خبر وتعليق حكام المنطقة يتسابقون على خدمة الغرب
الخبر:
“اتهم مسؤول إيراني السعودية والإمارات العربية بتمويل ما وصفه بالإسلام الجديد، والذي قال: إنه ينتشر شمال باكستان بهدف مواجهة النظام الإيراني”. CNN2014/2/25م
التعليق:
إن الإسلام فرض على المسلمين جميعًا أن يتصفوا بصفتين هما من المكانة العظمى في دين الله جل شأنه لما لهما من أثر في حياة الأفراد والمجتمعات؛
أما الصفة الأولى فهي الإخلاص الخالص لله رب العالمين. قال تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾. [البينة: 5]
وأما الصفة الثانية فهي الوعي بنوعيه الفكري والسياسي. الوعي الفكري على عقيدة الإسلام وما انبثق عنها من أحكام تعالج أفعال الإنسان، وفرض عليه الالتزام بها. والوعي السياسي على مخططات الغرب الكافر وأدواته في المنطقة، وما يحوكه ضد المسلمين من مؤامرات ومكائد وجرائم، قال تعالى: ﴿وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ﴾ [الأنعام: 55]. والآية هنا طلب لبيان سبيل المجرمين حتى لا نقع في حبائلهم ومكائدهم، وهذا واجب على كل المسلمين، وواجب عليهم أيضًا أن يردوا كيد الأعداء إلى نحورهم.
إن الغرب الكافر هو من وضع الأنظمة الكافرة في بلاد المسلمين، وهو السند لهذه الأنظمة، وهو سند خارجي مجرم وغير طبيعي، سواء أعلنت هذه الأنظمة علمانيتها صراحة أم على استحياء أم كانت تخدع المسلمين بشعارات إسلامية ومشايخ وملالي مأجورة، وسواء أكان حكامها ممن يسمون بحكام الجزيرة العربية أدوات الغرب الكافر هناك، أم من حكام بلاد فارس الذين هم أيضًا أدوات الغرب الكافر في تحقيق مراده في المنطقة، فأي إسلام تريده تلك الدول العميلة والمأجورة؟ وكلها تحارب لخدمة الكافر المستعمر في الوقت الذي بدأت فيه الأمة النهوض من كبوتها، بعد أن احتل الكافر أرضها، وأزال كيانها السياسي من الوجود، وأقام عليها حكامًا عملاء في كل دول المنطقة، لا فرق بين ما يسمى بالسعودية والإمارات أو إيران فكلهم عملاء للغرب، هم أطوع للغرب، وأقرب إليه من نعله، يمتطيهم حتى إذا صعب المسير بهم ألقى بهم في وادٍ سحيق رافعًا عنهم السند!
إن هذه الأمة العظيمة ما كانت لتكون لها هذه المكانة العظمى اللائقة بها لولا تمسكها بإسلامها، وثباتها على دينها ومبدئها، وهي الآن قد أدركت أن عزتها في خلافتها، ووضعت قدمها على بداية الطريق للعودة إلى ما كانت عليه، حيث لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، وهو الخلافة على منهاج النبوة، تطبق الشرع، فتقيم العدل، وترفع الضيم، وتنسي الكافر المستعمر وساوس الشيطان!
أما أنتم أيها العملاء في المنطقة فنقول لكم ساعتها: ولات حين مناص، فالقصاص والمحاسبة العسيرة على أيدي المؤمنين في الدنيا ستنالكم قريبًا بإذن الله! والذل والخزي والحسرة والندامة والعذاب الشديد ينتظركم يوم القيامة! فقد بان أمركم، وظهرت عمالتكم وخدمتكم للغرب الكافر، وإن هذه الأمة لصائرة إلى كيانها وعدًا من الله، ولن يخلف الله وعده، ومن أصدق من الله حديثًا؟
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حسن حمدان (أبو البراء)