Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق مسح سكاني في ميانمار يستثني السكان المسلمين الروهينجيا

 

الخبر:

أوردت الجزيرة بتاريخ 2014/03/30 خبرا جاء فيه “بدأت السلطات في ميانمار مسحا سُكّانيا في ميانمار هو الأول في البلاد منذ 1983، وقد استبقت الرئاسة هذه العملية بالتأكيد أنه لن يدخل في الإحصاء المسلمون الذين يسجلون أنفسهم ضمن أقلية الروهينجيا”.

 

 

التعليق:

من ضمن حلقات مأساة المسلمين في بورما نجد باستطلاع سريع للتاريخ أن المسلمين واجهوا الاستعمار الإنجليزي بعنف مما جعل بريطانيا تخشاهم، فبدأت حملتها للتخلص من نفوذ المسلمين بإدخال الفُرقة بين الديانات المختلفة في هذا البلد لتشتيت وحدتهم وإيقاع العداوة بينهم كعادتها في سياستها المعروفة (فرق تسد) فأشعلت الحروب بين المسلمين والبوذيين، وتمثلت تلك المؤامرات في عدة مظاهر أساءت بها بريطانيا إلى المسلمين أيما إساءة ومنها:

1- طرد المسلمين من وظائفهم وإحلال البوذيين مكانهم.

2- مصادرة أملاكهم وتوزيعها على البوذيين.

3- الزج بالمسلمين وخاصة قادتهم في السجون أو نفيهم خارج أوطانهم.

4- تحريض البوذيين ضد المسلمين ومد البوذيين بالسلاح حتى أوقعوا بالمسلمين مذبحتهم عام 1942 حيث فتكوا بحوالي مائة ألف مسلم في أركان.

5- إغلاق المعاهد والمدارس والمحاكم الشرعية ونسفها بالمتفجرات.

هذا كله وقت كانت الأمور بيد الإنجليز، أما وقت تسلم البوذيون زمام الأمور في البلاد فقد زادت الأمور سوءاً، وزاد انتهاك الكفار لحرمات المسلمين مستعملين كل وسائل البطش والفتك، فلم يكتف حقدهم بما قاموا به مسبقا بمساعدة الإنجليز، بل تمادوا لدرجة أن غيروا حروف القرآن بحروف بورمية، وأجبروا المسلمات على الزواج من وثنيين، وغيروا الأسماء العربية الإسلامية بأسماء بوذية، وحرموا المسلمات من الحجاب وكذلك حرموا المسلمين من نحر الأضحى!!

واليوم يعيش المسلمون جحيما حقيقيا، حيث تتعامل الزمرة العسكرية الحاكمة معهم وكأنهم وباء لا بد من استئصاله من كل بورما، فما من قرية إلا ويتم القضاء على المسلمين فيها؛ حتى يسارع النظام العسكري الحاكم بوضع لوحات على بوابات هذه القرى، تشير إلى أن هذه القرية خالية من المسلمين، قرى بأكملها أحرقت أو دمرت فوق رؤوس أهلها، وحرق أهلها أحياء أو قتلوا أو شردوا، ومن ثم لاحقوا حتى الذين تمكنوا من الهرب في الغابات أو إلى الشواطئ للهروب عبر البحر، وقتلوا الآلاف المؤلفة منهم، وكانوا يدفنون الضحايا في طين البحر وأدا للفضيحة.

أما المسلمات إذا لم يتم قتلهن فهن مشاع للجيش البورمي؛ حيث يتعرضن للاغتصاب في أبشع صوره، امرأة مسلمة ظل الجيش يغتصبها لمدة سبع سنوات وأنجبت ستة أطفال لا تعرف أبا لهم، بعد أن قتل الجيش زوجها؛ لأن شوال أرز سقط من على ظهره.

وأحداث وقصص كثيرة لا يعلمها إلا الله.. ومليار مسلم ونصف المليار يتفرجون!.

وفي نهاية المطاف وصلت بهم الحال إلى أن يتجاهلوا المسلمين بشكل واضح وصريح فكأن لا وجود لهم أصلا ولا كيان.

من الواضح الحقد الدفين للمسلمين والذي بات يصعب عليهم إخفاؤه وربما لا يهتمون بإخفائه، فحال المسلمين كحال اليتيم على مائدة اللئيم. اسُتبيحت دماؤهم وأموالهم وأعراضهم، ولا رقيب لهم ولا حسيب ولا من يقف لمن يكيد بهم بالمرصاد.

هذا ما وصلت له حال المسلمين بدون راع يرعاهم ويذود عن حماهم وينتصر للضعيف قبل القوي.

فأين تذهبون يا مسلمي الأرض من قوله تعالى ﴿وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾ وما يمر به هؤلاء المسلمون ما هو إلا لأنهم قالوا إنا مسلمون، فها هي قصة أصحاب الأخدود تتكرر أمامنا لكن بشخصيات وتواريخ مختلفة وأسلوب مطول.

 


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم مالك