Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق من أسقط الخلافة ومن يعيدها


الخبر:

تحت العنوان أعلاه كتب الأستاذ عبد العزيز صباح الفضلي مقالته التي نشرها موقع “إيلاف“، وقد صدَّر الأستاذ الفضلي مقالته بقوله: “تمر على المسلمين هذه الأيام الذكرى التسعون لمصيبة هي من أعظم المصائب التي مرت على الأمة الإسلامية ألا وهي سقوط الخلافة الإسلامية، ففي 1924/3/3 تم الإعلان عن سقوطها على يد عميل الغرب مصطفى كمال أتاتورك، والذي تعهد لهم بطمس الهوية الإسلامية فقام بإلغاء الأحكام الشريعة واستبدل الحروف العربية باللاتينية، وألغى الأذان باللغة العربية، ومنع الحج، وأمر بلبس القبعة بدلا من الطربوش، وحارب الحجاب…”.


التعليق:

تحدث الأستاذ الفضلي بعد ذلك في سرد تاريخي انسيابي وبسيط مبينا أنه ما كان للخلافة أن تسقط لولا قيام المخدوعين العرب بالعمل على إضعاف الدولة العثمانية، ووضع يدهم في يد الغرب الكافر، مقابل وعود بالحرية والاستقلال عن السلطان العثماني، ثم ما لبثوا أن اكتشفوا أنهم كانوا يجرون وراء سراب حيث لم تف لهم بريطانيا بوعودها، وقامت بتقسيم البلاد العربية لتكون تحت الاحتلال والنفوذ البريطاني والفرنسي، بحسب اتفاقية سايكس بيكو عام 1916م.

ثم نوه أن الغرب الكافر خطط لإيجاد ودعم قادة وزعماء في معظم البلاد العربية يكونون في الحكم بعد نيل استقلالها على أن يبقى الولاء والطاعة لهذا المحتل الأجنبي، وذلك بعد عقود ربض فيها هذا الغرب الكافر على قلب الأمة نهب خلالها ثرواتها واستغل مواردها. ثم إن الشعوب العربية بقيت تئن وتعاني من حكومات ساستها بالحديد والنار، وتَعاقَب على سدة الحكم فيها قادة عسكريون أو مدنيون، ينقلب بعضهم على بعض أو يورث بعضهم بعضا.

إلى أن قال الأستاذ الفضلي: “ثم جاءت ثورات الربيع العربي لتغير الحال ولتستبدل الحاكم العسكري بحاكم مدني يتم انتخابه بالاختيار الحر، ولتأتي النتائج متوافقة مع هوية الأمة إذ نال التقدم فيها أصحاب المشروع الإسلامي. ولكن الغرب الذي تعود على أن تكون هذه الدول تحت سيطرته، وثرواتها تحت تحكمه ونفوذه، تأبى أن تستقر هذه الدول أو تنجح تجربتها الديمقراطية، لذلك خططت ودبرت – ونقولها للأسف وبتوافق مع بعض الدول العربية – في إفشال أول تجربة حقيقية للديمقراطية في اختيار رئيس منتخب كما جرى في مصر، كما أنها سعت لتكرار الانقلاب في تونس إلا أن الإسلاميين هناك فهموا خيوط اللعبة واستطاعوا إفشال تلك المخططات. ولعل الانقلاب الفاشل الذي حدث في ليبيا، لخير دليل على أن هناك من يريد استمرار بقاء حكومات الدول العربية تحت بيت الطاعة الأميركي والغربي”.

ثم ختم الأستاذ مقالته بالحديث عن تآمر الغرب الكافر على إفشال الثورة السورية لما بدأت الملامح الإسلامية تتضح في توجهات وفكر كتائبها المقاتلة، سواء بالتغاضي عن المجازر التي يرتكبها النظام ضد الشعب السوري، أو بالدعوة والضغط لحضور مؤتمرات – جنيف1 وجنيف2 – التي لا تحقن دما ولا تصون عرضا.
وخلص إلى القول “أن العالم العربي والإسلامي يتجه بقوة نحو استرداد الخلافة الإسلامية، وهناك محاولات جاهدة من أميركا والغرب وحلفائهم في الوطن العربي لتأخير تحقيق هذا الحلم، وأقول تأخيرا وليس منعا، لأن عودة الخلافة الإسلامية هي بشرى حقيقية وعد بها النبي عليه الصلاة والسلام، ولكنها لن تتم إلا عندما يبذل المسلمون أسباب تحقيقها من كمال الاستلام لله والتضحية في سبيله، والثقة بنصره (إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون)”.

الحقيقة أن المقالة جميلة بل وممتازة جزى الله الأخ الكاتب عليها خيرا، وكان بودي أن لا أعلق عليها، لولا بعض النقاط التي تخللتها، فكانت كالنكات السوداء في الثوب الأبيض الجميل، والتي لا بد من إزالتها ليعود الثوب أبيض ناصع البياض، كقوله بأن الذين تقدموا في الانتخابات المصرية والتونسية هم أصحاب المشروع الإسلامي، وللأمانة فإن الواقع شهد ويشهد أن الذين وصلوا للحكم رغم أنهم مسلمون إلا أنهم لم يكونوا أصحاب مشروع إسلامي، إنما مشروعهم هو من جنس الأنظمة المطبقة، ودساتيرهم تنطق بذلك… وإن ما حصل في تونس لم يكن تفويتا للفرصة على الغرب، ولم يكن إفشالا لمشروع الغرب، بل بالعكس فقد كان تنفيذا لأوامر الغرب بصياغة دستور علماني لا يمت للإسلام بصلة، ومواد الدستور، ومباركة حكام الغرب للدستور دليل على ذلك، ثم إن إفشال مشاريع الغرب يا أستاذ عبد العزيز لا يكون باتباع سننهم شبرا بشبر، وإنما باتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وبالسير وفق منهجه في إقامة دولة الإسلام.

﴿إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾




كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد عبد الملك