Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق المساعدات أم تحريك الجيوش

الخبر:

الأناضول/أنقرة:- وزعت وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا) بالتعاون مع وقف الشؤون الدينية التركية مساعدات إنسانية على مواطنين من إفريقيا الوسطى يقيمون في مخيم سارة للاجئين في جمهورية تشاد.

 

التعليق:

أولا: إن مما لا شك فيه أن رابطة العقيدة الإسلامية – وهي الرابطة الوحيدة الصحيحة – تفرض على المسلمين الوقوف مع إخوانهم أينما كانوا، فلا عجب أن رأينا كيف يقدم المسلمون لإخوانهم المساعدات والمعونات، لا بل إن بعضهم يقدم على فقره وشدة عوزه أكثر مما يستطيع ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾ هكذا وصفهم رب العالمين، هذه الرابطة التي لن تنطفئ جذوتها في قلوب المسلمين ولن تعدم اليد التي تقدم لإخوانهم كل عون، فهم كالأرض الطيبة لا تعدم زهرتها في زمن الأعاصير، قال صلى الله عليه وسلم: «أَيُّمَا أَهْلِ عِرْصَةٍ بَاتَ فِيهُمُ امْرُؤٌ جَائِعٌ، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُمْ ذِمَّةُ اللَّهِ».

ثانيا: هذه حالنا أفراد المسلمين، أما حال الأنظمة في بلاد العالم الإسلامي فلا يكفي أن تقدم الطعام والشراب والمعونات والمساعدات فقط، بل إن الحكم الشرعي يفرض عليها أن تحرك الجيوش لنصرة المسلمين كما قال تعالى: ﴿وَإِنِ اسْتَنصَرُ‌وكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ‌﴾، ويجب على الأمة أن تضغط على الحكام لتحريك الجيوش وليس الاكتفاء بتقديم المعونات والمساعدات، ونذكر هذه الأمة بموقف خليفة المسلمين لما استنصرته امرأة، هل قدم لها المساعدات والمعونات؟ أم حرك الجيوش لنصرتها؟ هذا موقف المسلمين زمن دولتهم وعزتهم فهكذا فهموا وعملوا، فما بالنا اليوم لا نقتفي أثرهم؟!

أما رسالة المسلمين المستضعفين لكم أيها المسلمون فهي كما عبر عنها الشاعر:

قتل وتشريد وهتك محارم *** فينا وكأس الحادثات دهاقُ

أنا أيها الأحباب مسلمة لها *** قلبٌ إلى شرع الهدى توَّاقُ

دفن الشيوعيون نبع كرامتي *** دهراً وطارت حولي الأطباقُ

حتى إذا انكشف الغطاء وغرَّدت *** آمالنا وبدى لنا الإشراقُ

وقف الصليب على الطريق فلا تسل *** عما جناه القتل والإحراقُ

وحشية يقف الخيال أمامها *** متضائلاً وتمجُّها الأذواقُ

أطفالنا ناموا على أحلامهم *** وعلى لهيب القاذفات أفاقوا

يبكون كلا بل بكت أعماقهم *** ولقد تجود بدمعها الأعماقُ

أطفالنا بيعوا وأوروبا التي *** تشري ففيها راجت الأسواقُ

ثم يقول مخاطبا المسلمين:

أنا لا أريد طعامكم وشرابكم *** فدمي هنا يا مسلمون يُراقُ

عرضي يُدنَّس أين شيمتكم؟ *** أما فيكم أبيٌ قلبه خفَّاقُ؟

أختاه أمتنا التي تدعونها *** صارت على درب الخضوع تساقُ

أودت بها قومية مشؤومة *** وسرى بها نحو الضياع رفاقُ

إن كنتِ تنتظرينها فسينتهي *** نفقٌ وتأتي بعده أنفاقُ

مدِّي إلى الرحمن كفَّ تضرُّع *** فلسوف يرفع شأنك الخلاقُ

لا تيأسي فأمام قدرة ربنا *** تتضاءل الأنساب والأعراقُ

 

هذه كلمات كتبت بدماء المستضعفين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم البراء / الأردن