خبر وتعليق ساعة الأرض
الخبر:
أورد موقع فرانس 24 الخبر التالي: أطفأت آلاف المدن عبر العالم الأنوار مساء السبت في إطار عملية “ساعة الأرض” التي تهدف إلى تنبيه العالم إلى خطر التبدل المناخي والمخاطر المحدقة بالبيئة. وتقضي إجراءات الحملة إطفاء الأنوار عند الساعة 20,30 بالتوقيت المحلي لستين دقيقة، إلى جمع ملايين الدولارات لمشاريع مرتبطة بالبيئة.
التعليق:
تتميز المبادئ بوجود فكرة وطريقة لكل منها، وهذا الذي نراه في الخبر أساليب تتعلق بطريقة المبدأ الرأسمالي في معالجة مشاكل الإنسان، اخترعوا أسلوب إطفاء الأنوار في ساعة واحدة محددة في العام لتنبيه العالم إلى خطر التبدل المناخي والمخاطر المحدقة في البيئة، وجمع ملايين الدولارات لمشاريع مرتبطة بالبيئة.
وهذا الأسلوب في حقيقته يصرف النظر عن المعالجة الحقيقية لخطر التبدل المناخي والمخاطر المحدقة بالبيئة، فهو يُعفي الدولَ والحكومات من مسؤولياتها في رعاية شؤون الناس، ودفعِ الأخطار المحدقة بهم، وفيه أيضاً غضٌّ للطرْفِ عن أسباب تلك الأخطار وعن إزالة تلك الأسباب، فمعلوم أن الصناعة والمصانع بشكلها الرأسمالي الحالي هي السبب الرئيس للأخطار المحدقة بالبيئة، وإذا نظرنا بعين الاعتبار إلى أن أميركا التي هي أمّ العالم الرأسمالي، والتي تنبعث منها النسبة الكبرى من الملوثات البيئية؛ لم توقع على اتفاقية كيوتو المتعلقة بالبيئة ولم تلتزم بالنسبة المخصصة لها من الملوثات؛ انكشفت لنا حقيقة المبدأ الرأسمالي النفعي، الذي يقدم المنفعة على كل شيء، حتى لو كان على حساب صحة الناس.
إن الحلَّ الحقيقي والصحيح لمشاكل الإنسان لا يكون إلا في الإسلام، وفي تطبيق الإسلام في الحياة والحكم، فهو الذي يحرّم على الناس الإفساد وإيقاع الفساد في الأرض، وتنفّذ الدولة الإسلامية؛ دولةُ الخلافة؛ تنفّذ ذلك الحكم الشرعي، وتتخذ الإجراءات الكافية لمنع التلوّت، وتنشئ الصناعة على أساس تضمن فيه عدم الإضرار بالبيئة، وتُلزمُ الناس بالتزام تلك الإجراءات.
يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا﴾ [سورة الأعراف، 56]. وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾ [سورة القصص، 77].
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو محمد خليفة