Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق العصفور وشجرة الجُمّيز


الخبر:

ورد على موقع “البوابة نيوز” الخبر التالي: “قال رئيس جهاز الأمن الأوكراني في شبه جزيرة القرم بيتر زيما، إن الجهاز يحارب منظمة حزب التحرير الإرهابية، لضمان سلامة السكان ومنع وقوع الأعمال الإرهابية. ونقلت وكالة “إيتار تاس” الروسية للأنباء عن زيما قوله: “إن إدارة أمن الدولة في شبه الجزيرة ذات الحكم الذاتي، ستعمل على محاربة الجماعة الإرهابية الدولية حزب التحرير، التي تم حظر نشاطها في أوكرانيا”. وأضاف “زيما” أن حزب التحرير منظمة إرهابية في العديد من البلدان، بما في ذلك الاتحاد الروسي، ونحن موجودون في شبه جزيرة القرم وسنتعامل معها”.

 

التعليق:

يدرك القاصي والداني أن حزب التحرير منذ نشأته لم يقم بالأعمال المادية أو ما يطلق عليه الأعمال العسكرية المسلحة، وهو لن يقوم بذلك أبدًا، ليس خوفا ولا جبنا أو جزعا، وإنما لأنه حزب سياسي يسعى لاستئناف الحياة الإسلامية، بإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية، متأسيا في ذلك بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، في إقامته للدولة الإسلامية الأولى، حيث لم يقدم صلى الله عليه وسلم على الأعمال المادية في إقامته للدولة الإسلامية، وإنما كان عمله منصبا على مصارعة أفكار الكفر فكريا، ومكافحة زعماء الكفر سياسيا، وطلب النصرة من أهل القوة والمنعة، ليمكّنوه من استلام الحكم وإقامة الدولة الإسلامية.

إن روسيا المفلسة فكريا، رغم أن قادتها قد تربوا في أحضان مبدأ كان يزعم أصحابه أنه الأقوى بين المبادئ، وأنه يستطيع أن يدحض أي فكر آخر بالحجة والبرهان، هؤلاء لمّا أعيتهم مجابهة أفكار الإسلام الصافية النقية التي يحملها حزب التحرير، وعجزوا عن مواجهتها بالحجة والبرهان، لجأوا كعادة المفلسين إلى القوة؛ فحظروا الحزب، ووصفوه بالإرهاب، وقاموا باعتقال شبابه، وسجنهم وتعذيبهم، بل واغتيالهم.

إن تصريح رئيس جهاز الأمن الأوكراني في شبه جزيرة القرم يذكرنا بذلك “العصفور الصغير الذي وقف مدة على أحد أغصان شجرة جميز ضخمة، فلما أراد أن يقلع قال لشجرة الجميز أريد أن أطير فامسكي نفسك يا شجرة لكي لا تفقدي توازنك، فابتسمت شجرة الجميز وقالت لم أشعر بك عندما وقفت على غصني فهل أشعر بك عندما تقلع؟!”، فإذا كانت كل أساليب ووسائل القمع التي اقترفتها سيدتك الكبرى روسيا يا بيتر زيما، ومن قبلها طواغيت المسلمين في حق شباب حزب التحرير، لم تضعف الحزب، ولم توهن من عزيمة شبابه، بعد أن ضرب جذوره في الأرض، فهل صغيرٌ مثلُك سيؤثر في حزب التحرير!.


﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد عبد الملك