Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق لماذا وجدت الجامعة العربية ولماذا يعقد حكام العرب قممهم


الخبر:

اختتمت القمة الخامسة والعشرين لقادة الدول العربية التي عقدت في الكويت يومي 25 و2014/3/26. وقد ألقى فيها هؤلاء القادة أو من يمثلهم كلمات كل حسب ارتباطاته بالدول الكبرى وبالسياسات الدولية. وأصدروا بيانا ختاميا يلخص أقوالهم ومدى ارتباطاتهم. ومما يلاحظ أن كل ما قالوه وأصدروه كان مقررا دوليا أصلا ليؤكدوا مدى ارتباطهم بالمؤامرات الدولية على أمتهم.

 

التعليق:

نلخص أهم أقوالهم في نقاط رئيسية ونعلق عليها على الشكل التالي:

1- قالوا في بيانهم في النقطة الأولى “نؤكد التزامنا بما ورد في ميثاق الجامعة العربية…” التي أسستها بريطانيا ووضعت ميثاقها لمنع وحدتها ولتركيز التقسيم بين هذه الدول حسب اتفاقية سايكس بيكو.

2- وفي النقطة الثانية يبنون كلامهم على النقطة الأولى فقالوا “نجدد تعهدنا بإيجاد الحلول اللازمة للأوضاع التي يمر بها الوطن العربي… بما يحقق مصالح دول وشعوب الوطن العربي….” أي أنهم سيعملون على استدامة هذه الدول التي أقامها الاستعمار ولا يعملون على توحيدها في دولة واحدة.

3- وفي النقطة الثالثة يقولون “نعلن عزمنا على إرساء أفضل العلاقات بين دولنا الشقيقة… ووضع حد نهائي للانقسام العربي عبر الحوار…”. وهذا الكلام أيضا يهدف إلى تركيز التقسيم والانقسام العربي لأنه يهدف إلى إرساء العلاقات بين دولهم أي الابقاء على هذه الدول قائمة، وليس توحيدها في دولة واحدة على أساس مبدأ الأمة.

4- وفي النقطة الرابعة يقولون: “نلتزم بتوفير الدعم والمساندة للدول الشقيقة التي شهدت عمليات الانتقال السياسي والتحول الاجتماعي من أجل إعادة بناء الدولة ومؤسساتها وهياكلها ونظمها التشريعية والتنفيذية…” أي يلتزمون بالمحافظة على مخلفات الاستعمار حتى تبقى هذه الدول قائمة بما وضعه لها المستعمر الكافر من نظم تشريعية تخالف الإسلام وتنفيذية تنفذ سياساته بعدما قامت الثورات بالعمل على هدمها وبناء دولة جديدة ووضع نظم جديدة وخاصة الثورة السورية التي تهدف لبناء الدولة على أساس الإسلام.

5- وفي النقطة الخامسة يقولون: “نؤكد على حرصنا الكامل على تعزيز الأمن القومي العربي بما يضمن سلامة دولنا ووحدتها الوطنية والترابية..”. أي أنهم يعلنون أن جل همهم وحرصهم هو المحافظة على هذه الكيانات الهزيلة التي يطلقون عليها دولا كما رسم حدودها المستعمر للمحافظة على مشروع التقسيم على تراب البلاد العربية وحددها بحدود وطنية جعلها مقدسة.

6- بعدما خلصوا في هذه النقاط الخمس من إظهار التأكيد والحرص والعمل على المحافظة على اتفاقية سايكس بيكو لتقسيم العالم العربي وتأبيد هذا التقسيم وجدوا وقتا لديهم ليجتروا كلامهم حول قضية فلسطين فقالوا في النقطة السادسة: “وإذ نستنكر التحديات التي تواجه أمتنا العربية فإننا نؤكد مجددا أن القضية الفلسطينية تظل القضية المركزية لشعوب أمتنا ونكرس كافة جهودنا لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية في حدود الرابع من حزيران وذلك وفقا لقرارات الشرعية الدولية…” فهم يعلنون أن كافة جهودهم منصبة على إقامة الدولة الفلسطينية في حدود الرابع من حزيران عام 1967 بجانب كيان يهود المغتصب لفلسطين وليست منصبة على تحرير فلسطين من براثن يهود، وهذه الجهود حسب الشرعية الدولية لا حسب الشرع الإسلامي الذي يطالب شعب فلسطين بتطبيقه؛ أي حسب قرارات مجلس الأمن كما ذكروا في بيانهم. وفي النقطة التي تلت قالوا: “ندعو مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته والتحرك لاتخاذ الخطوات اللازمة ووضع الآليات العملية لحل الصراع العربي الإسرائيلي بكافة جوانبه وتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين على حدود عام 1967..” فهم يدعون لتنفيذ المؤامرة الدولية على فلسطين لتركيز كيان يهود فيها وقد سلموها لمجلس الأمن الذي قوامه الدول الخمس دائمة العضوية وهي دول عدوة للأمة وتتآمر عليها وتحاربها فيطلبون من هؤلاء الأعداء تحمل مسؤولياتهم والتحرك لتنفيذ مؤامرتهم على شكل حل الدولتين. وهم لا يشعرون بتحمل أية مسؤولية لتحرير فلسطين ولا هم على استعداد لتحريك أي جندي لتحريرها لأن جيوشهم وضعت لحماية عروشهم فقط من ثورات شعوبهم لسحقها.

