خبر وتعليق هل يمكن للمرأة العربية أن تكون رئيسة دولة؟
الخبر:
نشرت قناة BBC عربي في موقعها على الإنترنت خبراً، بدأ بتساؤلات: لماذا يسود شعور بأن الرافضين لفكرة أن تكون المرأة رئيسة دولة هم أكثر بكثير ممن يقبلونها؟ وفيما تكمن الصعوبة؟ هل في الخوف من مخالفة حديث نبوي شريف يقول “لا تفلح أمة ولوا أمرهم امرأة؟” وماذا لو كان الحديث نفسه لا يتضمن منعا وأنه مرتبط بحادثة غير قابلة للتعميم. ماذا لو أن الدين ليس ضد حكم المرأة؟!!
وتضمن الخبر آراء عّدة منها: “لم تتول المرأة السلطة في العالم العربي لشيئين، الأول أن المرأة لم تنخرط وتتولى القيادة في الجيوش العربية وغالبية النظم قامت على انقلابات، وثاني الأمور أن رجال الخرف والدجل الديني قزموا من مكانتها وأصبحت في نظر المجتمعات بفعل الترويج الديني ناقصة عقل ودين أو قل نصف إنسان لهذا لم ولن تتولى السلطة والقيادة.” وفي السياق نفسه قال آخر: “لا توجد لدي مشكلة في جنس من يحكم ويدير أمور الدولة .. أما أسباب عدم تمكن المرأة من الوصول إلى هذا المنصب فهي عديدة، منها أن الأنظمة العربية جميعها جاءت بانقلابات وثورات عسكرية مسلحة وكذلك عن طريق العوائل القبلية التي تمنع على المرأة أن تكشف وجهها.. وأنظمة الحكم العربية هي لبناء سلطة وليس لقيادة دولة، ولو كان العكس فالقيادة لا تتوقف على الرجل فقط بل على القدرات الذاتية للشخص.”
التعليق:
ونحن إذ نبدأ الحديث .. نبدؤه بصفتنا مسلمين مستسلمين ومنقادين إلى أوامر الله ولا نتحلى بأيٍ من الصفات التي أطلقها علينا الغرب من عرب وأتراك و…!، فكلّ ذلك مبتغاه زرع الفرقة والنزاع بين المسلمين، فإننا بما حبانا الله من العقل والإدراك، وجب علينا قبل الولوج إلى أي حديث أن نفهم الحكم الشرعي الخاص به وأن نبذل الوسع في معرفته لا أن نعرضه للتفاوض أمام الناس أيقبلون أم يرفضون!!.. فالأصل هو الالتزام بالحكم الشرعي في أي عمل نقوم به.
إن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم واضح وصريح: «لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة»، فيه نهي عن توليتها بل والذم ونفي صفة الفلاح عن الذين يولون أمرهم امرأة، فهو مقرونٌ بقرينة تدلّ على طلب الترك طلباً جازماً، فتولية المرأة حرام سواء بمنصب الرئاسة أم أي منصب آخر يعتبر من الحكم، وأي قول آخر أو تحايل على الشرع هو باطل ومردود على أصحابه، مهما ظنوا أن حجتهم قوية، فنظام رب العالمين كامل شامل، ليس كالأنظمة التي وضعها البشر العاجزون الناقصون عن تدبير أمورهم، فهو الذي خلق الخلق وأعلم بما يصلح حالهم وما يحقق لهم الطمأنينة والعيش السليم، ﴿وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ﴾.
إنّ الإسلام كرّم المرأة، أمة وزوجة.. أختاً وبنتاً.. وجعلها عرضاً يجب أن يصان، يحافظ عليها الرجل وجعل له مرتبة الشهادة إذا دافع عن عرضه، وفي الوقت نفسه أباح لها العمل والتجارة لكنه وضع لها ضوابط شرعية، كالنهي عن الخلوة مع الرجل والنهي عن التبرج، كما حدد التعاون بين الرجل والمرأة في الحياة العامة، وحصر الصلة الجنسية بينهما بالزواج وملك اليمين، وكلّ قول غير هذا هو باطل.. باطل.. باطل؛ لأنه من أفراد مضبوعين بالغرب وثقافته وأنظمته، ويسعون إلى فساد المرأة وإفسادها؛ لأنهم أدركوا أن إفسادها هو السبيل الوحيد لإخراج جيل فاسد لا يحرص على الأمة والعرض، ويَدَعُ الغربَ ينهب ويسلب ويدنس دون أن يحرك ساكناً.
أختي المسلمة:
إنك تنتمين إلى دين عظيم هو الإسلام، وإلى أمة جليلة لا توجد في الأرض أمة أنجبت أكثر منها رجالا عظماء وقادة فاتحين، فضعي نصب عينيك أنك شقيقة الرجال وشطر بني الإنسان، وإن أسلافك من النساء في هذه الأمة كنّ من أعظم الأسباب في تبوّء هذه الأمة مكانتها العالية.. واعلمي أختي أن الله الذي أكرمك بهذا الدين، جعل لك مكانا في التكليف والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والقيام بإعلاء كلمة الدين.
فاحذري أولياء الشيطان ممن يريدون غوايتك وإضلالك، وكوني أمة الله الصالحة، وسليلة النجيبات الطيبات، وإن دورك في بناء الأمة عظيم وكبير، فقومي بهذا الدور ولا تكوني وسيلة الهدم والدمار ـ بل كوني صانعة الرجال.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم: ريحانة الجنة