خبر وتعليق فيروس الكورونا يفضح سياسة الحكومة السعودية
الخبر:
أمر ملكي يقضي بإعفاء الدكتور عبد الله الربيعة وزير الصحة السعودي من منصبه، وتكليف المهندس عادل فقيه وزير العمل بمهام وزير الصحة بالإضافة إلى عمله. الشرق الأوسط 2014/4/22م
التعليق:
ميكروب الكورونا هو فيروس يصيب الجهاز التنفسي، ويؤدي إلى فشل رئوي ومن ثم فشل في عدد من أجهزة الجسم وقد يؤدي في أسوأ الحالات إلى الوفاة، والمرض جديد ولا توجد عنه معلومات كافية، وظهر لأول مرة في السعودية قبل حوالي سنتين، وقد اكتشف الفيروس طبيب مصري مقيم في جدة، حيث حَذر منه ومن انتشاره كوباء مثل وباء السارس، وكانت مكافأة حكومة آل سعود لهذا الطبيب هي طرده من عمله وتسفيره على جناح السرعة إلى مصر الكنانة، لخوفهم من كشف عوارهم في إدارة الأزمة، ومنذ ذلك الحين أخذنا نسمع عن اكتشاف حالات من الفيروس وارتفعت حالات الوفاة ووصلت نسبتها ٤٠-٥٠٪ من المصابين. وبدل أن تقوم الحكومة بواجبها في رعاية شؤون الناس، ومعالجة حالة الوباء التي أصابت البلاد وذلك حسب المعايير الدولية المتعارف عليها، أخفت المعلومات والأخبار وكأن شيئاً لم يكن وتجاهلت نداءات الخبراء، وأخذت تنتظر التعليمات من منظمات الصحة العالمية مع أن المرض جديد، والسعودية عندها أكثر الحالات ولا ينقصها المال ولا المعامل لاكتشاف علاج أو مطعوم للفيروس.
وهذا غيض من فيض، فحكام هذه البلاد كغيرهم من الحكام لا يقومون على رعاية شؤون الأمة ولا يهمهم من يموت ومن يعيش في ضنك، وما أحداث جدة منا ببعيد، وغيرها من الأحداث التي تتكرر لتثبت لنا بأن سياستهم تقوم على أساس مصالح أمراء آل سعود وأعوانهم، فأين هم من حديث رسولنا عليه الصلاة والسلام: يقول عبد الله بن عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته الإمام راع ومسئول عن رعيته والرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته قال وحسبت أن قد قال والرجل راع في مال أبيه ومسئول عن رعيته وكلكم راع ومسئول عن رعيته” متفق عليه.
قبل أيام كتبت صحيفة الواشنطن بوست: (على مسؤولي الصحة في السعودية أن يكونوا أكثر صراحة في الكشف عن المعلومات حول خطر فيروس كورونا القاتل) إنتهى. ومع ازدياد حالات الإصابة بهذا الفيروس وانتشار المرض في جدة، تبوك والمدينة ووجوده بكثرة في الرياض، اضطرت الحكومة أمام استياء وخوف الناس في الداخل والرأي العام الناقد لطريقة تعامل الحكومة مع المرض في الخارج والخوف من انتشاره خارج السعودية وقد حدث، أدى ذلك كله إلى اختيار وزير الصحة ليكون كبش الفداء لتحمل المسؤولية، متناسين بأن البلاء في آل سعود الذين سُلطوا على رقاب الأمة منذ ردح من الزمان. فندعو الله أن يريحنا منهم ومن شرهم وأن يحفظ علينا ديننا وأن يعافي المسلمين من كل شر، وخاصة وأننا على أبواب موسم العمرة في رمضان وكذلك الحج وهذا بحاجة إلى حسن إدارة للأزمة من أناس يخافون الله.
اللهم ارزقنا إماما حاذقا عادلا يحذو بنا حذو الخلفاء الراشدين، فهذا الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول (لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله عنها لمَ لم تمهد لها الطريق يا عمر).
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو صهيب القحطاني – بلاد الحرمين الشريفين