله في الأرض. بهذه الأفكار وغيرها سنخرج متحدّين سافرين: في الجامعات والبيوت والشوارع والمساجد، منافحين عن ديننا راجين رحمة ربنا، متحلين بالصبر والحكمة، مؤمنين ﴿أَنَّ الْأَرْ‌ضَ لِلَّـهِ يُورِ‌ثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو يحيى عمر بن علي