خبر وتعليق أزياء فلسطينية أميركية مشتركة تساهم في إبراز قضية فلسطين
الخبر:
“جاء في تقرير مصور بثته قناة فلسطين الفضائية صباح اليوم الجمعة أن فتيات فلسطينيات من مدرسة دار الطفل العربي بالقدس وفتيات أميركيات من ولاية مينوستا الأمريكية قمن بعرض أزياء مشترك أقيم في متحف دار الطفل العربي للتراث الشعبي الفلسطيني في القدس ضمن مشروع “أزياء فلسطينية أميركية مشتركة” وبتمويل ورعاية من وزارة الخارجية الأمريكية، وعُرض في التقرير بعض من عرض الأزياء هذا ومقابلات مع القائمين عليه ومع بعض الفتيات المشتركات”.
التعليق:
إن أول شعور انتابني وأنا أشاهد التقرير هو الغضب، وأسأله سبحانه أن يكون غضبا لله ولدين الله.. فتيات في عمر الزهور كاسيات عاريات مائلات مميلات.. وأولياء أمور من آباء وأمهات ومنهن من تضع الخمار على رأسها فرحين فخورين ببناتهم وهن يتمايلن مستعرضات أجسادهن! تغريب واضح وفكر سطحي وافتتان بالدنيا، وجمعية أخرى من تلك الجمعيات الممولة من الغرب تساهم في كل هذا وهي دار الطفل العربي.. والعرض في القدس الأسيرة وليس بعيدا عن الأقصى الجريح.. الأقصى الذي تُنتهك قدسيته كل يوم باقتحام الأنجاس له والذي أصبح وكأنه خبر عادي مثل بقية الأخبار فلم يعد يثير حتى استنكارا أو استغرابا!
كان هناك في التقرير لقاءات زادت من شحنة الغضب بل ربما الغثيان، فمنهم من قال أن هذا العرض مزيج من الأصالة والتجديد، ما بين التراث الفلسطيني والجديد في عالم الموضة، لا يهم إن كان مكشوفا وعاريا فهذا تقدم وتجديد وتحضر! وغير ذلك يكون جمودا وانغلاقا ورجعية! وكما قالت إحداهن فبهذا العرض يتحقق حلم هؤلاء الفتيات نحو العالمية، وها هي أزياؤهن التي صنعنها بأنفسهن يعرضنها هن وفتيات من أميركا، ومن تموِّلهم وتساعدهم هي الخارجية الأميركية، فماذا يريدون أفضل من هذا! ماذا يريدون أقوى من هذه الرسالة للعالم عن “القضية الفلسطينية”! أميركيات يلبسن الثوب الفلسطيني مع الفلسطينيات، نصر مؤزر لفلسطين وشرف كبير لها أن يلبس ثوبها فتيات أميركيات! لم يبق وسيلة لتوصيل رسائل أو أساليب لإظهار “الهوية الفلسطينية” كما يسمونها إلا تلك الأساليب الغربية الفاسقة البعيدة عن الدين وحتى العرف! مثال آخر على تركيز الغرب على الفتيات في هذا السن لجذبهنّ إلى الحضارة الغربية البراقة الزائفة.. ألا ساء ما يصفون..
يتمسحون بأميركا وكأنها ولية نعمتهم ويظهرون أن هناك أمورا مشتركة بين ثقافتهم وثقافة أميركا، ويتمثل هذا بعرض الأزياء المشترك.. والذي به نزلت الأميركيات جنبا إلى جنب مع الفلسطينيات “بمنظر رائع” كما صرح مدير المتحف الذي جرى به العرض.. أزياء يتباهون بها وأنها تعبر عن أصلهم الكنعاني، وكأن الإسلام لم يمر من هنا، من فلسطين! هم فرحون بأنهم شرحوا قضية فلسطين عندما زاروهم أو تواصلوا معهم وجعلوها على الخارطة أمام أعينهم وكأنهم بهذا جلبوا النصر!
نقول لهم ولغيرهم أن فلسطين لا يهمها كم من الأفراد أو الجماعات يعرفون بقضيتها، بل يهمها من يحررها، وهذا لن يأتي بعروض الأزياء أو شرح وضعها للأمريكان أو الفرنسيين، بل ما تريده فلسطين وأهلها هو جيش يقوده قائد مسلم شجاع يحررها من بني يهود، وسيكون هذا اليوم قريبا إن شاء الله.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم صهيب الشامي