خبر وتعليق فشل النظام الحالي في توفير الأمن للشعب
الخبر:
اختُطف سبعة أشخاص من بينهم عضو مجلس محلي، ومحام من سيارتين، يوم الأحد 27 نيسان/أبريل 2014م، حسب زعم بعض منفذي القانون، وقد عُثر عليهم قتلى نهار الأربعاء، 30 نيسان/أبريل 2014م. وقد صُدم الناس من هذا الحادث بعد أن علموا من وسائل الإعلام أن الجثث كانت متحللة تقريبًا، وكانت كل جثة مقيدة اليدين والساقين ومربوطة بأكياس، تحتوي كل منها على 12 حجرًا، وكانت بطونهم مبقورة، ووجوههم مغطاة بأكياس النايلون.
التعليق:
وفقًا لتقارير وسائل الإعلام، فإنه قد تم اختطاف أكثر من 53 شخصًا في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2014م، و46 في عام 2010م، و59 في عام 2011م، و56 في عام 2012م، و68 في عام 2013م، وحتى هذه الأرقام لا تشير إلى الأعداد الحقيقية، فبعض الناس لا يفضلون الإبلاغ عن مثل هذه الحوادث على أمل أن يطلق الخاطفون الضحايا إن هم لم يبلغوا السلطات. وفي معظم الحالات المبلّغ عنها، يشير ذوو المختطفين بأصابع الاتهام إلى الأجهزة الأمنية في الوقوف وراء عمليات الاختطاف.
لقد رحب الناس – وبعد إنشاء كتيبة التدخل السريع عام 2004م – بسياسة إطلاق النار على المجرمين وقتلهم، حيث يفضلون ذلك على خروج المجرمين من السجن باستخدام ثغرات القوانين، ولكن تبين لهم في وقت لاحق بأن عناصر من الأجهزة الأمنية يتم استئجارها لتحقيق رغبات شخصية. والآن يتم اختطاف الأبرياء، وتشويههم، وقتلهم من قبل الأجهزة والمجرمين على حد سواء!
إن انتشار مثل هذه الأنشطة الإجرامية يبرهن على فشل النظام القائم على تأمين حياة الناس فشلًا ذريعًا. فالقائمون على تطبيق القانون هم أنفسهم لا يؤمنون بقدرة القانون الحالي والقضاء على تحقيق العدالة، كما أنهم – ومن أجل ضمان ما يسمى بالعدالة – ينخرطون في أنشطة غير مشروعة، مثل القتل خارج نطاق القضاء، وفي الوقت نفسه يلبون رغبات النخب السياسية، ورجال الأعمال الفاسدين، والمجرمين مقابل فوائد مالية. وفي نهاية المطاف، فإن القيام بهذه الجرائم يشجع الفساد والجريمة، حيث ترتكب جرائم اجتماعية بشعة أكثر كل يوم.
وبينما يعيش الناس حالة ذعر من مثل هذه الجرائم المروعة، يلعب القادة السياسيون لعبة اللوم المعتادة، فضمان سلامة الناس وأمنهم ليس في حسابات حسينة وخالدة، وما يؤرقهم هو ضمان سلامتهم فقط، وإحاطة أنفسهم بعدد كبير من رجال الأمن، على الرغم من حديثهم باستمرار عن سيادة القانون والحكم الرشيد! لقد أثبت النظام العلماني الذي وضعه الإنسان فشله في تحقيق العدالة، وضمان سلامة الناس وأمنهم، ولم يعد أحد يعتقد بأن النظام القائم يمكنه تحقيق ذلك.
إن شريعة الخالق سبحانه وتعالى، خالق الكون والإنسان والحياة، تضمن أمن الناس وتحفظ حياتهم، فقد وعد الله سبحانه وتعالى، وبشرنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، بالأمن في ظل نظام الخلافة، النظام الذي ارتضاه الله لنا، حيث قال سبحانه وتعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [النور: 55 ]، وقال نبينا صلى الله عليه وسلم: «… وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ أَوْ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ» صحيح البخاري.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلام المركزي لحزب التحرير
محمد ريان حسن، عضو حزب التحرير، ولاية بنغلاديش