Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق البطالة في الأردن وعلاقتها بنزوح السوريين


الخبر:

أفادت دائرة الإحصاءات العامة الأردنية، الاثنين 2014/4/14، بأن معدل البطالة المسجل في المملكة الأردنية خلال الربع الأول من العام الجاري بلغ 11.8% مقابل 12.8% في الفترة ذاتها من عام 2013. ووفقا لتقرير صادر عن الدائرة، فقد بلغ معدل البطالة بين الذكور خلال الفترة محل القياس 9.7% مقابل 21.8% للإناث، فيما سجلت البطالة ارتفاعا بين حملة الشهادات الجامعية، حيث بلغ 18.1% مقارنة بالمستويات التعليمية الأخرى.

وتحت عنوان “العمالة السورية ترفع نسبة البطالة في الأردن” ينشر موقع السوسنة حديثا مع مدير مكتب العمل في مدينة إربد، حسين القرعان جاء فيه “أن التواجد السوري في سوق العمل الأردني رفع نسبة البطالة للشاب الأردني، بنسبة لا يستهان بها على الإطلاق” ويتابع القرعان حديثه “أضف إلى ذلك أن الوضع المادي المتدني للكثير من اللاجئين أجبرهم على العمل لساعات طويلة وبأجور أقل عن المواطن الأردني”.

 

التعليق:

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن العبء الثقيل الذي يلقيه نزوح السوريين على البلاد المجاورة مثل لبنان والأردن وتركيا، وأصبح شغل الحكومات في هذه البلاد الاستجداء والتسول على حساب نكبة هذا الجزء من الأمة الإسلامية الذي كان وما يزال رائدا في الكرم والعطاء وتقديم الغالي والنفيس في سبيل الله ونصرة المستضعفين وإيواء المشردين.

الحكومة الأردنية تنشر إحصاءاتها المتعلقة بالبطالة، وتطلق بين الناس إشاعات عن أسباب ارتفاع نسبة البطالة وتعزيها لوجود مئات الآلاف من المشردين السوريين الذين يعملون بأدنى الأجور نظرا لحاجتهم وعوزهم في هذه الظروف الصعبة.

ما ورد على لسان مدير مكتب العمل في إربد يدل دلالة واضحة أن الحكومة تريد صرف النظر عن تقصيرها في تأمين فرص العمل والعيش الكريم لرعاياها وعجزها عن ذلك منذ عقود، بالإضافة إلى إثارة الضغينة بين أبناء الأمة الواحدة التي مزقتها اتفاقية سايكس – بيكو المشؤومة.

الظاهر للعيان من خلال النظر في الجدول البياني المرفق في الإحصائية أن نسب البطالة تتراوح خلال السنوات 2009-2013، بين 12 و13%. وهي نسب ثابتة، لم تشهد تغيرا ملحوظا. وقد أكد التقرير أن النسبة هبطت في هذا العام مقارنة بالعام السابق بمقدار نقطة في المائة، مما يدل على كذب ادعاء من يقول إن النسبة في ازدياد. فهي على المدى الطويل ثابتة قبل دخول السوريين، وهي في المدى القصير تنقص، رغم ازدياد أعداد النازحين السوريين.

وجاء في موقع عمُّون الإلكتروني ما يؤكد ذلك من حيث أرقام العام 2013 التي تبدو لافتة للنظر في هذه الجزئية، خصوصا أن عدد السوريين ازداد خلال ذلك العام. إذ بدأ الربع الأول من العام بنسبة بطالة بلغت 12.8%، انخفضت في الربع الثاني لتصل إلى 12.6%، قبل أن ترتفع مرة أخرى في الربع الثالث إلى 14%، ثم تعاود الانخفاض في الربع الأخير وصولا إلى 11%.

فالأمر إذن مقصود سياسيا وإعلاميا، ويراد منه التضليل بالإضافة إلى إثارة الكراهية تجاه المنكوبين من أهلنا في سوريا التي توغَّل فيها بشار ونظامه إلى حدٍّ لم يعرف له التاريخ مثيلا.

فبدلا من مساعدة أهلنا في الشام للتخلص من هذا الطاغية وزمرته ورد المنكوبين إلى ديارهم، نجد الحكومات كلها تتآمر بالمزيد من التشريد وتضليل الأمة حتى يبقى لها السلطان وتبقى التبعية للكافر المستعمر بسياسة التفريق والتمزيق.

إن الله سبحانه وتعالى جعلنا أمة واحدة، فقال: ﴿وَإِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً﴾. ووصفنا رسول الله عليه الصلاة والسلام في قوله: «مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد..»، فأين الأخوة، والنخوة والشهامة أيها المسلمون؟

إن هذه الحكومات التي لا ترعاكم لا يهمها مصلحتكم، وتريد الإيقاع بينكم وتكريس تفرُّقِكم، فلا تتركوا لها سبيلا عليكم، بل خذوا على أيديهم وأطروهم على الحق أطرا، ولا ترفعوا لهم راية، ولا تروجوا لهم دعاية.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سيف الحق – أبو فراس