خبر وتعليق الحرب حرمت ملايين الأطفال في سوريا من كل أوجه طفولتهم
الخبر:
(رويترز) – ذكر تقرير للأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) صدر تحت عنوان “الحصار، الأثر المدمر للأطفال” أن آلاف الأطفال قتلوا في سوريا، وأنه وبعد ثلاث سنوات من بدء الأزمة في سوريا فقد آلاف الأطفال حياتهم، وأشار إلى أن إحصائيات الأمم المتحدة تؤكد مقتل ما لا يقل عن عشرة آلاف طفل في الحرب السورية، وأكد أن العدد الحقيقي ربما أعلى من ذلك.
وأشار إلى أن الأزمة أثرت على نحو 5.5 ملايين طفل سوري بينهم نحو ثلاثة ملايين نازح داخل البلاد و1.3 مليون لاجئ.
التعليق:
لا يخفى على القاصي والداني حالة الصراع والحروب والهوان التي يمر بها المسلمون شرقا وغربا. وقد تكالبت علينا الأمم وتحالفت واتفقت على القتل والتنكيل وذبح المسلمين، والاعتداء على دمائهم وحرماتهم من دون أن يرمش لهم طرف.
ولعل أطفال المسلمين هم أكثر من عانى نتيجة هذه الأحداث والظروف.
فقد عانوا القتل والتشريد والتجويع والتهجير والتيتم والحرمان من الحاجات الأساسية من مقومات الحياة، وما خفي كان أكثر. ولعل كثيرا من المسلمين لا يعلم أن الغرب يكرر ما فعله بأطفال المسلمين في البوسنة، إذ إنهم يقومون بتصدير اليتامى من الأطفال لبلادٍ غربية بالعشرات من مختلف الأعمار بحجة إنقاذهم مما يتعرضون له، لينتهي بهم المطاف في بيوت غريبة في بلادٍ بعيدةٍ، قد تؤدي لحرفهم عن دينهم وثقافتهم، وهذه هي الأنكى من بين المآسي التي يتعرضون لها.
إن مأساة المسلمين في الأندلس تتكرر اليوم على مشهد من المسلمين، وما من مُلبٍّ ولا من مغيث
فلو تراهم حيارى لا دليل لهمْ عليهمُ من ثيابِ الذلِ ألوانُ
ولو رأيتَ بكاهُم عندَ بيعهمُ لهالكَ الأمرُ واستهوتكَ أحزانُ
يا ربَّ أمّ وطفلٍ حيلَ بينهما كما تفرقَ أرواحٌ وأبدانُ
وطفلةً مثل حسنِ الشمسِ إذ طلعت كأنما هي ياقوتٌ ومرجانُ
يقودُها العلجُ للمكروه مكرهةً والعينُ باكيةُ والقلبُ حيرانُ
لمثل هذا يذوب القلبُ من كمدٍ إن كان في القلبِ إسلامٌ وإيمانُ
لا شك أن ما وصل إليه المسلمون لم يكن حادثة مفاجئة، بل هو تراكم سنين من الحكم بما لم ينزل الله به من سلطان، وما نتج عنه من الظلم والفقر والجور وضنك العيش؛
فمنذ أن هدمت الخلافة الإسلامية، ورافق هدمها تآمر الكافر المستعمر على المسلمين وتعاون معهم الخون من أبناء جلدتهم والكفار وعملاؤهم من حكام المسلمين لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة، ومنذ انفراط عقد الدولة الإسلامية إلى دويلات عليها رويبضات وحال المسلمين تتدهور من سيء إلى أسوأ.
لقد وصل العالم الإسلامي لحالة من التردي والضياع والهوان نحتاج فيها إلى العودة للإسلام حاكما ومسيرا لجميع أمور حياتنا وشؤوننا، لأن الإسلام وحده هو القادر على إحداث التغير الحقيقي في حياة المسلمين.
وما أحوجنا اليوم إلى خليفة يوحد الأمة ويقودها بما يرضي الله ويرفع عنها ما حل بها من أمور ربما أكثر من أن تذكر وتعد. يدافع عن بيضتها ويقيم ميزان العدل فيهم خليفة يخشى لو عثرت دابة في أرض العراق أن يسأله الله عنها لِم لم تمهد لها طريقا.
خليفة يخشى أن يقال جاع الطير في بلاد المسلمين فيأمر أن ينثر الحب على سفوح الجبال.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وَإِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ».
الإمام جنّة: أي كالستر لأنه يدفع العدو من أذى المسلمين ويمنع الناس بعضهم من بعض ويحمي بيضة المسلمين، فهذا بالضبط ما نحتاجه وما ينقصنا ومن لا يرى ذلك فهو أعمى.
﴿فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم مالك