Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق رسالة إلى أخواتنا المسلمات في بريطانيا فيما يتعلق بأحداث سوريا (مترجم)

أخواتي اللاتي تشعرن بمصاب أهل سوريا، إنكن أصبحتن تعلمن الآن أن هذه المشاعر التي تحملنها والأعمال والتي تقمن بها لم تعد أبدا مسألة هينة بسيطة. بل إنكن تحملنها تحت الضغط بل التجريم.

فها هي تيريزا ماي وزيرة الداخلية البريطانية تمدد صلاحياتها في كانون الأول والمتعلقة بأخذ جوازات سفر أولئك الذين يعودون من سوريا. معتبرة إياهم مجرمين حتى قبل أن تطأ أقدامهم الأراضي البريطانية. أما لماذا؟ فالأمر ببساطة أن الحكومة تصف هؤلاء بالإرهابيين وتعتبر وجودهم في البلاد تهديدا للشعب البريطاني فيما يظهر، والجرم أنهم ذهبوا وقدموا أرواحهم رخيصة في سبيل الذود عن النساء والأطفال الأبرياء.

أخواتنا، قد لا نتفق على فعل ما يقوم به بعض أفراد الأمة لكن هذا ليس موضوعنا الآن وليست هذه هي القضية. فالقضية هي أكاذيب نُسجت عن هؤلاء الأشخاص وعن كونهم يشكلون تهديدا خطيرا والهدف من ذلك كله تشويه صورتهم ولم يتوقف موضوع تجريم أشخاص لارتباطهم في أمور متعلقة بسوريا عند هذا الحد.

فالأمر تعدى ذلك ليصل لحد تجريم أولئك الذين يتبرعون بالأموال لسوريا. وقد رأينا التدقيق الشديد والمتابعة الحثيثة لمبعوثي الجمعيات الخيرية وكأنهم مخبأ للإرهابيين! ونتيجة لذلك وقع الناس تحت ضغط وإرهاب شديدين. وقد قال مفوض شرطة العاصمة السير برنارد هوغان – هوي بأنه حتى أولئك الذين ذهبوا لتقديم مساعدات إنسانية فإنهم سيعودون راديكاليين إرهابيين. وأما رئيس اللجنة الخيرية فقد أعرب هذا الأسبوع عن قلقه إزاء التطرف الإسلامي الذي ظهر في الجمعيات الخيرية!.

هل يمكنكن أخواتي تصور أن يصبح تقديم التبرعات لمساعدة محتاجين جريمة يحاسب عليها القانون؟

ثم ها هو أخونا مُعَظَّم بيغ الذي عانى سابقا أثناء اعتقاله في معتقل خليج غوانتانامو يتعرض للاعتقال لأمور تتعلق بسوريا، صحيح أننا لا نملك تفاصيل، لكن أية رسالة تلك التي يريدون إيصالها لنا؟

وعموما ماذا نرى؟ ما نراه هو أن سوريا أصبحت مكانا لاختبار المسلم المتطرف. وليس مهما هنا على الإطلاق إن كنت تختلف قطعا مع أعمال الإرهاب وقتل الناس الأبرياء. هذا لا يهم هنا وليس موضوعنا هنا. فعندهم مجرد إيمانك بأفكار الإسلام ومفاهيمه كعالمية أمة الإسلام وطبيعة هذا الدين السياسية كافية لجعلك مجرما محتملا.

إذن كيف يكون الرد؟

أولا وقبل أي شيء فما من شك أبدا في أن هناك أزمة إنسانية لا مثيل لها يعاني منها اللاجئون الذين تغص بهم المخيمات المختلفة.

وإن الواجب علينا أخواتي أن نتصدق ونرسل ما في وسعنا – بطانيات وملابس وأدوية وغذاء – كمساعدة لإخوتنا وأخواتنا، هذا أمر علينا فعله ولا عذر لنا إن فرطنا.

