Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق حاجة الناس إلى شرع رب الناس هي حاجتهم إلى إقامة الخلافة


الخبر:

أوردت مواقع للصحف المحلية السودانية منها الأهرام اليوم والنيلين خبرًا بعنوان “أربع فتيات يسلمن أطفالهن لدار المايقوما”، بتاريخ 2014/03/06 جاء فيه: “تطهرت أربع فتيات من الحنث عندما حملن أطفالهن اللاتي وضعنهن عن طريق السفاح، وسلمن الأطفال لدار الرعاية بالمايقوما، وطلبن أن يقام عليهن حد الزنا. وكشفت مصادر بأن الواقعة كانت غريبة وبدأت بأن حضرت فتاة تحمل طفلاً حديث الولادة إلى دار الرعاية بالمايقوما وطلبت أن يستلموا طفلها الذي حملته سفاحاً وأن بقاءه معها سيفضحها كما أنها خافت أن تتخلص منه برميه للكلاب الضالة، وأبلغت الفتاة الشرطة بأنها أخطأت وندمت على فعلتها وأنها تريد أن تتطهر من ذلك الذنب ليتم فتح بلاغ في مواجهتها، وقدمت اعترافها للقاضي ليقيم عليها حد الزنا وهو الجلد (100) جلدة.. وأتت بثلاث أخريات قمن بالشيء نفسه لتقيم عليهن المحكمة واستجابت المحكمة لطلب الفتيات بعدم فضحهن”.

 

التعليق:

قال جل ّ وعلا: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الروم: 30]

بالرغم مما يبذله الغرب ضد الإسلام في المناهج والإعلام، إلا أنه لم يستطع التأثير في فطرة المسلم فبقيت سليمة، فإن أكثر ما يزعج الكفر وأهله الفطرة السليمة عند المسلم، فهذه لن تتغير وإن غشتها بعض الأتربة. إن الخير فيّ وفي أمتي إلى يوم الدين، هكذا وصف الرسول صلى الله عليه وسلم أمة الإسلام التي تحتاج إلى نظام الحكم الذي يُطبق نظام الإسلام لمعالجة مشاكلهم وتنظيم شؤون حياتهم في الدنيا والآخرة، فالفتيات علمن أن الحل الوحيد لما اقترفن من ذنب هو إقامة الحد عليهن، فلم يأبهن لشعارات مزيفة عن قوانين المرأة والطفل والعنف ضد المرأة أو الإرهاب أو حقوق الإنسان على نهج علماني غربي فرضه النظام كقوانين في البلاد، بل قمن إلى توبة نصوح ولجأن إلى شرع رب الناس لأن فيه الراحة والطمأنينة، نسأل الله تعالى أن يتقبل منهن، ومع أن النظام المطبق في السودان ليس نظام الخلافة المطلوب شرعاً إقامته، ولا تستقيم الأمور إلا بتطبيق كل أنظمة المجتمع متكاملة على أساس الإسلام وحده، اقتصادياً واجتماعياً وإعلامياً وتعليمياً، وليس تطبيق الحدود فقط كما هو حاصل، ومع أن خليفة المسلمين هو الذي يجب أن يُطبق هذه الحدود، إلا أن الحادثة تعكس شوق المسلمين والمسلمات لنظام حكم إسلامي عادل. فالفتيات يعلمن أن اللجوء إلى الدولة التي تنفذ أحكام الله الشرعية هو الحل الحقيقي. ولو كنا نعيش في ظل الخلافة وليس في جحيم أنظمة الطواغيت الرأسمالية، لكانت الحياة الإسلامية هي واقع المسلمين، ولما وقعت أكثر هذه المحرمات، لكن في واقعنا المظلم الذي غابت عنه شمس الإسلام، أصبح المجتمع مشجعاً على ارتكاب الكبائر أكثر من الابتعاد عنها وغُيبت مفاهيم الإسلام الصحيحة فكانت النتيجة غياب طاعة رب العالمين فكثُرت هذه الفواحش.

هذه الحادثة ليست هي الوحيدة وليست غريبة كما وصفها الإعلام؛ ففي يوم 2013/9/15، وأثناء إلقاء الرئيس البشير خطابه أمام حضور المؤتمر السادس لاتحاد الشباب السوداني بقاعة الصداقة بالخرطوم، شقت سيدة طريقها وأفلتت من رجال الأمن، ووصلت إلى الصفوف الأمامية، وهي تصرخ بصوت عال وواضح للحضور (أنا أم تمانية يتامى وعايزة لي بس مية متر يلموني أنا وأولادي وأنا جيت للرئيس استنجد بيهو)، فأسمعت شكواها التي أرادت لها أن تكون في مكان عام، وتخيرت وقت صعود الرئيس إلى المنصة لتبلغه بها، وتتالت العبرات على خدها وجزعت، إلا أنها علمت أن عليها محاسبة هذا الحاكم الذي يزعم أنه يُطبق الإسلام وعليه رعاية شؤونها هي وأطفالها الثمانية الأيتام.. والآلاف مثل هذه السيدة التي لا تعطيها الدولة حقها فترعى شؤونها وتتكفل بها وبأطفالها في غياب الزوج والأهل، كما هو واجب شرعاً.

إن هذه المواقف الشجاعة تثبت لنا أن الخلافة ليست مجرد حلم وليست بعيدة المنال، بل هي الحقيقة الوحيدة الحية في كل مسلم ومسلمة والتي يُطالبون بها يومياً في كافة مجالات الحياة والظروف المعيشية الضنكى، فحيرة المؤمن وبحثه الدؤوب عن حلول لهذه الأوضاع السيئة هو حاجته الماسة لتطبيق شرع الله في حياته وفي أنظمة المجتمع وأجهزة الدولة، وذلك من صميم العقيدة الإسلامية السمحة، فالخلافة هي الحل وهي نبض الأمة وهي منقذة البشرية، وبها تبقى فطرة المؤمن سليمة وتشبع حاجة الناس إلى شرع رب الناس.

 

 


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم حنين