خبر وتعليق حكام السعودية يكررون صَغارهم في لبنان بعد العراق
الخبر:
اعتقلت مخابرات الجيش في لبنان الشيخ عمر الحمصي رئيس جمعية التقوى، وبررت المخابرات اعتقال الشيخ بأنه جاء استكمالاً للتحقيقات الجارية مع موقوفين سابقين بتهم تفجير سيارات مفخخة وأعمال (إرهابية) أخرى.
التعليق:
حين أعلن تيار المستقبل عزمه مشاركة حزب إيران في حكومة سموها “حكومة المصلحة الوطنية”، علّقنا على هذا الإعلان بأن السعودية أدخلت جماعتها في لبنان بإيعاز من الولايات المتحدة في حكومة الأثلاث الثلاثة، أي حكومة الشركاء الثلاثة: الشريك الرئيس، وهو الأمريكي، والشريك الحليف، وهو الإيراني، والشريك الخادم وهو السعودي. وبات واضحا أن عنوان هذه الحكومة هو محاربة الإرهاب، والإرهاب ههنا هو بالطبع أنصار ثورة الشام.
وقبل أن تنال الحكومة الثقة، بل قبل أن تُشكل حظيت الأجهزة الرسمية التي استحوذ عليها حزب إيران بالغطاء للبدء بعملية “حصد” للأشخاص الناشطين في نصرة الثورة وإغاثة أهل سوريا، إما اعتقالاً وإما تصفية منهجية، وكان الشيخ عمر الحمصي من أواخر هؤلاء المستهدفين.
من يعرف الشيخ عمر وإخوانه وزملاءه في جمعية التقوى يعرف تماماً أن ليس من عقلية هؤلاء الطيبين تفجير السيارات المفخخة في الأحياء لقتل الأبرياء، ويعرف تماماً أن جهدهم في السنوات الثلاث الماضية كان منصباً على إغاثة أهل سوريا ونصرة ثورة الشام بما يملكونه من طاقات وجهود وعلاقات، وأن جهدهم لم يتجاوز نصرة الثورة إلى أعمال عنف في لبنان. وكل التهم التي توجه إليهم في هذا الصدد هي ذرٌّ للرماد في العيون، إذ بات من الصعب على هذه الأجهزة أن تعتقل أنصار الثورة وأن تحولهم إلى المحاكمات بتهمة دعم الثورة في الشام بينما حزب إيران يلقي كل ثقله العسكري ويدفع الآلاف من مرتزقته لدعم نظام الطاغية في سوريا، واللعبة مكشوفة لكل ذي بصر وبصيرة.
إن حكام السعودية بسيرهم مع أمريكا في الحرب على أنصار الثورة في لبنان يعيدون سيرتهم السابقة في العراق، هناك حيث عانى الحلف الأمريكي الإيراني بعد غزو العراق من قوة المقاومة الجهادية، فأوعزت أمريكا إلى حكام السعودية ليساعدوها في إنشاء الصحوات بما يملكون من نفوذ لدى زعماء العشائر، لتكون الصحوات حرباً على المقاومة إلى جانب الجيش الأمريكي وزبانية إيران، فلبّى السعوديون الأوامر طمعاً بأن يكون لهم ولجماعتهم دورٌ في العملية السياسية وبأن يكون لهم حصة في السلطة والقرار السياسي، وللأسف كان لهذه الصحوات ما لها من التأثير البالغ في إضعاف النشاط الجهادي ضد المحتلين. ولكن هل نالت السعودية في العراق ما طمعت به لقاء هذه الخدمة الجليلة؟ الواقع الصارخ في العراق ينطق بأن الإيرانيين أخذوا منهم ما أرادوا وبالمقابل صفعوهم على وجوههم ولم يشركوهم في شيء من القرار والسلطة السياسية، بل سلموا السلطة لعصاباتهم الطائفية العميلة التي استفزت بسياستها العنصرية نصف أهل العراق ودفعت البلاد نحو الانقسام الطائفي.
وها هم السعوديون اليوم يكررون مع جماعتهم في لبنان السيناريو نفسه، ويسدون للحلف الأمريكي الإيراني الخدمة نفسها التي أسدوها له في العراق. فماذا يتوقعون لقاء هذه الخدمة الجديدة للسيد الأمريكي؟!
بالطبع سيعودون بخفي حنين كما عادوا من خدمة العراق، وبعد أن يتحقق للإيراني ما يصبو إليه لن ينالوا إلا الخيبة والمهانة.
يا لضآلة هؤلاء الحكام! ويا لصَغار نفوسهم! ويا لقلة حياء أتباعهم في لبنان! ويا لتفاهة أحلامهم!
حقاً إنه لزمن الرويبضات!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد القصص
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير / ولاية لبنان