خبر وتعليق المنتدى العالمي لتحقيق السلم في المجتمعات المسلمة
الخبر:
ذكرت وكالة بترا الأردنية أنه تم افتتاح المنتدى العالمي لتعزيز السلم في المجتمعات المسلمة في أبو ظبي بحضور 50 عالما ومفكرا إسلاميا، وسيناقش المؤتمر على مدى يومي 9 – 10 آذار 2014 القضايا الإنسانية التي تسببت بها الصراعات الفكرية والطائفية في المجتمعات المسلمة بسبب استقواء كل طرف بمن يعينه ويحتضنه على حساب مصلحة الأمة مما أدى إلى الإساءة إلى صورة الإسلام أمام أنظار العالم.
وقال الشيخ عبد الله بن زايد إن تصدر أشباه العلماء موقع الريادة ومنابر الإفتاء واحتلالهم لوسائل الإعلام المتنوعة من أهم أسباب الشقاق والحروب الطائفية التي غزت أمتنا.
كما أكد الدكتور سلامة نعيمات وزير الأوقاف الأردني بالوكالة أن على الدولة أن تضمن الأمن والسلام لجميع أفرادها بتفقدها أسباب العنف الاجتماعي داخليا والتيقظ للمخاطر الخارجية، كما استنكر مفهوم الإرهاب المعاصر باعتباره عدوانا على الحياة الإنسانية والمدنية بأسلوب همجي بغيض.
التعليق:
بعد أن أدركت الدول أنهم لم يستطيعوا ترويض الثورة السورية كما فعلوا مع الثورات العربية الأخرى، وأنها عصية عليهم، وبعد أن رأت أمريكا أن الائتلاف والمجلس الوطني لم يستطيعوا إيجاد كتائب لهم في الداخل، وأن الثوار المخلصين استولوا على الأسلحة التي أمدوا بها عملاءهم، سعت هذه الدول إلى تجريم كل من يسعى للقتال دفاعا عن الشعب السوري، بل قد وسعت هذه الدول مفهوم الإرهاب ليشمل الحركات الإسلامية التي لا تستخدم الوسائل المادية في عملها، خاصة من يسعون لتغيير الدساتير التي وضعها الغرب وأذنابه للسيطرة على كل صغيرة وكبيرة في العالم الإسلامي.
والآن جاء دور العلماء والمفكرين الإسلاميين ليضعوا اللمسات الأخيرة على ترويض الأمة وإعادتها إلى حظيرة الذل والمهانة التي رزحت تحتها تسعين عاما ونيف.
نسيت هذه الدول أنها هي من أجج الصراعات الفكرية والطائفية في العالم الإسلامي، ألم تتصدر السعودية لزعامة الطائفة السنية وتصدرت إيران لزعامة الطائفة الشيعية استجابة للأوامر الصادرة من أسيادهم في واشنطن، وجاؤوا بأشباه العلماء الذين تباروا في تكفير الطائفة الأخرى وأعادوا الخلافات التاريخية القديمة بين السنة والشيعة؟ أليست هذه الدول هي التي أمدت أشباه العلماء بالمال وفتحت لهم الفضائيات ومنابر الفتوى؟
من الذي أجج الصراع بين الكتائب المقاتلة في الشام حتى لا تقوى على إسقاط النظام البعثي؟ أليست الأردن والسعودية والعراق وتركيا ودولة يهود وأمريكا وبريطانيا وفرنسا؟
من يؤجج الصراعات الداخلية في البلد الواحد؟ أليست الدول التي اتخذت من شعوبها شيعا تقرب عشيرة وتبعد أخرى، وتعزز طائفة وتهمش أخرى؟
أليست السعودية هي التي أرسلت المقاتلين والسلاح إلى سوريا بمعدل 15 طنّا أسبوعيا؟
أليست الأردن وأمريكا وكيان يهود تدرب المقاتلين وترسلهم إلى سوريا ليقوموا بزرع الفتنة بين صفوف المقاتلين واغتيال القادة المخلصين وزرع شرحات التجسس في أماكنهم؟
ولما وجدت هذه الدول أن مشروع الفتنة بين المقاتلين كشف وأن المجاهدين نفضوا أيديهم من القادة العملاء وانضموا إلى المخلصين، وأن المشروع الغربي هزم ولا يجد قبولا لدى الأمة في الشام، وأنهم سائرون بقوة وحزم نحو مشروع الخلافة، أصدروا قوانين جديدة للإرهاب علها تفت في عضد العاملين لإقامة الخلافة ولكن هيهات هيهات فقد فات الأوان.
إن هذه الدول لا يهمها أمن المواطن، فدم المسلم عندها أهون من دم البرغوث، ولكنها دول خشيت على كراسيها المعوجة فتنادت إلى عقد هذا المؤتمر(المنتدى العالمي لتعزيز السلم) علها تجد في العلماء مروضين جددًا.
إن السلم الذي يتباكى عليه الذين دعوا إلى المؤتمر لن يتحقق أيها السادة إلا بتطبيق الإسلام جملة وتفصيلا، وذلك بأن تصبح الدولة جهازا تنفيذيا لقناعات الناس الإسلامية وعقيدتهم ومفاهيمهم وشريعتهم الإسلامية.
إن السلم الحقيقي لا يكون إلا بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، يطبق فيها شرع الله، تكون فيها السيادة للشرع والسلطان للأمة.
وإن مما يفسد السلم هو الانفصام الحاد بين الدولة والأمة، فالدولة في وادي الرأسمالية العلمانية والأمة في وادي الإسلام.
نريد دولة تعبر عن آمال الأمة وطموحاتها، أن تستند في حماية نفسها إلى الأمة، لا إلى الغرب الذي يذبحها من الوريد إلى الوريد.
نريد حاكما يرعى شؤون الناس حسب أحكام الإسلام كما يرعى شؤون أولاده، لا حاكما ينظر للأمة نظرة العداء إذا توفر هذا الحاكم وجد السلم في المجتمع، والتف الناس حول الحاكم يحمونه.
نريد حاكما مجاهدا في سبيل الله يدافع عن حقوق الأمة وكرامتها، عندها لن تجد مظاهر الإرهاب، أما أن يبقى الحاكم عبدا لأمريكا أو أوروبا، ويتخذ قراراته في واشنطن أو باريس أو لندن أو موسكو ثم تأتي الدولة بالعلماء ليقضوا على الإرهاب فلن تستطيع لأنها هي التي صنعت الإرهاب وعليها أن تحاكم نفسها قبل أن تحاكم الشعب المقهور.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نجاح السباتين / ولاية الأردن