مع الحديث الشريف باب رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن في آخر الزمان
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في صحيح الإمام مسلم “بتصرف” في باب “رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن في آخر الزمان”
حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ حَدَّثَنَا أَبُو التَّيَّاحِ حَدَّثَنِى أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ، وَيَثْبُتَ الْجَهْلُ، وَيُشْرَبَ الْخَمْرُ وَيَظْهَرَ الزِّنَا”.
قوله صلى الله عليه وسلم: (يثبت الجهل) من الثبوت، وفي بعضها (يبث) بضم الياء، أي ينشر ويشيع. ومعنى (تشرب الخمر) شربا فاشيا، و (يظهر الزنا) أي يفشو وينتشر كما صرح به في الرواية الثانية. و (أشراط الساعة) علاماتها، واحدها شرط بفتح الشين والراء. و (يقل) الرجال بسبب القتل، وتكثر النساء، فلهذا يكثر الجهل والفساد، ويظهر الزنا والخمر. و (يتقارب الزمان) أي يقرب من القيامة. ويلقى الشح هو بإسكان اللام وتخفيف القاف أي يوضع في القلوب.
إن العلم والجهل لا يلتقيان، فإذا وُجد العلم ارتفع الجهل، وإذا وُجد الجهل ارتفع العلم. نعم أيها المسلمون، إنه الجهل الذي ورد في الحديث الشريف، الجهل الذي أدى إلى معاقرة الخمر واستسهال الزنا، مع أنهما من الكبائر. ومع أن الحديث يعتبرهما من علامات الساعة، إلا أنه في نفس الوقت يشير إلى قضية الجهل الذي استشرى في الأمة، وسبب ما نراه في واقعنا اليوم، من افتتاح أماكن خاصة للدعارة وأماكن خاصة لمعاقرة الخمر، من قبل الدول، وأين يحدث هذا؟ في بلاد المسلمين، وممن؟ من حكامهم. فماذا أنتم فاعلون أيها المسلمون؟ أم تراكم تسكتون وتظنون أن الله لن يسألكم عن هذا؟ بلى والله لتسئلن. فماذا أعددتم للسؤال؟ فاعملوا مع من يعمل منذ قرون لإعادة حكم الله في الأرض، من خلال دولة الإسلام وخليفة المسلمين، فإن متم على هذا العمل، فقد أعددتم للسؤال جوابا، سواء أُقيمت الدولة في زمانكم، أم بعده.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.