Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق أردوغان – الحفيد العاق لأجداده


الخبر:

في 23 نيسان/أبريل 2014 ورد على موقع البي بي سي خبرا بعنوان “أردوغان يقدم عزاء غير مسبوق لأحفاد الأرمن الذين قتلوا على يد العثمانيين” جاء فيه: قدم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عزاء غير مسبوق للأرمن عشية ذكرى مذبحة للأرمن جرت منذ نحو قرن. وأشار أردوغان إلى أحداث الحرب العالمية الأولى على أنها “ألمنا المشترك” وأقر بأن ترحيل الأرمن عام 1915 كان له “تبعات غير إنسانية”.

 

التعليق:

لقد تبنى هذه الأكذوبة (إبادة الأرمن على أيدي العثمانيين) مَن استخدم الأرمن في تحقيق مطامعه السياسية؛ فهم أنفسهم – أعني روسيا القيصرية – هي التي صنعت الأرمن ومنحتهم بغير حق معظم الأراضي التي طردت المسلمين منها خلال حروبها المستمرة لعدة قرون مع دولة الخلافة العثمانية! فقد كانت روسيا القيصرية تمارس إرهاباً منظماً ضد رعايا دولة الخلافة حيث كانت تبيد مدائن وقرى كاملة كانت عامرة بالمسلمين، ومن تبقى على قيد الحياة منهم كانت تجبره على النزوح القسري مستولين على كل ممتلكات هؤلاء المسلمين المظلومين الذين تعرضوا لأبشع عملية استئصال جماعي في تاريخ البشر! وفي الوقت نفسه كانت القوات الروسية بزعم الدفاع عن النصرانية! تقوم بعملية إحلال وتجديد من خلال توطين الأرمن ـ الموالين لها في حروبها مع الدولة الإسلامية ـ أراضي المسلمين الذي هجروها قسراً أو قتلوا إبادة!

وقد كانت روسيا القيصرية تمد المتمردين الأرمن بالمال والسلاح والعتاد بمجرد حدوث أدنى نزاع بين مسلم من رعايا دولة الخلافة العثمانية وأرمني موال لروسيا القيصرية فلم يكن مسموحاً للمسلم أن يرد عدوان عصابات الأرمن التي تغير على القرى وتنتهك الأعراض فإذا حاول المسلم أن يدافع عن عرضه وأرضه تقوم هذه العصابات المدعومة روسياً بإبادة القرية وحرق من فيها!

لقد استخدمت روسيا المتمردين الأرمن لتوسيع مناطق نفوذها واحتلال البلاد الخاضعة لدولة الخلافة العثمانية وهذا ما ساعد فيما بعد على تكوين الاتحاد السوفيتي منذ الثورة البلشفية عام 1917م!

لعل متسائلاً يقول متى ظهرت المسألة الأرمنية دولياً؟ ولماذا يصر الأرمن على أنهم قد تعرضوا للإبادة على أيدي العثمانيين؟

للإجابة على هذا نحاول أن نسلط الضوء على بعض النقاط:

1- لقد تم تدويل المسألة الأرمنية لأول مرة بموجب معاهدة (سان ستيفانو): فعقب انتهاء الحرب الروسية التركية لعام 1877م – 1878م عقد الطرفان معاهدة سان ستيفانو وبرلين عام 1878م حيث مهد البند رقم 16 والبند رقم 61 بتدويل المسألة الأرمنية التي لا تزال تستخدم فزاعة لابتزاز الأتراك حتى وقتنا الحاضر.

2- دور جماعة الاتحاد والترقي في إسقاط الخلافة العثمانية وذلك عام 1908م وإجبار السلطان عبد الحميد الثاني على الاعتزال! وإدخال فقرة في الدستور الجديد تسمح لكل المواطنين العثمانيين بالتسلح مما وفر غطاءً قانونياً للأقليات بالتسلح! واستغل الأرمن هذا التشريع الجديد بجمع وتخزين الأسلحة التي حاربوا بها المسلمين وقتلوهم! حيث بدأ العدوان الأرمني على المسلمين في مدينة أضنة قبل منتصف عام 1909م بقيادة أسقف مدينة (أسفين) المدعو موستش!

3- دور السفراء والقناصل الغربيين والمبشرين البروتستانت الأمريكيين في تضليل الرأي العام ونشر تقارير مبالغ فيها عن قتلى الأرمن وغض الطرف عن قتلى المسلمين بل وتعمد الكذب في أحايين كثيرة وقد كان للقنصل الأمريكي المتهم بالتعصب للأرمن دور في نشر هذه الأضاليل! ولم يكن القنصل الفرنسي أقل افتراءً من القنصل الأمريكي والروسي وغيرهم!

فقد حافظ العثمانيون على بيضة الإسلام ودولته للرمق الأخير حتى تآمر عليهم الغرب والشرق وهدموا دولة الإسلام ومزقوا بلاد المسلمين، وكانت مواقفهم وحروبهم لحماية الدولة الإسلامية التي تجمع المسلمين عربا وعجما، وماتوا في سبيل تحقيق أهداف أجدادهم من السلاطين والخلفاء المسلمين، لنشر الإسلام العظيم في ربوع العالم.

والآن… جئت أيها الحفيد العاق لأجدادك، لتصف بطولاتهم وتضحياتهم في دفاعهم عن الإسلام ودولة الإسلام بالمجازر والمذابح والإبادة للإنسانية؟! وتتبرأ من أعمالهم وتضحياتهم! ألا تعلم أن دين أجدادك جاء لينقذ البشرية وليس لإبادتها؟ أم أن علمك وثقافتك غربية ليس على هدى الإسلام؟ ولم تسعفك هذه المعلومة من الدين بالضرورة؟ ألا تخجل من ربك يوم تلقاه؟ ولا من عباده الأحياء؟ ولا من أجدادك الأموات إن لقيتهم بالآخرة؟

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو انس – بيت المقدس