خبر وتعليق حكومات أوهن من تغريدة
الخبر:
انتقد الرئيس التركي (عبد الله غول) يوم الجمعة قرارَ رئيس وزراء حكومته (رجب طيب أردوغان) حجبَ موقع توتير للتواصل الاجتماعي، كما انتقدت حكومة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يوم الجمعة تركيا لإغلاقها التوتير، قائلة: “إنّ هذا الإجراء لا يتفق مع رؤية ألمانيا لحرية التعبير”. وكانت حكومة تركيا قد حجبت موقع التواصل الاجتماعي “توتير” مساء يوم الخميس، بعد ساعات من تهديدات رئيس الوزراء بمحوه، بعد أن بثّ مجهولون عددًا من التسجيلات الصوتية على الموقع، قيل أنها تكشف عن فساد متصل برئيس الوزراء.
التعليق:
أولا: لم تقوَ حكومة أردوغان التي ينخرها الفساد على مواجهة تغريدة في العالم الافتراضي أو تحملها، وهي الحكومة التي يعتبرها البعض نموذجًا يجب على باقي البلدان الإسلامية تبنّيه والاحتذاء به. ولكن حكومة أردوغان حقيقة نموذج ارتضته أمريكا للمسلمين، فهي حكومة علمانية بلباس إسلامي لتضليل المسلمين في زمن الصحوة الإسلامية وتوجه المسلمين نحو إقامة النموذج الإسلامي الحقيقي (الخلافة الإسلامية).
ثانيا: لقد أصبح واضحًا لكل ذي بصيرة أن حكومات العالم الإسلامي حكومات هشّة، تخاف أن ينقضّ المسلمون في بلدانها عليها ويستبدلوا بها النظام الذي ارتضاه الله لهم، نظام دولة الخلافة. وقد تبيّن لهؤلاء الحكام أن المسلمين قد أدركوا أن السلطان لهم ووعوا قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾، فغيّروا ما بأنفسهم بأن انفضوا عن الأنظمة العلمانية القمعية القائمة في العالم الإسلامي، وطالبوا باستبدال النظام الذي ينصفهم بتلك الأنظمة، وما غير نظام الإسلام ينصفهم. لذلك عمدت الأنظمة – التي تقف على شفا جرف يوشك على الانهيار – إلى سن قوانين استباقية ظانّة بأن عمرها سيطول من خلالها. وها هم بنو سلول في الحجاز يسنّون قوانين تجرّم من يجاهد في سبيل الله، خوفًا من أن يطالهم الجهاد ويطيح بهم، وهذا لا شك كائن ولو بعد حين. وها هو ربيب أمريكا (أردوغان) يسير على خطا بني سلول، فيسنّ قوانين مشابهة خشية أن تتحول تلك التغريدات إلى زمجرة وصيحات الله أكبر في شوارع إسلام بول، فيُطاح به وبنموذج أسيادة الأمريكان.
ثالثا: قبل الانتخابات البلدية المقررة في 30 من آذار/مارس قال أردوغان أمام الآلاف من أنصاره في حشد انتخابي، في إشارة إلى مواقع (التواصل الاجتماعي): “سنمحوها كلها”! وكم انتظرنا أن نسمع مثل هذا التهديد يقصد به كيان يهود، قاتل المسلمين، ومنهم الأتراك الذين كانوا على متن سفينة مرمرة، لكن هيهات هيهات، فالعملاء أمثال أردوغان أسود تنهش شعوبها، ونَعَام في الحروب، فقد أتبع وعيده للناس بكتم أنفاسهم بإغلاق الموقع الذي يغردون من خلاله، بينما أتبع كلامه الدبلوماسي مع يهود بتناسي الأمر برمّته!
رابعا: لقد أصبح العالم قرية صغيرة، وأصبح تواصل الشعوب فيما بينها ميسورًا وسهلًا، ومواقع (التواصل الاجتماعي) أحد أشكال هذا التواصل، وأصبحت الحكومات في جميع أنحاء العالم تتخوف من هذا التواصل، ومن تلك المواقع التي يتم من خلالها رسم خطط الانقلاب على طواغيت الأرض. ولعجز هذه الحكومات عن ملاحقة مستخدمي هذه المواقع ومراقبتهم تلجأ إلى تخوفيهم بأنهم تحت المراقبة، أو حجب هذه المواقع. ولكن كل صاحب عقل يدرك أن قطع التواصل مستحيل، أو يكاد يكون، فقد أصبح عدد مستخدمي الإنترنت بالمليارات، ما يعني استحالة مراقبتهم، خصوصًا وأنّ الناس قد أصبحوا أكثر حذرًا في استخدامه.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو عمرو