خبر وتعليق سلام فياض عُيّن بوصفه خبيراً استراتيجياً لإفساد الاقتصاد اليمني
الخبر:
نقلت أنباء اليمن خبر تعيين سلام فياض رئيس وزراء السلطة الفلسطينية السابق خبيراً استراتيجياً لما يُسمى بالجهاز التنفيذي للتسريع باستيعاب المنح وتعهدات المانحين ودعم سياسات الإصلاحات في اليمن، وقد التقى رئيس مجلس الوزراء اليمني محمد سالم باسندوة بصنعاء سلام فياض بمناسبة تعيينه في هذا المنصب، وللتنسيق معه في القيام بعمله الجديد.
التعليق:
لا ندري كيف ولماذا يتم اختيار أشخاص مثل سلام فياض كخبراء في مثل هذه المناصب المشبوهة؟، ولكننا نعلم جازمين أنّ سلام فيّاض يملك مؤهلات اقتصادية وسياسية عالية في خدمة السياسات الربوية العالمية، وفي تنفيذ الأجندات السياسية الأمريكية الاستعمارية، لكونه كان موظفاً أمريكياً في البنك الدولي، أثبت قدرات عالية في الولاء والإخلاص لأمريكا ولسياساتها الخارجية الإجرامية.
ثمّ جاءت به أمريكا إلى فلسطين وفرضته وزيراً للمالية على ياسر عرفات، ليُشاركه في سلطته مالياً، وليُقلص نفوذه السياسي تمهيداً لإنهاء دوره نهائياً، وهذا ما تم فعلاً فيما بعد.
وبعد ذلك فرضته أمريكا على السلطة الفلسطينية إلى جانب محمود عباس كرئيس للوزراء لما يُقارب العشر سنوات، ليُغرق بعدها المجتمع الفلسطيني في بحر لجي متلاطم الأمواج من الاقتصاد المبني على قواعد ربوية مدمرة للبلد، ومحطّمة للأسس الفلسطينية الذاتية التي كانت قائمة على الزراعة والفلاحة والنشاط الاقتصادي الذاتي.
لقد تمكن فياض بسياساته الخبيثة هذه – التي رُسمت له من قبل الأمريكان – من توريط عدد كبير من الموظفين الحكوميين، وجعلهم ينخرطون بأخذ قروض ربوية طويلة الأجل لشراء سيارات أو شقق تُبقيهم أسرى للبنوك طوال حياتهم، مصدومين مذهولين قد مسّهم الشيطان بمس أفقدهم القدرة على التفكير والتدبير.
فبسبب سياسات فياض هذه تم قتل الإبداع الصناعي والزراعي عند الفلسطينيين، وانخفضت بسببها نسبة الناتج الزراعي للفلسطينيين من ما يُقارب العشرين بالمئة قبل مجيئه إلى حوالي الواحد والنصف بالمائة فقط بعده، وهو ما سهّل لدولة يهود الاستيلاء على الأراضي الزراعية الفلسطينية، وذلك لعدم وجود من يستصلحها ويعمرها.
وبالإجمال ففي ظل سياسات فياض الموجهة من قبل أمريكا فقد الاقتصاد الفلسطيني ما تبقى له من قدرة على الصمود الذاتي، وأصبح عالةً تماماً على المانحين الأجانب، وفقد بالتالي الحد الأدنى من قدرته على مقاومة الاحتلال، وأصبح مسؤولو السلطة من السياسيين في حالة من العجز المطبق بدرجة غير مسبوقة، وكل همهم العمل على تأمين رواتب الموظفين من مساعدات الدول المانحة، ولا يوجد شيء آخر سواه في برنامج عملهم اليومي.
وبعد أن خرّب سلام فياض الاقتصاد الفلسطيني بهذه الطريقة الربوية الجهنمية، ها هو في طريقه لتخريب الاقتصاد اليمني، وتحويل اليمن – الذي يملك إمكانيات اقتصادية ضخمة لو أحسن إدارتها – إلى اقتصاد عاجز مشلول يعتمد فقط على المانحين الدوليين الذين لا يدّخرون وسعاً في فرض استعمارٍ اقتصاديٍّ وسياسيٍّ جديدٍ على اليمن بسبب سياسات فياض هذا وأمثاله، وهو ما يُساعد أمريكا على زيادة نفوذها في اليمن، ويجعلها تنافس خصومها الأوروبيين من خلال هذه السياسات، وتُحوّل اليمن بسببها إلى مسرح للتنافس الاستعماري بين أمريكا وأوروبا، كما يؤخر نهضة اليمن الذاتية التي ترتبط بالإسلام وبإقامة الدولة في اليمن على أسس إسلامية.
نحن من فلسطين نُحذر إخواننا اليمنيين من خطورة برامج سلام فياض الأمريكية التخريبية، وندعوهم إلى نبذ فياض وسياساته المدمرة، ونطالبهم بطرده من اليمن، وطرد كل عملاء أمريكا والغرب من بلاد المسلمين، ونقول لليمنيين بأنّ اليمن شأنه كسائر بلاد المسلمين يملك رجالاً مؤمنين واعين مخلصين، يملكون الخبرة الكافية لتحسين الاقتصاد اليمني على أسس إسلامية شرعية نظيفة بعيدة عن سياسات الدول المانحة الاستعمارية المدمّرة، ولا حاجة لاستقدام رجال أمريكا الذين يعملون كمعاول هدم لما تبقى من قدرات ذاتية موجودة في بلاد المسلمين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو حمزة الخطواني