خبر وتعليق أفعال نظام إيران تظهر حقيقته
الخبر:
ذكرت بي بي سي بتاريخ 2014/4/19م الخبر التالي: قال مصدر قضائي إيراني: إن السجينة سكينة التي حكم عليها بالإعدام رجمًا بتهمتي القتل والزنا… ثم خفض الحكم بالسجن لمدة عشر سنوات، سمح لها بالخروج في إجازة من السجن لفترة من الزمن.
التعليق:
أولاً: لقد عرفنا مواقف إيران السياسية وكذبها وتابعيتها للغرب الكافر من خلال مساعدتها لأمريكا في العراق وأفغانستان، وتدخلها لمصلحة أمريكا في اليمن والخليج وجرائمها في العراق، وأخيرًا وليس آخرًا في الشام حيث أثبتت أنها رقم صعب في تابعيتها للولايات المتحدة، ولم يعد هذا الأمر خافيًا على أحد إلا من أعمى الله بصيرته قبل بصره. وصدق الله العظيم: ﴿فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَـٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾.
ثانيًا: أما ادعاء إيران بأنها تلتزم الإسلام على المذهب الجعفري الذي ينسب للإمام جعفر الصادق فهو ادعاء كاذب. فكيف لها إذا كانت تدعي المذهب – مع التحفظ على دعوتها المذهبية المذمومة – أن لا تطبق الحدود في حق من ارتكبها؟ فالقاتل في الإسلام يقتل، حيث يعترف المذهب الجعفري بحد الرجم للزاني المحصن، وليس هذا الأمر مختلفا فيه. وحد القتل كذلك، ولا يجوز لأي كان أن يغير في الحدود؛ لأنها قطعية، وهذا الفعل الصادر منهم دليل ليس بعده دليل على خروجهم على الإسلام، واحتكامهم لغير أحكامه، فينطبق عليهم قول الله جل في علاه: ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ وقوله: ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ وقوله: ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.
ثالثًا: وقد دعا الرئيس الإيراني إلى تكافؤ الفرص والحقوق بين الذكور والإناث في المجتمع منتقدًا التمييز على أساس النوع، وهذا ينسجم مع الدعوات الغربية للمساواة بين الرجال والنساء، وعدم التمييز بينهما، وهي المعروفة باسم اتفاقية “سيداو” التي تعني تغيير جميع القوانين بما يتفق مع الاتفاقية، ومن هنا نفهم كيف لإيران أن تفرج عن قاتلة وزانية ارتكبت حدين معًا، ويتم تغيير الحكم إلى عشر سنوات، خلاف حكم الله تعالى الذي حكم به من فوق سبع سماوات؟!
رابعًا: إن النظام الإيراني شأنه شأن الأنظمة في بلاد المسلمين هو نظام علماني لا علاقة له بالإسلام، ولا بالمذهب الجعفري، بل هو تابع للسياسة الغربية التي ألبست هذا النظام لباس الملالي واستخدمت هذا المذهب لخداع الناس، والنظام الإيراني نظام مجوسي يقدس أعياد واحتفالات المجوس التاريخية، ويعتز بالموروث الفارسي.
خامسًا: ورد في جواب سؤال لأمير حزب التحرير حفظه الله بتاريخ 2013/8/21م تحت عنوان: “جواب سؤال واقع إيران بالنسبة للسياسة الأمريكية” ما نصه: “إن مسألة المذهب الذي حددته إيران كمذهب رسمي للنظام، فلم تحدده كرسالة ومشروع تحمله، وهي لم تؤسس نظامها على المذهب، ولم تضع دستورها على أساسه، وليست مواده مأخوذة منه، بل إن المواد الأساسية التي تتعلق بنظام الحكم والسياسة الخارجية، وما يتعلق بالجيش والأمن مأخوذة من النظام الرأسمالي”.
سادسًا: بدأت إيران بالسير بتغيير ما تبقى من القوانين الاجتماعية كالعلاقة بين الرجل والمرأة، والنظرة إليها. فعن أي إسلام تتحدث إيران؟ وعن أي مذهب وهي أبعد ما تكون عنهما؟ شأنها شأن الأنظمة العلمانية في بلاد المسلمين. فهل لا يزال ثمة غشاوة على أعين من يظنون بإيران خيرًا حتى من أتباع المذهب الجعفري ذاته؟ أم أن أفعال النظام الإيراني ناطقة بكفره وكذبه وإخفائه لحقيقة أمره؟ إنه قاعدة للغرب سياسيًا، وامتداد للمجوس تاريخيًا! والإسلام والمذهب الجعفري من نظام إيران براء.
وأخيرًا: نقول للمدافعين عن هذا النظام المجرم ما قاله الله تعالى: ﴿هَا أَنتُمْ هَـٰؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللَّـهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا﴾. وقوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّـهُ ۚ وَلَا تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا﴾. أي معينًا ومدافعًا عنهم.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم البراء/ الأردن