7- وأما بالنسبة للوضع السوري فقالوا: “نؤكد على تضامننا الكامل مع الشعب السوري ونعرب عن تأكيدنا التام لمطالبه المشروعة في حقه في الحرية والديمقراطية والعدل والمساواة… كما نؤكد على دعمنا الثابت للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بوصفه ممثلا شرعيا للشعب السوري”. فهنا قد كذبوا كذبا واضحا؛ فالشعب السوري لم يطالب بالديمقراطية، بل طالب وما زال يطالب بإقامة الخلافة الإسلامية لتطبيق شرع الله وليس شرع الشعوب الغربية المتمثل بالديمقراطية والحرية… وكذبوا عندما قالوا بأن الائتلاف الوطني يمثل الشعب السوري الذي رفض هذا الائتلاف واعتبره عميلا لأمريكا التي أسسته وجعلت الدول العربية تعترف به. ويظهر أن أمريكا لم تر بعد أن الوقت قد حان لأن يحل هذا الائتلاف محل النظام السوري في مقعد سوريا الشاغر في الجامعة العربية. لأنها تدرك أنه لا يمثل الشعب السوري حقا، وتعمل على شراء ذمم في الداخل ليقبلوا بتمثيل هذا الائتلاف لهم. وقالوا في بيانهم “ندعو إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية وفقا لبيان جنيف1…” أي يدعون لتنفيذ الحل الأمريكي الذي يتضمن المحافظة على النظام العلماني الديمقراطي الذي أقامه المستعمر الفرنسي في سوريا والحيلولة دون سقوطه وإعادة إقامة نظام الإسلام الذي كان سائدا لمدة 13 قرنا على ربوع أرض الشام المباركة.

8- وتطرقوا إلى الشأن اليمني وطالبوا بتطبيق قرارات مجلس الأمن المتعلقة بذلك، وتطرقوا إلى غير ذلك من المسائل العربية داعين للمحافظة على استقلالية كل دولة ضمن الحدود التي رسمها المستعمر وجعلها حدودا ثابتة تسمى أوطانا مقدسة إلا إذا أجرى الاستعمار تغييرا فيها كما حصل مع السودان، حيث دعوا للمحافظة على حدوده الجديدة داعين “لتنفيذ كل الاتفاقيات المبرمة مع جنوب السودان…”.

وهكذا يتأكد للمرة الخامسة والعشرين أن الجامعة العربية هي مشروع استعماري خبيث وخطير يركز تقسيم البلاد العربية والأنظمة التي أقامها المستعمر ضمن حدود لا يسمح بإزالتها إلا إذا أراد الاستعمار إجراء تغيير فيها بتقسيم جديد، وجعل مهمة هذه الأنظمة المحافظة عليها وسحق أية محاولة لإزالتها ومن ضمنها حدود كيان يهود ضمن حدود احتلال 1948 وبجانبه إقامة كيان يطلق عليه دولة فلسطين ضمن حدود احتلال 1967. وكذلك المحافظة على النظام السوري العلماني الديمقراطي والحيلولة دون إقامة الدولة الإسلامية التي أسسها رسول الله صلى الله عليه وسلم وحافظ عليها الصحابة والمسلمون من بعدهم لمدة تزيد على 13 قرنا، ويطالب أحفادهم الأبطال من أهل الشام بإقامتها كما تطالب بها شعوب الأمة الإسلامية كلها في مشارقها ومغاربها.

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أسعد منصور