Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق أمريكا الديمقراطية أداة سياسية وليست عقيدة سياسية

الخبر:

ذكرت cnn بتاريخ 2014/4/14م أن الولايات المتحدة أعلنت أن وزير دفاعها، تشاك هيغل، أجرى أول اتصال من نوعه مع نظيره المصري الجديد، الفريق أول صدقي صبحي، وأكد الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية، أن وزير الدفاع الأمريكي أكد على “الرغبة في المحافظة على اتصال وثيق.” وتناول النقاش القضايا الأمنية والإقليمية، بما في ذلك “التهديد المستمر من الشبكات الإرهابية وأهمية إجراء انتخابات حرة ونزيهة من أجل الانتقال السياسي في مصر.” كما أكد الوزيران على “التزامهما بالعلاقات القوية بين الولايات المتحدة ومصر”.


التعليق:

أولاً: لقد تابع العالم بنوع من السخرية الانقلاب العسكري في مصر تحت مسمى الإرادة الشعبية، والجدال حول تسميته انقلابا أم لا، وما سيترتب عليه من آثار قانونية وسياسية ودستورية مع إدراك الجميع أن النظام في مصر لم يكن له ليتحرك ذاتيا، بل هو بطلب من أمريكا صاحبة النفوذ القوي والوحيد في مصر، حيث استخدمت ورقتها العسكرية من خلال ضباط في الجيش المصري هم لها أدوات، ومن خلالهم تبسط النفوذ والسيطرة على مدار عشرات السنين من العلاقات بين القيادات العسكرية بين البلدين، وضباط الانقلاب هم في طليعة هؤلاء العملاء.

ثانياً: إن تدخل الولايات المتحدة الأمريكية من أجل شرعنة الانقلاب (أي جعله شرعيًا) لهو خنجر في قلب ديمقراطيتها – إن ولدت أصلا على قيد الحياة – فقد اعتبرت ألمانيا مثلا الانقلاب فشلا ذريعا للديمقراطية، وقالت فرنسا على لسان رئيسها: أن الديمقراطية توقفت في مصر، وأمريكا وقفت في وجه قادة الجيش التركي آنذاك معتبرة أن زمن الانقلابات قد ولى من غير رجعة، وهددت قادة الجيش بالمحاكمات والملاحقات إن انقلبوا على حزب أردوغان. لذا نجد أن أمريكا تنطلق في سياستها من مصالحها فقط، وليس من خلال ما يسمى بأفكار الثورة الأمريكية، وما الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات إلا يافطة مكتوبة في ذيل القافلة الأمريكية. هذه اليافطة حقيقتها معروفة في العهر السياسي الأمريكي الذي خان أفكاره وشعبه ومبادئه التي يزعم أنه يحتكم إليها.

ثالثاً: إن الديمقراطية شر مستطير ودين (عقيدة ينبثق عنها نظام) وهي تخالف الإسلام في أساسها وما بني عليها من أحكام وأفكار، فهي عقيدة كفر، تعني فصل الدين عن الدولة، والسيادة للشعب – إن كان للشعب سيادة – وحقيقة الحريات فيها هي الوصول إلى الدرك الحيواني البهيمي، وصدق فيهم قول الله تعالى: ﴿أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا﴾. [الفرقان: 44].

والإنسان لن يجد إنسانيته إلا من خلال الإسلام العظيم، والمبدأ الوحيد الصحيح، وصدق الله العظيم حيث يقول: ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (١) وَطُورِ سِينِينَ (٢) وَهَٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (٣) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (٤) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (٥) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (٦) فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (٧) أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (٨)﴾. [سورة التين: 1-8].

والديمقراطية فوق كونها كفراً يجب أن نكفر بها؛ لأنها أداة سياسية بيد أمريكا تستعملها من أجل احتلال الشعوب بالتدخل في شؤونهم، فلا يجوز في حق أمة عظيمة كأمة الإسلام أن تكون تابعة وعميلة للقيادة الفكرية الرأسمالية، فوق عمالة حكامها السياسية، وهي ترنو لنهضتها ومشروعها السياسي المنبثق من عقيدة هذه الأمة الإسلامية. قال تعالى: ﴿قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾. [البقرة: ٢٥٦].

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حسن حمدان / أبو البراء