Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق اللاجئون السوريون في الأردن (مترجم)

الخبر:

نشرت هيئة الإذاعة البريطانية في 21 آذار/مارس مقالًا حول “اللاجئون السوريون ‘المنسيون’ في المناطق المأهولة في الأردن”. وتحدث المقال عن أزمة اللاجئين المتصاعدة الذين هربوا من سوريا إلى هذه المناطق، وحتى إنهم قد تركوا مخيمات اللاجئين الرسمية ولكنهم ما زالوا يعيشون في خطر بسبب السكن غير المناسب، وانعدام الأمن المالي. وهذه الظروف أصبحت تشكل الكفاح اليومي لآلاف الأسر السورية. وقال أندرو هاربر ممثل وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة: “بعد هروبهم من ويلات الحروب في بلادهم، مئات الآلاف من السوريين الذين هربوا من العنف والحرمان يواجهون أزمة ثانية في البلاد التي لجئوا إليها”. وتقول وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أنها تشعر بالقلق لأن العديد من السوريين الذين يعيشون في المناطق المأهولة قد “وصلوا إلى نهاية قدرتهم على التحمل”، فهم لا يستطيعون دفع الإيجار وفي الوقت نفسه يواجهون مشاكل السكن غير المناسب ومشاكل تعليم أبنائهم.

 

التعليق:

على النقيض مما يعتقده الكثيرون، فإن اللاجئين السوريين في الأردن والبالغ عددهم 600,000 لاجئ لا يعيشون في مخيمات الأمم المتحدة. في الحقيقة هم مشتتون في عدة مناطق حضرية وفي عدة مدن، حيث إنهم يعانون من البطالة، وسوء التغذية، وسوء الرعاية الطبية، وانخفاض مستوى حياتهم المعيشية وذلك لأن الموارد التي خصصت لقضاء حاجاتهم ضئيلة. وتقرير هيئة الإذاعة البريطانية هذا يصف حقيقة كيف أن هذه “العائلات” المكونة من النساء والأطفال الذين فقدوا أقاربهم من الرجال على يد نظام “أسد”، وأي معيل لهم هو على الأرجح إما مصابٌ أو طاعنٌ في السن لا يقوى جسديًا على العمل. والظلم الجسيم للقوانين الاجتماعية في الأردن والتي تمنع اللاجئين من العمل حتى لو كانوا رجالًا وعندهم الاستعداد والقدرة عليه. وهذا يعني أن تبرعات الجمعيات الخيرية من المنظمات غير الحكومية وتبرعات مواطني الأردن هي في الأغلب المصدر الوحيد الذي يعتمد عليه اللاجئون، ومنه ينفقون على طعامهم ومبيتهم، وبالتالي يدفع هذا الواقع المؤلم اللاجئين السوريين إلى حياة بالكاد تكفي لبقائهم على قيد الحياة، وهو ما يدفع الرجال والنساء والأطفال إلى حياة يفقدون فيها كرامتهم وهم يتسولون المساعدة، وحياة قوامها الاعتماد على عطف الغرباء حيث إن بنية الأسرة قد تفككت نتيجة للحرب.

 

وبعد تحقيق أجرته نساء المكتب الإعلامي لحزب التحرير بالاعتماد على مصادرهن الخاصة، تبين أنه على الرغم من أن الأردن يسمح للأطفال السوريين بالالتحاق بالمدارس الحكومية، إلا أن الفقر المدقع قد أوجد جيلًا من الشباب السوريين المحرومين، حيث إنهم كثيرًا ما يحضرون الصفوف الدراسية وهم جياع ومرضى بسبب عدم قدرة أهلهم على إطعامهم وكسائهم بشكل مناسب، فضلًا عن تحمل نفقات اللوازم المدرسية الأساسية والتي توفرها معظم مدارس الأطفال مثل الحقائب المدرسية والأقلام والكتب وغيرها. وأفادت مصادرنا هناك أن المعلمين غالبًا ما يقومون بأنفسهم وعلى نفقتهم الخاصة بدفع ثمن وجبات الطعام للطلاب السوريين الضعفاء والمحتاجين. ونتيجة للطقس البارد الذي تأثرت به المنطقة، فإن الأطفال السوريين ربما يموتون بسبب نقص التدفئة والأثاث اللازم للحفاظ على دفئهم وسلامتهم لأن معظم السوريين في المناطق المأهولة يعيشون في أرخص المساكن، وهي في معظمها بيوت لا تصلح للسكن ولا تتوفر فيها متطلبات الحياة الأساسية كالأسِرَّة والمدافئ والسجاد. لذلك لا بد من محاسبة الحكومة الأردنية على أقل تقدير بأشد ما تكون به المحاسبة والنقد بسبب مساهمتها في الفقر والحرمان للشعب السوري. وإنه عار ما بعده عار أن الحكومة الأردنية قد سمحت بأن يعيش الأطفال السوريون في حياة ملؤها البؤس الشديد ويهددها الفقر المدقع، بعد أن مَنّ الله سبحانه وتعالى برحمته عليهم أن ساعدهم في الخروج من ساحات الحرب وقد استُهْدِفوا بالقنابل والغازات السامة والمجاعة، وهل كان هذا اللجوء فقط من أجل أن يواجهوا محنة مروعة مشابهة تمامًا لما كانوا يتعرضون له؟! وبرعاية نظام يعاملهم بنفس القدر من الاحتقار والوحشية التي كان “أسد” نفسه يعاملهم بها! إن نساء المكتب الإعلامي لحزب التحرير يعتبرن أن المقدار الذي خصصته الأمم المتحدة والذي يبلغ 140 دولار (85 يورو) في الشهر لكل عائلة سورية هو إجراء يضيف إهانة إلى البلاء الكبير الذي يعاني منه إخواننا وأخواتنا السوريون، ونحن على عكس حكامنا الأنانيين والمجرمين الذين يحكمون البلاد الإسلامية المجاورة، لن نقبل أن تستمر معاناتهم من دون إدانة هؤلاء الحكام الذين عندهم القدرة على إنهاء حالة انعدام الأمن والذل والبؤس الذي يعاني منه السوريون. وندعو المسلمين في جميع أنحاء العالم للعمل من أجل إقامة الخلافة، وهو نظام الحكم في الإسلام الذي لن يدخر جهدًا من أجل مساعدة المسلمين المحتاجين، وسيدافع عنهم بكل ما أوتي من قوة. نحن ندعو إلى دولة كدولة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والتي ستحقق بإذن الله سبحانه أمر الله الذي جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم، فقد قال عبد الله بن عمر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ ومَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، -قَالَ: وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ: وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ- وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ». [رواه البخاري]

وأمير المسلمين في دولة الخلافة، مثل الخلفاء الذين سبقوه، لن ينام الليل وهو يعلم أن أحدًا من رعيته جائع أو بلا مسكن. فعمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يهتم بالحيوانات وباحتياجاتها لأن هذا هو فهمه لمسؤولية القيادة. حيث قال لو عثرت بغلة في العراق لخشيت أن يحاسبني الله عليها. وبهذا التطبيق الذي سيكون في دولة الخلافة القادمة، لن تعاني أمة محمد صلى الله عليه وسلم ولا الإنسانية من مثل ما تعانيه الأمة في هذا الزمان.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عمرانه محمد
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير