خبر وتعليق أيتها الجيوش أنتم المرتهنون بما يقع على المسلمين من مظالم
الخبر:
ورد على موقع الجزيرة نت الخبر التالي: حذرت جمعية “أنقذوا الأطفال” في تقرير لها نشر على موقعها الرسمي اليوم الاثنين من التدهور الخطير في مستوى الخدمات الطبية والعلاجية في سوريا نتيجة القتال المستمر في هذا البلد. وقد تضمن التقرير أرقاما صادمة بشأن عدد الأطفال الذين تضرروا من القتال في سوريا، وبيّن أن سبعة آلاف طفل قتلوا، وتعرض طفل من كل ثلاثة أطفال إما للضرب أو الركل أو إطلاق النار، وأن هناك خمسة ملايين طفل بحاجة لعناية عاجلة.
وقال التقرير إن هناك حالات اضطر فيها الأطباء لقطع أطراف أطفال لعدم وجود المعدات اللازمة لعلاج إصاباتهم في المستشفيات، كما توفي أطفال حديثو الولادة في الحاضنات بسبب انقطاع الكهرباء، وأن مرضى توفوا نتيجة حصولهم على فصيلة دم خطأ، كما تُجرى عمليات نقل الدم بين الناس بشكل مباشر نتيجة انعدام الكهرباء. وشدد التقرير على أن الأطفال في سوريا لا يقتلون في القصف وحسب، بل وصل الأمر إلى حد موتهم نتيجة إصابتهم بأمراض يمكن معالجتها أو منعها، وحتى الإصابات العرضية التي يتعرض لها الأطفال عادة أصبحت تهدد حياتهم نتيجة انهيار البنية التحتية وعدم وجود كوادر صحية مؤهلة.
التعليق:
ذكر أبو عبد الله بن الأزرق في كتابه “بدائع السلك في طبائع الملك” جزءاً من رسالة الطرطوشي إلى علي بن يوسف بن تاشفين وفيها: “واعلم يا أبا يعقوب أنه لا يزني فرج في ولايتك ومدى سلطانك طول عمرك، إلا كنت المسؤول عنه والمطالب به والمرتهن بجريرته، ولا يشرب فيها نقطة مسكّر إلا وأنت المسؤول عنها، ولا ينتهك فيها عرض مسلم إلا وأنت المطالب به، ولا يتعامل فيها بالربا إلا وأنت المأخوذ به، وكذا سائر المظالم وكل حرمة انتهكت من حرمات الله تعالى فعهدتها عليك، لأنك قادر على تغييرها…”.
هذا في ظل وجود الدولة الإسلامية فإن خليفة المسلمين هو المسئول عن رعاية شئون المسلمين وهو المرتهن بجريرة أي تقصير في حق رعيته أو ظلم وقع عليهم؛ لأنه راع على الناس وهو مسئول عن رعيته، أو كما قال صلى الله عليه وآله وسلم.
أما اليوم وفي ظل عدم وجود الدولة الإسلامية، فإن المسلمين كل المسلمين، هم المرتهنون بما يقع عليهم من قتل وذبح وتشريد، ومن سجن وبطش وتعذيب، ومن ظلم وقهر وتنكيل؛ لأنهم قبلوا أن يتفرقوا أيادي سبأ، ورضوا بأن يعيشوا في ظل هذه الأنظمة القمعية المجرمة، وليس في ظل الخليفة الجُنّة الذي يتقون به ويقاتلون من خلفه، إلا من تلبس حقيقة في العمل لإقامة الخلافة وتنصيب خليفة للمسلمين.
وأخص بالذكر الجيوش الإسلامية لأنهم هم أهل القوة والمنعة، وهم القادرون على تغيير هذا الواقع المرير الذي يعيشه المسلمون في كل أصقاع الأرض وليس في الشام فقط؛ وذلك بإعطائهم النصرة لحزب التحرير لإقامة دولة الخلافة التي من شأنها أن تحمي أطفال ونساء الشام، وتحمي أطفال ونساء المسلمين في العالم أجمع، بل وتضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه بأن يعتدي على أحد من المسلمين.
لذلك فإن المرتهن بكل المظالم التي تقع على المسلمين وعلى أطفال المسلمين في الشام، وفي كل بلاد المسلمين، والمأخوذ بجريرتها هم الجيوش الإسلامية، وهم المحاسبون عنها أمام الله سبحانه وتعالى يوم لا ينفع مال ولا بنون، فهل سيدركون ذلك؟
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد عبد الملك