Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق فاقض ما أنت قاض إنّما تقضي هذه الحياة الدنيا


الخبر:

أفاد موقع الجزيرة نت أنّ محكمة جنايات المنيا بمصر أحالت أوراق بديع و 682 آخرين للمفتي.


التعليق:

أوّلا: إنّ إقدام النظام في مصر من قبل على إصدار أحكام جائرة بالسجن بحق ثلة من أهل مصر الكنانة تراوحت بين 57 و 88 عاما، والآن تصدر أحكاما بالإعدام لهو خيانة وإذلال ما بعده إذلال بحق شعب مصر الأبيّ، ومحاولة بائسة منه لتركيع البقية الباقية من المناهضين للانقلاب، ورسالة تهديد لكل من سولت له نفسه أن ينتقد شخص الحاكم، أو أن يثور على النظام الرأسمالي الآيل للسقوط أو أن تراوده نفسه بالعمل على إسقاطه.

ثانيا: هذه الأحكام الصادرة بحق المسلمين في الكنانة لن تجدي نفعا، ولن تثني الثوار عن المضي قدما في نضالهم المشروع ضد الانقلاب، وسياسته الدموية في إخماد كل صوت معارض له، وقمع كلّ المناوئين له. والنتائج ستكون عكسية ووخيمة على هذا النظام العميل الخائن لله ولرسوله، والذي لم يرقب في المسلمين إلاّ ولا ذمة، ولم يدخر جهدا في استعمال كل وسيلة قذرة لقمعهم من تعذيب وقتل واعتقال ووحشية… قل نظيرها في مجتمعات ما يُسمى بحقوق الإنسان. فهم كما وصفهم المولى عز وجل في كتابه العزيز الحكيم: ﴿كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ﴾.

ثالثا: كلمة إلى النظام العميل للسيد الأبيض، والخادم المطيع لأوامر أمريكا ونواهيها، والمسبح بحمدها ليلا نهارا، والذي استباح كل المقدسات، وعاث في الأرض الفساد من أجل نيل رضا الغرب الكافر المستعمر عنه، نقول له: اتق الله في دماء المسلمين وفي أعراضهم، واعتبر مما حصل للفراعنة من قبلك: فمن طاغية فار إلى مجرم مقبور إلى مستبد منبوذ إلى فرعون مسجون محمول على سرير لا حول له ولا قوة إلى أسد مذعور ينتظر مصيره المحتوم. فالغرب سيتخلى عنك ما إن تستوفي مهامك القذرة التي وُكلت بها ويلفظك كما لفظ الساقطين من قبلك، وما مصير مبارك عنك ببعيد.

رابعا: كلمة إلى القضاة الذين أصدروا هذه الأحكام الجائرة بحق المسلمين في الكنانة ألم تسمعوا بحديث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: «الْقُضَاةُ ثَلاثَةٌ: اثْنَانِ فِي النَّارِ، وَوَاحِدٌ فِي الْجَنَّةِ: رَجُلٌ عَرَفَ الْحَقَّ وَقَضَى بِهِ، فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ، وَرَجُلٌ عَرَفَ الْحَقَّ فَلَمْ يَقْضِ بِهِ، وَجَارَ فِي الْحُكْمِ، فَهُوَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ لَمْ يَعْرِفِ الْحَقَّ فَقَضَى لِلنَّاسِ عَلَى جَهْلٍ، فَهُوَ فِي النَّارِ».

فأين أنتم من هذا الحديث؟ أم أنّكم لم تسمعوا به؟ لا يعتقد جاهل أو غر أنّكم لا تعرفون الحق وقضيتم عن جهل؟ فمجازر النظام لا يختلف عليها اثنان كما لا يُختلف على وجود الشمس في رابعة النّهار. فاتقوا الله في المسلمين، واعلموا أنّكم ستقفون بين يدي القهار الجبار الذي لا تضيع عنده الحقوق، ولن ينفعكم النظام ولا أمريكا ولا أذنابها. وسوف تندمون على ذلك أشد الندم لكن ﴿وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ﴾. فارجعوا إلى الله، وتوبوا إليه توبة نصوحة من قبل أن يأتكم هادم اللّذات، وتصبحون على ما فعلتم نادمين وتقولون: ﴿لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾.

خامسا: كلمة إلى إخواني الثائرين في كلّ بلاد المسلمين على استبداد النظام الرأسمالي وجبروته، ومنها أرض الكنانة أقول لهم: اصدقوا الله تعالى يصدقكم، وانصروه حتى ينصركم ويثبت أقدامكم. ودعوا عنكم بضاعة الغرب المزجاة من: ديمقراطية ومدنية واعتدال وتوافق وتسامح… واعملوا مع المخلصين الصادقين لإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، وأعلنوها: “هي لله هي لله” و ﴿إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾.

نادوا: لا لشرعية مرسي أو إخوان بل هي لتحكيم شرع الله. وبدل الدماء المراقة من أجل مشاريع الغرب الكافر المستعمر اجعلوا الأرض ترتوي أنهارا من الدماء الزكية الطاهرة من أجل تحكيم شرع الله، وإقامة سلطانه على الأرض. أروا الله من أنفسكم ما يحبه ويرضيه عنكم، وتحدوا النظام صارخين بصوت عال: ﴿قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا ۖ فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ ۖ إِنَّمَا تَقْضِي هَٰذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا﴾.

 

 


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حنين إسلام – تونس