وأمتنا في أجزاء كثيرة منها لا تملك ثروة إضافية ترسلها. لذلك كله فإن هذه الجهود لا ينبغي أن تموت بل لا بد من أن تستمر فأمة الإسلام في الشام لا يمد لها العون أحد. وبالتالي فإن هذا الدعم الخيري هو ما يمثل عملا عظيما مساعدا.

لكن لا يمكننا أن نقدم لأهل سوريا البطانيات والأدوية بقلوب مفتوحة ثم نغمض أعيننا عن الرسالة الأساسية التي يطلقها أهلنا في الشام مرة بعد أخرى عبر اليوتيوب الفيديو وراء الفيديو والتي يهدفون فيها للفت النظر إليهم وإلى مطلبهم في كونه المناداة بالإسلام.

فها هي أمة الإسلام هناك تكافح وتناضل من أجل إسلامي وإسلامك أختي، يضحون بأنفسهم لأجلي وأجلك أختي. وكجزء من هذه الأمة الواحدة علينا أن ندعمهم وأن نقف إلى جانبهم. وإذا ما تجاهلنا كل هذه العوامل التي أدت إلى معاناتهم، فكيف سنقف معهم بعدها ونساندهم؟

وليس فقط كوننا إخوة لهم يتحتم علينا دعمهم ولا لضرورة أن نكون شاهدين على حقيقة ما يحدث لهم – بل إن كونهم يكافحون من أجل ديننا الذي هو دينهم أمر آخر بالغ الأهمية يوجب علينا نصرتهم.

لذلك فمن الواجب علينا أن نقوم بدورنا بالوقوف معهم جنبا إلى جنب وبإخلاص خالص وهم يجاهدون ويناضلون.

والأخوات يعرفن أن هذا الأمر ليس متعلقا باليوم أو الغد أو الشهر القادم. ولكن ما إذا كانت سوريا قضية إنشائية نظرية فحسب أم لا فإن هذا العداء لكل من يتمسك بقيم الإسلام واستخدام التجريح ضده هو أمر يجب علينا جميعا كوننا مسلمين أولا وجزءاً من أمة عالمية ثانيا الوقوف ضده.

وعلاوة على ذلك فإن علينا الوقوف قليلا وسؤال أنفسنا؛ ففي حين خاضت الأمة طريقا شائكا صعبا لكونها شاهدة حارسة على الأمم لإيصال الحق لها، هادفة لأن تُعيد هويتها الإسلامية التي فقدتها منذ زمن، فماذا نريد نحن لهويتنا أن تكون؟

ولا بد أن نعرف أن الطريقة التي سنرد بها الآن على الضغوطات التي تمارس على الإسلام ستشكل وتحدد من سنكون وكيف سيكون حالنا لسنوات وسنوات قادمة. وفقط قفن أخواتي للحظة واحدة وفكرن من تُردن أن تكُنَّ، وأي إرث إسلامي تُردن تركه لأطفالكن وأحفادكن من بعدكن إذا ما عاشوا نفس الواقع الذي تعشنه الآن؟ إن لم نعتصم اليوم بحبل الله أخواتي فماذا نتوقع من أجيالنا أن تفعل في المستقبل؟!

وإذا ما اخترنا أخواتي وسمحنا ليصبح موضوع تجريم كل ما يتعلق بسوريا أمرا مقبولا وعاديا، وإذا ما لم نطلق صوتا مدويا واثقا ضد هذا الأمر ومثيلاته التي تعتبر هجمة على ديننا كانفصال الرجال عن النساء والنقاب فإنا بذلك نسمح لأن تصبح هذه الأمور مشوَّها للإسلام وحقيقته وسيؤول ذلك لجعل الإسلام في نظر الآخرين مشكلة حقا، كل هذا لكوننا لم نفعل شيئا للتصدي لكل ذلك. استغفر الله.

لذلك أخواتي، تمسكن بهذا الدين ولا تفرطن بشيء منه. وسلطن الضوء على حقيقة ما يجري في سوريا من أنه كفاح أمة من أجل الأمة.

 

 


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شوهانة خان
الممثلة الإعلامية لنساء حزب التحرير في بريطانيا