Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق وزارات عدة ونظام واحد فاسد


الخبر:

ورد في بوابة الوفد الإلكترونية بتاريخ 25 شباط/فبراير2014م خبراً بعنوان “5 حكومات منذ ثورة يناير” ومما جاء فيه (تأتي حكومة الدكتور حازم الببلاوي التي استقالت يوم أمس في الترتيب الخامس في قائمة الوزارات التي تولت الحكم في المرحلة الانتقالية ما بين 25 يناير2011م وحتى يوم 24 فبراير من هذا العام، لقد تباينت أسباب استقالة أو إقالة أو إجراء تعديل وزاري على حكومته ما بين الفشل من ناحية وبين الرفض الشعبي بسبب ضعف الأداء أو غموض في اتجاهات أعضائها).


التعليق:

وزارات تأتي وأخرى تذهب، فخمس وزارات من بعد رحيل مبارك، وثماني وزارات في عهده بدأت بمحيي الدين وانتهت بنظيف، وسبعاً في عهد السادات، وسبعاً في عهد عبد الناصر. كلما جاءت وزارة لعنت أختها وتناولتها أقلام النقد والتوبيخ، وعلق عليها الإعلام أسباب الفشل كلها، وسرعان ما يحل بأُخراهم ما حل بأولاهم، والحال على ما هو عليه من اقتصاد متدهور وفساد واسع النطاق في مؤسسات الدولة، ومجتمع تنتشر فيه الرذائل والجرائم والانحلال.

إن تلك الوزارات التي تعاقبت على الحكم في مصر لم تكن لأجل النهوض بالناس أو رعاية مصالحهم وإنما لأجل رعاية النظام الرأسمالي الجاثم على صدور العباد من يوم أن هدمت الخلافة وعم الكفر البلاد، ودليل ذلك أن أطول تلك الحكومات عمراً، هي أكثرها فسادا وأقدرها على حفظ كرسي الحكم مستقرا دون اهتزاز بما يكفل بقاء نفوذ الغرب مستقراً داخل بلاد المسلمين.

فحكومة عاطف صدقي التي بلغ عمرها عشر سنوات، برعت في تكميم الأفواه وقطع الألسنة وفتح الأبواب على مصاريعها لبيع شركات القطاع العام بأبخس الأسعار، وحكومة عاطف عبيد التي جاءت بعدها بثلاث سنين ودامت خمس سنوات كانت على درب أختها في تكميم الأفواه وتدمير الاقتصاد، فبحسب تقرير هيئة الرقابة الإدارية؛ بلغ حجم الأموال المختلسة في ظل تلك الحكومة 500 مليون جنيه و80 ألف حالة فساد، و100 مليار جنيه كسبًا غيرَ مشروع، ومع ذلك استمرت خمس سنوات. وتلتها حكومة نظيف التي حوت أمثال السفاح حبيب العدلي، وقضايا الفساد التي مارستها تلك الحكومة ليست عنا ببعيدة، ولم ترحل إلا برحيل صاحب الكرسي. وتلتها خمس حكومات سالت الدماء على أيديهم جميعاً، ودُمّر الاقتصاد بأيديهم، إلا أنهم جميعاً عجزوا عن إحداث استقرار لمصالح أمريكا داخل مصر، فأخذت تستبدل بهم واحدة تلو الأخرى.

إن القضية ليست في هذه الحكومة أو تلك، بل المشكلة في النظام الرأسمالي الذي تمارسه تلك الحكومات المتعاقبة، فهو نظام قائم على أساس النفعية في اقتصاده، لا مكان للفقير والمسكين في تشريعاته، نظام لا يحرم الربا وتجارة الأعراض والخمور، ولا يصون للناس ما جعله الله لهم جميعاً كالملكية العامة، يبيع ثروات المسلمين لأعدائهم بأبخس الأثمان، قائم في سياسته على التبعية والإذلال والخضوع للغرب الكافر، يحكم الناس بفصل دينهم عن دنياهم، وجعل العدو صديقاً حميماً، والأخ عدواً لدوداً. قائم نظامه الاجتماعي على الفسق والمجون والزنا والاختلاط المحرم بين الرجال والنساء وغير ذلك من الموبقات تحت ما يسمى بالحرية الشخصية.

نظام كهذا لو تعاقبت عليه آلاف الحكومات لن يزداد الناس به إلا سوءاً وفقراً وتشرذماً وذلة، ولا خلاص منه إلا بالقضاء عليه عقيدة ونظاماً، فهو الداء ولا دواء له إلا دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. فيا أهل الكنانة لا خلاص لكم إلا بالإسلام الذي خلصنا الله به من ظلم الرومان فكونوا في طليعة أنصاره يردف الله خلفكم الأمم ويردفكم خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم تكون كل أمة جاثية تدعى إلى كتابها.

﴿وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْ‌ضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْ‌تَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِ‌كُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ‌بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون﴾ [النور: 55].




كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
هشام عبد العاطي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر