خبر وتعليق أمريكا تخطط للحدّ من خسائرها بالانسحاب من أفغانستان
الخبر:
في 4 من نيسان/أبريل 2014 ذكرت (فوكس نيوز) أنّ الولايات المتحدة – وبعد مُضي 12 عامًا على احتلالها لأفغانستان – ستنسحب أخيرًا وتخلف وراءها ما يقدّر بـ6 مليارات دولار من المعدات العسكرية وغير العسكرية، وتضع هذه الخطوة أمريكا موضع تشكيك في قدرتها على كسب الحروب.
التعليق:
بخصوص المعدات، أفادت بعض التقارير بأن هناك أكثر من 170 مليون رطل من المركبات و”العتاد الأبيض” والمعدات غير العسكرية مثل الأثاث، والمولّدات، والمراحيض الكيميائية، ومكيفات الهواء، والحواسيب، سيتم بيع معظمها كخردة، أو رميها في النفايات. إضافة إلى 850 كاسحة ألغام (استُخدمت سابقًا في إنقاذ حياة عدد لا يُحصى، بإزالة العبوات الناسفة على الطريق) إما ستُعطى الآن لدولة حليفة (طالما أنها تقبل بدفع تكاليف الشحن)، أو ستنتهي كخردة في السوق الأفغانية.
وقد باعت وكالة الدفاع اللوجستية (DLA) في شهر شباط وحده 34,7 مليون رطل من خردة سياراتها الخاصة والمعدات للتجار الأفغانيين المحليين، وذلك وفقًا للأرقام التي نشرها موقع “FoxNews.com”. وباعت الوكالة خلال الـ12 شهرًا الماضية 38,7 مليون رطل من الخردة بما عاد على وزارة الخزانة الأمريكية بـ46,5 مليون دولار.
وقال رايت واين هول (المتحدث باسم الجيش الأمريكي) بأن هناك معدات بقيمة 15,5 مليار دولار لا تزال موجودة في أفغانستان، من مجموع المعدات العسكرية التي تبلغ قيمتها 17,6 مليار دولار، يخطط الجيش الأمريكي لاسترجاع 10,2 مليار دولار منها، وبما يتعلق بها من أمور مثل الشاحنات والمقطورات، فضلًا عن حوالي 100,000 حاوية شحن تحمل قطع غيار ومعدات ولوازم صغيرة أخرى. والذي لا تتمكن الولايات المتحدة من أخذه ستتبرع به، أو تبيعه للأفغان الحلفاء، أو تدمره حتى لا يقع في أيادي طالبان.
وبينما يتم البحث في كيفية التخلص من المعدات العسكرية، تأخذ تكلفة المجهود الحربي في التصاعد، فوفقًا لتقرير صدر عن جامعة هارفارد للعلوم الحكومية عام 2013م تشكّل الأعباء العسكرية حوالي 20% من المبلغ الإجمالي للدين القومي للولايات المتحدة لما بين عام 2001م و2012م، وقد ذكر التقرير: “إن الحرب على العراق وأفغانستان كانت أغلى الحروب في تاريخ أمريكا، حيث كلفتها ما بين 4 إلى 6 تريليون دولار، يشمل الرعاية الطبية، وتعويض العجز طويل المدى للجنود والمحاربين القُدامى وعائلاتهم، والتجديدات العسكرية، والتكاليف الاجتماعية والاقتصادية، والجزء الأكبر من هذه الفواتير لم يتم دفعها لغاية الآن”!
لم تذق أمريكا في حربها على أفغانستان والعراق سوى الذل والهزيمة، فكلتاهما غير مستقرة البتة، وقد أصبحت مركزًا للنهضة الإسلامية بدلًا من الديمقراطية، وهذا ما يهدد ليس مصالح أمريكا فقط، بل والشرق الأوسط وأوراسيا أيضًا، وينبئ أيضًا بنهاية عقود الهيمنة الغربية، لذلك فإن أمريكا تجد نفسها مضطرة للانسحاب بعد إنفاقها 6 تريليون دولار في حربها على البلدين. قال الله تعالى في القرآن الكريم: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو هاشم