خبر وتعليق أميركا تغيّر استراتيجية العلاقة بين إيران ودول المنطقة
الخبر:
كتبت صحيفة الرأي الكويتية يوم الأربعاء 5 آذار 2014 تحت عنوان: (أوباما: على شركائنا السنّة التكيّف مع التغيير في علاقتنا بإيران، «التحولات في المنطقة باغتت الكثير منهم»:
«على شركاء الولايات المتحدة من السنّة في منطقة الشرق الأوسط قبول التغيير المقبل في علاقة الولايات المتحدة مع إيران»، حسب الرئيس باراك أوباما، الذي قال في مقابلة أجرتها معه مجلة «بلومبيرغ فيوز» أنه يجد قول أن «إيران تفوز بسوريا» قول «مسلي» وغير صحيح.
المقابلة جاءت بمناسبة انعقاد المؤتمر السنوي للوبي إسرائيل في الولايات المتحدة، المعروف بـ «أيباك»، والذي شهد مشاركة رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو ولقاءه أوباما في البيت الأبيض على هامش المشاركة.
وجاءت مواقف أوباما، النادرة في صراحتها، قبل أقلّ من أسبوعين من وصوله الرياض حيث من المقرر أن يعقد لقاء قمة مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز).
التعليق:
لقد استعملت أميركا إيران، منذ الثورة الإيرانية إلى يومنا هذا في سياستها الخارجية، وقد جنت من عمالة إيران لها فوائد لا حصر لها، سواء على مستوى طرد النفوذ الإنجليزي من الخليج والعراق أم مساعدتها في أرمينيا وأفغانستان وسوريا أم على مستوى مزاحمة النفوذ الأوروبي في لبنان أم على مستوى مزاحمة النفوذ الإنجليزي في اليمن، أم على مستوى إثارة المذهبية في العالم الإسلامي. وكانت إيران تقوم بهذا الدور بصفة الدولة المعادية لأميركا كما أن أميركا كانت تبادلها الدور في جعلها دولة من محور الشر في العالم. فنتج عن ذلك حالة العداء الظاهرية بين حكام المنطقة وحكام إيران، وعداء حقيقيًّا بين شعوب المنطقة وإيران، ونتج عن ذلك عدم ثقة الشعوب بأي وجود إيراني أو أي علاقة معها.
واليوم بعد أن كشفت أميركا علاقتها بإيران وأنهت أميركا مسرحية السلاح النووي وأنهت تمثيلية العداء مع إيران وبدأت تعقد الصفقات التجارية معها، تطلب أميركا من دول المنطقة إنهاء حالة العداء الظاهرية مع إيران وإيجاد حالة من التعايش السلمي معها. لتتغلغل إيران داخل دول المنطقة لتصنع لها نفوذًا يخدم أميركا، كما هو الحال في العراق ولبنان واليمن. فالاستراتيجية الأميركية الجديدة تفرض دخول النفوذ الإيراني إلى دول المنطقة، بعد أن كانت تهدد دول المنطقة تحت مبرر عدائها لأميركا وتحرير فلسطين وتخليص الشعوب من هيمنة الشيطان الأكبر. وليس شرطا أن يكون أسلوب التغلغل وشكل النفوذ شبيهًا بالوضع اللبناني أو السوري. فأميركا هنا تتحدث عن استراتيجية وهي تغيير حالة العداء إلى حالة تعايش سلمي مع إيران، أما الخطة فهي التغلغل الإيراني في دول المنطقة لخدمة أميركا، أما الأسلوب فهو يختلف من واقع إلى آخر.
ولا أظن إلا أن ينصاع حكام المنطقة لطلب أميركا؛ لأنها استراتيجية جديدة لأميركا ولا يملك العميل إلا التنفيذ. أما الحكام العملاء لغير أميركا فلن يقاوموا هذه الاستراتيجية إلا كما تقاوم لبنان التغلغل الإيراني فيها.
أيها المسلمون،
إن عمالة حكام إيران لأميركا وعمالة جميع حكام المسلمين لدول الكفر – أميركا وبريطانيا وفرنسا وروسيا – هي بيت الداء، وإن التخلص من نفوذ دول الكفر يكون بالتخلص من هؤلاء العملاء، واستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة هو الدواء. حيث إن منعة الأمة وحماية بيضتها وعلاج جميع مشاكلها يكون باستئناف الحياة الإسلامية وذلك بإقامة الخلافة الراشدة. قال صلى الله عليه وسلم: «إنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به».
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس عبد اللطيف الشطي