خبر وتعليق مسلمو راكين المنسيون.. هم أيضا إخواننا وأخواتنا! (مترجم)
الخبر:
قام حزب التحرير / ماليزيا يوم 14 شباط/فبراير 2014 بتنظيم مظاهرة وتسليم مذكرة لسفارة ميانمار في كوالالامبور. وجاء تنظيم هذه الفعالية كدعوة عاجلة وملحّة لوضع حدٍ لاضطهاد المسلمين في ميانمار. فقد راجت شائعات مفادها أن حكومة ميانمار تعدّ العدة لإزالة السكان الروهينجا المسلمين من الوجود في البلاد قبل تنفيذ الإحصاء السكاني المقرر إجراؤه خلال الفترة من 30 آذار/مارس إلى 10 نيسان/أبريل 2014. حيث نقلت صحيفة Burma Times عن مصدر داخل ميانمار قوله أن الجيش بقيادة الرئيس ثين سين يجهّز للقيام بعملية إبادة جماعية للمسلمين في ولاية راكين غرب البلاد. كما أضاف المصدر موضحاً أن الحكومة المركزية في نايبيياداو باتت تصدر بالفعل أوامر اعتقال بحق جميع الرجال البالغين وأطفال الروهينجا المسلمين في سن 10 سنوات وما دون. وإذا تم تنفيذ هذا المخطط فعلاً من قبل سلطات ميانمار، فسيكون ذلك بمثابة إبادة جماعية على شاكلة عمليات الإبادة الجماعية التي دبّرها جيش صرب البوسنة في سيبرينيتشا وزيبا أثناء الحرب البوسنية في 1992- 1995.
التعليق:
على الرغم من أن المرء ما زال بحاجة إلى التحقق من صدق هذه الأخبار، فإن هذا الأمر ليس مستبعداً. إذ يعيش نحو 800000 شخص من مسلمي الروهينجا حالياً في ميانمار، ويقيم قرابة 90 في المئة منهم في ولاية راكين. لكن ميانمار لا تعتبر مسلمي الروهينجا مواطنين لديها، وكثيراً ما يواجه المسلمون بالأعمال الوحشية بدعم من حكومة ميانمار، وذلك على مدى الـ 30 سنة الماضية. فقد تعرض مسلمو راكين، عبر عقود خلت وإلى اليوم، للإبادة بين الحين والآخر، وذلك إلى جانب اغتصاب نسائهم وحرق منازلهم وحرمانهم من حقوقهم في التعليم والصحة وغيرها، بل ومعاملتهم كالحيوانات من قبل النظام، حتى باتوا لاجئين في بلدهم. ومن الجدير بالذكر أن عدد مسلمي الروهينجا الذين يعيشون في ميانمار في هذه اللحظة نحو 1.5 مليون نسمة، كما يقيم نحو 1.5 مليون آخرين في الخارج تجنباً للاضطهاد والإعدامات.
والمحزن في الأمر أنه بالرغم من معاناة المسلمين الروهينجا من صنوف الاضطهاد والظلم على مدى 30 سنة خلت، فإن مصيرهم حتى اللحظة لم يتغير في شيء. فدول المسلمين كانت وما زالت تلتزم الصمت إزاء هذه القضية. وهذه بنغلادش المجاورة لولاية راكين، على سبيل المثال، تفتقر إلى الإرادة والرحمة التي تجعلها تمد يد العون لإخوانها وأخواتها المسلمين، والأدهى من ذلك أنها تحرمهم حق الدخول عبر حدودها وتلقّي المعونات أو العمل فيها. ويعيش نحو 28000 من مسلمي الروهينجا فيها داخل مخيمات رسمية معترف بها، بينما يعيش قرابة 200000 آخرين خارج هذه المخيمات بصورة غير قانونية. والحقيقة أن الحكومة البنغالية تتعامل مع مسلمي الروهينجا في أحيان كثيرة بذات الطريقة التي يقترفها نظام ميانمار. وما يبعث على الأسى والألم أن نرى إخواننا وأخواتنا المسلمات يتعرضون للظلم والاضطهاد وسفك الدماء، ثم لا يجدون زعيماً واحداً من زعماء المسلمين يقف موقفاً حازماً في مواجهة هذه الأعمال الوحشية. لكن وضع المسلمين في ميانمار لا يمثل سوى صورة مصغّرة لمشاكل المسلمين المضطهدين في العالم أجمع. حيث يجري التخلّي عن الإخوة المظلومين ليحلّوا مشاكلهم بأنفسهم. وهو الأمر الذي يناقض معنى «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ». فلا يجوز للمسلمين أن يبقوا صامتين إزاء قضايا إخوانهم المظلومين، بما في ذلك ما يلاقيه مسلمو الروهينجا من ظلم واضطهاد، وذلك لأن الاهتمام بأمر المسلمين جزء من كمال العقيدة. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾. وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
إنه لا مناص من أن تدرك الأمة الإسلامية عظم المأساة التي يعيشها إخواننا مسلمو الروهينجا في ميانمار، وأن يكون ذلك حافزاً إضافياً للعمل من أجل إقامة دولة الخلافة. ففي ظل الخلافة، سيحلّ الخليفة، القائد المخلص للأمة، مشاكل المسلمين في العالم كله، ومنها المشاكل التي يواجهها إخواننا وأخواتنا في ميانمار. وستكون الخلافة درعنا الواقية، التي توفر لنا الحماية، ونضمن بها نشر الإسلام والرحمة في ربوع العالم كافة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الدكتور محمد / ماليزيا