Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق سلطات آل سعود تحرِّم الجهاد وتبيح الرّبا


الخبر:

“أصدرت السلطات السعودية أمراً ملكيا باعتماد قائمة بالجماعات الإرهابية ضمت جبهة “النصرة” وحزب الله السعودي والدولة الإسلامية في العراق والشام “تنظيم الدولة” وجماعة الإخوان المسلمين.

وجرّم الأمر الملكي إصدار فتاوى للقتال في الخارج أو جمع التبرعات لجماعات إرهابية أو تجريم الدعوة للفكر الإلحادي أو التشكيك في الثوابت الدينية.

كما جرّم الأمر الملكي السعي لزعزعة النسيج الاجتماعي واللحمة الوطنية، أو الدعوة، أو المشاركة، أو الترويج، أو التحريض على الاعتصامات، أو المظاهرات، أو التجمعات، أو البيانات الجماعية بأي دعوى أو صورة كانت، أو كل ما يمس وحدة واستقرار المملكة بأي وسيلة كانت. كما جرّم حضور مؤتمرات، أو ندوات، أو تجمعات في الداخل أو الخارج تستهدف الأمن والاستقرار وإثارة الفتنة في المجتمع، والتعرض بالإساءة للدول الأخرى وقادتها.

كما منح كل من شارك في أعمال قتالية خارج السعودية بأي صورة كانت مهلة إضافية، مدتها خمسة عشر يوماً اعتباراً من صدور هذا البيان لمراجعة النفس والعودة عاجلاً إلى وطنهم”.

 

التعليق:

ليس مستغربا على من حادَّ الله ورسوله، ورخص للبنوك الربوية في الحجاز ونجد، وحرّم الجهاد في سبيل الله، ومنع إغاثة الملهوف، وجرّم نصرة المستضعفين من المسلمين، ليس مستغربا عليه، أن يصدر أمرا فرعونيا، بوصم كل من يخالفه الرأي بالإرهاب، حتى لو كان في يوم من الأيام إحدى دعائمه أو صنائعه، فقد سبق وأن صنع كثيرا من المجموعات المسلحة ودعمها ماليا وماديا، وجند لها المقاتلين من الشباب، وأرسلها للجهاد في أفغانستان ضد السوفييت، وعندما انتهت مهمتهم، قام بمحاربتهم واعتقالهم وقتلهم ووصمهم بالإرهاب ووصفهم بالخارجين على ولي الأمر، وكان علماء السوء حوله يفصلون له الفتوى على حسب الأمر الفرعوني، مهما كان التناقض بين الأمرين!! كما حصل حين أفتى كبير علمائهم بأن من يستعين بالكفار ضد المسلمين هو كافر مثلهم: فقد قال: “وقد أجمع علماء الإسلام على أن من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم عليهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم، كما قال – سبحانه – {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم} “المائدة، آية 51”. (فتاوى ……. 1/274)، ثم أصدر فتوى معاكسة لها عندما استعان آل سعود بالصليبيين لضرب العراق فقال: “….وكل ما في الأمر أن الدولة السعودية احتاجت إلى الاستعانة ببعض الجيوش من جنسيات متعددة ومن جملتهم الولايات المتحدة وإنما ذلك للدفاع المشترك مع القوات السعودية عن البلاد والإسلام وأهله ولا حرج في ذلك. لأنه استعانة لدفع الظلم وحفظ البلاد وحمايتها من شر الأشرار وظلم الظالمين وعدوان المعتدين فلا حرج كما قرره أهل العلم وبينوه….” المصدر: الموقع الرسمي لكبيرهم.

وهكذا تجد الحكام العملاء يصدرون أوامرهم بناء على أوامر أسيادهم الغربيين، ثم يقوم علماؤهم بتفصيل الفتوى على مقاس أمرهم، مهما يكن هذا الأمر، حتى لو كان مخالفا لما هو معلوم من الدين بالضرورة.

لذلك كانوا في بداية ثورة الشام، يمدون بعض الفصائل بالمال القذر وبعض الأسلحة، ويصنعون لهم شيوخا ومفتين، عملهم الرئيس هو إثارة الفتنة بين الثوار، وعندما بدأت أميركا وبريطانيا وفرنسا وروسيا والغرب عموما، بحربهم العلنية ضد المشروع الإسلامي المتمثل بالخلافة، طلبت من العملاء في البلاد العربية والإسلامية، سن قوانين تمنع أي نوع من أنواع الدعم لأهل الشام، يظهر فيه المسلمون كأمة واحدة، لا فرق بين شامي وحجازي وعراقي ومصري إلا بالتقوى، لأن ظاهرة كيانات سايكس بيكو، المتمثلة بالحدود المصطنعة، والأعلام الملونة، والوطنيات والقوميات الضيقة والمنحطة، بدأت بالتلاشي أمام ثورة الشام المباركة، التي ترفع راية رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتي تضم في صفوفها رجالا مسلمين جاؤوا من مختلف الديار، وتعلنها صراحة أنّ بديل حكم البعث المجرم هو خلافة على منهاج النبوة.

لهذا أقول: إنّ إصدار هذا الأمر الفرعوني من قبل آل سعود، وتفصيل الفتوى من قبل علماء السوء هناك، على مقاس هذا الأمر، إنما هو دليل على أنّ الغربَ وعملاءَه من حكام المسلمين، قد بدأوا يشعرون بخطورة ثورة الشام على نظامهم العالمي، وعلى مصالحهم وعلى عملائهم، نسأل الله أنْ يردَ كيدَ الغربِ وعملائِه في نحرهم، وأن يفشل مخططاتهم ضد ثورة الشام، ونسأله أن يتوج الثورة بخلافة على منهاج النبوة.

﴿‏‏وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ‏﴾‏ ‏[‏سورة الأنفال‏:‏ آية 30‏]‏

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد أبو قدوم (أبو أسامة)