خبر وتعليق الغرب يذرف دموع التماسيح على المسلمين
الخبر:
نقل موقع الجزيرة نت خبرا تحت عنوان تواصل التنديد الدولي بأحكام الإعدام في مصر (تواصلت ردود الفعل الدولية المنددة والرافضة لأحكام الإعدام التي أصدرتها محكمة مصرية بحق 529 من رافضي الانقلاب وجماعة الإخوان المسلمين يوم الاثنين الماضي، ففي حين اعتبرتها الخارجية الأميركية “امتهانا سافرا للمعايير الأساسية للعدالة” أكدت الخارجية النرويجية أن المحاكمة “تثير القلق والشك في النظام القانوني المصري”.
وأوضحت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية ماري هارف أن إصدار هذه الأحكام بعد محاكمة استمرت يومين لا يمكن أن يتسق مع التزامات مصر بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان، وأن تنفيذها سيكون “غير معقول”.
وأضافت أن الولايات المتحدة تعكف حاليا على تقييم سياستها للمساعدات بخصوص مصر، وأن كل ما يحدث على الأرض، بما في ذلك هذا الأمر، سيلعب دورا في اتخاذ قرار بشأن مصير علاقتها بشأن المساعدات.
التعليق:
من الواضح جداً أن أميركا تتعامل مع الثورات التي نشأت في البلاد التابعة لها تعاملاً طغى عليه الإجرام المفرط، سواء في مصر أم في سوريا، وهي لم تسأل عن مجتمع دولي ولا عن قانون دولي. حتى وكأنه أصبح من عادتها أن تتصرف مع المسلمين، من أفغانستان إلى العراق والآن في سوريا بوحشية وبإجرام مفرط وبعيداً عن أي قيم إنسانية أو خلقية.
وما الذي يلجئ أميركا إلى الوقوف مثل هذا الموقف الإجرامي المفضوح والمدان دولياً والساقط حضارياً بحق المسلمين؟ إنه ولا شك ما يظهر على المسلمين من إرادة العودة إلى العيش في رحاب الإسلام والاستظلال بحكمه وعدله، وحمل دعوته لنشر عقيدته بين الناس وتطبيق حكمه عليهم وإعادة عزه المفقود بفتح باب الجهاد الموصود، والقضاء على الظلم العالمي والتوحش الرأسمالي… إن إدراك الغرب وعلى رأسه أميركا لهذا الواقع جعله يعيش في حالة من القلق المصيري الحقيقي خاصة وأن حضارته قد بان إفلاسها على كل صعيد، وأصبح يلمس بوادر سقوطها بنفسه ويتوقعها في كل حين ويخاف من مفاجأتها كما حدث معه في الأزمة المالية. كذلك فإن الغرب يدرك أن الإسلام يمثل بديلاً حضارياً قوياً، ويمكنه إذا أخذ فرصته أن يقضي على حضارته بكل سهولة وأن يمتلك القوة ويتقدم سريعاً لتصبح دولته في وقت قياسي هي الدولة الأولى في العالم ومن غير منازع. هذا ما يدركه الغرب وهذا ما يدفعه إلى مواجهته بهذه الشراسة لأنه يريد بذلك أن يمنع إقامة دولة الخلافة الراشدة من جديد؛ ولكنه لن يستطيع بحول الله أن يغير سنن الله في التغيير.
أما إدراك المسلمين لهذا الواقع فهو مهم جداً، لأنه يجعلهم يتحولون بسرعة لمواجهة الغرب لمصلحة دينهم، وعدم الاصطفاف معه، وعدم الوقوع في تلبيساته، والتنبه لرجالاته وأحزابه من العلمانيين في البلد، وعدم الانجرار وراء الحكام لأنهم كلهم عملاء له… نعم إن إدراك هذا الواقع يجعل المسلمين يعرفون أن ما يرتكبه الغرب من قتل للمسلمين إنما يريد به أن يقتل مشروعهم لإقامة الخلافة، وأنه يريد أن يذهب إلى أبعد ما يستطيعه من إجرام، وعليه فإن من يقتلهم حكام المسلمين عملاء الغرب أو يعتقلونهم أو يعذبونهم أو يهدمون بيوتهم أو مدنهم… في هذه الآونة إنما هو من أجل أن لا تقوم قائمة الإسلام. هذه هي حقيقة الحرب المفتوحة اليوم على المسلمين أينما كانوا.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو إسراء