خبر وتعليق مدينة معان… والحقد الدفين!!…
الخبر:
تناقلت وسائل الإعلام الأردنية ما يحدث في مدينة معان مروجة ما يريده النظام من مطاردة المطلوبين الخارجين على الدولة، وإعادة هيبة الدولة وسيادة القانون، وسط إجراءات أمنية مشددة، وأعمال قتل وانتهاك للبيوت والحرمات.
التعليق:
أولاً: إن مدينة معان عوقبت من النظام منذ أن نشأ؛ لأنها وقفت مع دولة الخلافة العثمانية ضد الثورة العربية ابتداءً، وعندما دخلت وبايعت إنما بايعت على الحكم بكتاب الله وسنة رسوله، وعلى الجهاد في سبيل الله، ورفض التدخل الأجنبي، وكان لها مواقف مشرفة في التاريخ الإسلامي لا زالت تعتز بها وتحن إليها! وأما ما يروجه بطانة النظام من أن سبب الاضطرابات في معان إنما هو لقمة العيش. فما الفقر والعوز وسوء الخدمات إلا نتيجة لمواقفها المشرفة، ورفضها الذل والخنوع، ورجولة رجالها الأبرار! فقضية معان قضية كرامة وعزة وشرف، وليست قضية لقمة عيش وخدمات ابتداء!
ثانياً: إن ادعاء النظام في الأردن بوجود مطلوبين وخارجين على النظام في مدينة معان ما هو إلا ادعاء كاذب وباطل من عدة أوجه:
1. من رعى هؤلاء المجرمين، وترك لهم الحبل على الغارب حتى ضج منهم الحجر والشجر؟
2. إن كانت الدولة وإثبات هيبتها في تجمع هؤلاء المطلوبين في مسيرة الولاء، فلماذا لم تقبض عليهم؟
3. إن عدد المطلوبين قليل جدا، وهم معروفون لدى النظام، فلماذا سياسة العقاب الجماعي، وانتهاك البيوت، وقتل الأبرياء، وترويع النساء والأطفال؟!
4. أليس في باقي المدن الأردنية مجموعات خارجة على القانون؟ فلماذا لم تعامل الدولة بقية المدن مثل معان؟ أم أن باقي المدن لها حسابات أخرى؟
ثالثاً: أما ادعاء وجود أسلحة فهي حجة أوهن من بيت العنكبوت! فجميع الناس في الأردن: مدنها وقراها فيها أسلحة، بل إن دراسات تابعة للدولة تكلمت عن وجود أكثر من مليون قطعة سلاح بين أيدي الناس.
رابعاً: إن النظام في الأردن إذ ينطلق في هجمته على معان إنما ينطلق من منطلق الحقد الدفين، لكل من يقف في وجهه محاسبًا له على جرائمه، وقد تميزت مدينة معان بمثل هذه المواقف المشرفة. كيف لا وقد كانت في مقدمة الفتح الإسلامي لبلاد الشام؟! لقد كان فروة بن عمرو الجذامي أمير معان أول من أسلم واستشهد من أهل الشام!
فهل يعود بها رجالها الأبرار الأخيار إلى تاريخها الإسلامي المجيد فتكون بداية لفتح جديد كما كانت؟! نرجو ونأمل ذلك، وما ذلك على الله بعزيز!!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حاتم أبو عجمية / أبو خليل – ولاية الأردن