خبر وتعليق أمريكا تتبع أساليب جديدة في الشام
الخبر:
عين الدبلوماسي دانيال روبنشتاين مبعوثا خاصا في سوريا أمس الاثنين خلفا للسفير الأمريكي روبرت فورد [المصدر: الجزيرة 2014/3/14م]
التعليق:
1. تقتضي الأعراف الدبلوماسية في مثل حالات سوريا من حيث الصراع أن تغيير السفير يعني تغييرا في أسلوب العمل في التعامل مع الأحداث في سوريا، ولا أقول تغيير الخطة السياسية؛ لأن الخطط الاستراتيجية غير وارد تغييرها، وإنما الذي يحدث هو التغيير في الأساليب فقط. ونعني بقولنا أن أمريكا فيما يبدو غيرت أساليب التعامل مع سوريا مع بقاء الخطة ثابتة.
2. إن إقدام الولايات المتحدة على إغلاق السفارة السورية والقنصليتين فيها ليؤكد على الدور الجديد لواشنطن حول الوضع في سوريا من حيث الأساليب من أجل المحافظة على سوريا كمنطقة نفوذ لها مع تغيير رأس النظام والقيام بعملية تجميلية فقط من أجل إحلال المعارضة السورية المعتدلة مكان بشار، مع بقاء القوى الأمنية، والدور الرئيسي لها في القضاء على الثوار المخلصين تحت مسمى محاربة التطرف والإرهاب والمقاتلين الأجانب.
3. إن السفير الجديد سبق له أن عمل مديرا لمكتب الشؤون الفلسطينية الإسرائيلية بالخارجية الأمريكية، وعمل في الأردن وفي شبه جزيرة سيناء في مصر، وعمل قنصلا ورئيسا للبعثة الدبلوماسية في القدس، والذي يؤكد أن دور هذا السفير جاء ضمن خطة للإطاحة ببشار حيث ورد على لسان وزير الخارجية الأمريكي على اليوتوب في بيان تعيين السفير الجديد قال: “إن مطالب الشعب السوري التي تجلت عبر جماهيره الغفيرة عام 2011م كانت بسيطة: الحرية والكرامة. والجواب الذي جاء من الحكومة كان واضحا وبلا رحمة، بشار الأسد سيذهب إلى أبعد مدى ليحتفظ بالسلطة”. مما يؤكد على تغيير أساليب التعامل مع النظام المتمثل في شخص بشار، وذهابه وإحلال عميل آخر بوجه أقل قبحا منه لتحافظ أمريكا على نفوذها في سوريا كما كان في السابق.
4. إن الثورة السورية المباركة التي رفعت لواء وراية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصرخت في كل الميادين هي لله، هي لله، لن تقف آثارها عند حدود سوريا، بل سيكون لها دور وأثر ولو بعد حين ليس في سوريا فقط، وإنما في العالم أجمع، فالشام رغم أنف الغرب وأعوانه وأبواقه هي عقر دار الإسلام عاجلا أم آجلا، وإن بشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم سوف تتحقق بإذن الله؛ تصديقا لما ورد في هذين الحديثين الشريفين:
أولاً: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عُقْرُ دَارِ الإِسْلامِ بِالشَّامِ، يَسُوقُ اللَّهُ إِلَيْهَا صَفْوَتَهُ مِنْ عِبَادِهِ، وَلا يَنْزِعُ إِلَيْهَا إِلا مَرْحُومٌ، وَلا يَرَغَبُ عَنْهَا إِلا مَفْتُونٌ، وَعَلَيْهَا عَيْنُ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ مِنَ الدَّهْرِ إِلَى آخِرِ يَوْمٍ مِنَ الدَّهْرِ بِالظِّلِّ وَالْمَطَرِ، فَإِنْ أَعْجَزَهُمُ الْمَالُ لَمْ يُعْجِزْهُمُ الْخُبْزُ وَالْمَاءُ».
ثانياً: وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ حَوَالَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَالَ: «سَيَكُونُ جُنْدٌ بِالشَّامِ وَجُنْدٌ بِالْيَمَنِ»، فَقَالَ رَجُلٌ: فَخِرْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذَا كَانَ ذَلِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسَلَّمَ: «عَلَيْكَ بِالشَّامِ، عَلَيْكَ بِالشَّامِ، ثَلاثًا عَلَيْكَ بِالشَّامِ فَمَنْ أَبَى فَلْيَلْحَقْ بِيَمَنِهِ وَلْيَسْقِ مِنْ غُدُرِهِ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدْ تَكَفَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ قَالَ أَبُو النَّضْرِ مَرَّتَيْنِ فَلْيَلْحَقْ بِيَمَنِهِ». فلن تلين للمخلصين قناة، ولن تفتر لهم عزيمة، ولن تضعف لهم إرادة بإذن الله، وإنما هي سنن الله في الأرض. قال تعالى: ﴿حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ﴾.
وإن نصر الله آت، وكل ما هو آت قريب.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حسن حمدان / أبو البراء