Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف باب حب الرسول صلى الله عليه وسلم من باب الإيمان

نحييكم جميعا أيها في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في “باب حب الرسول صلى الله عليه وسلم من الإيمان”.

 

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِه”.

 

قوله: (والذي نفسي بيده) فيه جواز الحلف على الأمر المهم توكيدا وإن لم يكن هناك مستحلِف.

قوله: (لا يؤمن) أي: إيمانا كاملا

قوله: (من والده وولده) قدم الوالد للأكثرية لأن كل أحد له والد من غير عكس، وفي رواية النسائي في حديث أنس تقديم الولد على الوالد، وذلك لمزيد الشفقة. ولم تختلف الروايات في ذلك في حديث أبي هريرة هذا، وهو من أفراد البخاري عن مسلم.

إن رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم – لقي ما لقي من المحن والمشقة والعناء والتعب من أجل أن يصلنا الدين، وقد كان والحمد لله، كان بعد أن أُوذي وضُرب وشُتم وسُب وتبرأ منه أقرب الناس إليه، ورَمَوْهُ بالجنون والكذب والسحر، وأنه قاتل الناس ليحمي الدين من أجل أن يصل إلينا، فقاتلوه وأخرجوه من أهله وماله ودياره، وحشدوا له الجيوش. أبعد هذا لا نحبك يا حبيبنا يا رسول الله؟ أبعد هذا لا تكون محبتنا لك أكبر من أبنائنا؟ لا والله، فما حياتنا لولاك؟ وما وجودنا من غير سنتك؟ ولكن ماذا نقول وقد عبث العابثون في هذه السنة وفي هذه المحبة؟، فغدا الناس لا يكترثون بسيرته عليه الصلاة والسلام، فعاش المسلمون قرونا بعيدين عنها، حتى قيَّض الله لهذه الأمة من يأخذ بيدها نحو هذه المحبة، ويبصرها بالسنة الغائبة، فبدأت تتحرك على أساسها، وهذه من مظاهر المحبة لحبيبنا محمد – صلى الله عليه وسلم -، فالله سبحانه يقول: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}. نسأل الله أن تزداد هذه المحبة لرسولنا الكريم رسول الخير للبشرية جمعاء، فهي من علامات الإيمان، اللهم آمين آمين.

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.