Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف “باب النوم في المسجد”

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة الكرام في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جاء في حاشية السندي، في شرح سنن ابن ماجة “بتصرف”، في  “باب النوم في المسجد”

حدثنا أبو بكرٍ بنُ أبي شيبةَ حدثنا الحسنُ بنُ موسى حدثنا شيبانُ بنُ عبدِ الرحمن، عن يحيى بنِ أبي كثيرٍ عن أبي سلمةَ بنِ عبدِ الرحمن أن يعيشَ بنَ قيسِ بنِ طَخْفَةَ حدثه عن أبيه، وكان من أصحاب الصُّفَّةِ قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: “انطلقوا فانطلقنا إلى بيت عائشة وأكلنا وشربنا، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن شئتم نمتم ها هنا، وإن شئتم انطلقتم إلى المسجد، قال: فقلنا بل ننطلق إلى المسجد”.

قوله (نمتم هاهنا) من النوم بكسر النون انطلقتم إلى المسجد أي ونمتم فيه.

أيها الأحبة الكرام:

إن المسجد هو الجامعة الأولى التي تخرّج منها الصحابة الكرام، فهو شعاع النور والإيمان، ومن مناراته تخرج أعظم الكلمات “لا إله إلا الله محمد رسول الله”، كلمة التوحيد، وبداخله تذوب كل الفروقات بين الأفراد، وبداخله يرتقي المسلمون بالفقه والمعارف والعلوم، بهذا أصبح الحفاة العراة رعاة الشاة قادة وسادة للدول، فلم تكن رسالة المسجد مقصورة على الصلاة وحدها، بل كانت المساجد مفتوحة الأبواب لا يُرَدُّ عنها أحد، ففيها تعقد الدروس، وفيها تعقد الألوية للجهاد، وهي تتسع لأعمال الدعوة والخير، وكما جاء في الحديث أن من المسلمين من كان يجد فيها مكانا للراحة والنوم، ما يدل على أنها مشرّعة الأبواب، لا تغلق أمام المسلمين.

أيها المسلمون: إن الناظر لواقع المساجد اليوم في بلاد المسلمين، لا يرى ما نقول، بل يرى خلافه، فالمسجد اليوم لا يتسع لهذا الدور، فإذا كان المسجد زمن الرسول – صلى الله عليه وسلم – كان يتسع حتى لمن أراد النوم أو الراحة، فإن المسجد اليوم لا يتسع حتى للصلاة فيه، فلا فقه إلا فقه السلطان، ولا علوم إلا علومه، ومتى انتهت الصلاة أُغلق المسجد وانتهى دوره، فلا علم ولا تعلم. لماذا كل هذا؟ لأن الحكام القابعين على رقاب المسلمين، أدركوا هذا الخطر للمسجد، فهو يخرّج شخصيات إسلامية، وهذا يشكل تهديدا لحكمهم العلماني الكافر، فأصبح المسجد مجرد بناء خاوٍ لا روح فيه. وحتى يعود للمسجد إشعاعه ونوره، وحتى يتسع للدور المنوط به، لا بد من إزالة هؤلاء الحكام وكنسهم من بلاد المسلمين، فهم يحاربون الله ورسوله، ويتخذون المساجد ملكية خاصة لهم، فلو وقف مسلم بالقرب من الكعبة وقال: بسم الله الرحمن الرحيم، وقد لا يستطيع إنهاء كلمة الرحيم، لأصبح في عداد المفقودين أو المتهمين بالإرهاب، نتحدى أن يقوم شخص بذلك، أن يأمر بمعروف وينهى عن منكر في بيت الله الحرام. إذن، ألا يحتاج هذا البيت إلى تحرير كباقي بيوت الله حتى يتسع لأحكام الله؟ ألم يئن الوقت لذلك – أيها المسلمون -؟ بلى والله قد آن. نسأل الله العظيم رب العرش العظيم، أن نكون ممن يعمل لتحرير هذه المساجد وعلى رأسها البيت الحرام والمسجد الأقصى من الاحتلال السعودي والصهيوني وسائر الاحتلالات. اللهم آمين.

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.