Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق السجون السرية تحت الأرض تكشف الوجه القبيح للصليبيين والأنظمة العميلة لهم (مترجم)


الخبر:

اعترفت الولايات المتحدة وبريطانيا بامتلاكها وإدارتها لسجون سرية خاصة في أفغانستان بعد ثلاثة عشر عاما من الحرب الدموية. قبل هذه الأخبار العاجلة، قام سجناء سابقون وجماهير عامة وبعض المنظمات الإنسانية بالادعاء أن الولايات المتحدة وبريطانيا وحلف شمال الأطلسي يديرون سجوناً سرية خاصة، ولكن وزراء الدفاع في كل هذه البلدان والمتحدث باسم حلف شمال الأطلسي أدانوا بشدة وأنكروا مثل هذه الادعاءات. وقد نشرت الحكومة الأفغانية الأكثر تبعية للغرب جنبا إلى جنب مع وسائل إعلام غربية مثل تايمز وواشنطن بوست ووكالة أسوشيتد برس، نشرت عددا من التقارير بشأن هذه الجريمة البشعة والتي أصبحت موضوع الساعة في وسائل الإعلام الأفغانية.

 

التعليق:

قال مسؤول أمريكي الشهر الماضي لأسوشيتد برس واشترط عدم الكشف عن هويته أن هناك أكثر من 20 سجناً سرّياً يديرها الجيش الأمريكي في أفغانستان.

 

وأضاف، تدار هذه السجون تحت رقابة صارمة من قيادة مكافحة الإرهاب في باغرام. وظهرت هذه الأحداث في وقت وعد فيه باراك أوباما أثناء حملته الانتخابية بإغلاق سجون مثل سجن غونتنامو التي تم إنشاؤها خلال حرب بوش المعلنة ضد الأمة. وقد أعطى ضمانا للعامة أن حكومته ستوقف مثل هذه الممارسات الشنيعة، وقال أنه يلعن ممارسات السي آي إيه في تعذيب السجناء من وسائل التعذيب بالماء والصعق بالكهرباء وغيرها من تقنيات التعذيب الجسدي والنفسي.

وتحت المساعدة المالية والعسكرية من الولايات المتحدة وبريطانيا وحلف شمال الأطلسي، عيّن النظام العميل في أفغانستان ‘غلام فاروق باراكزاي’ رئيسا للجنة التحقيق في هذه السجون السرية بعد ظهور هذه التقارير المهينة. وحتى الآن لم تكتشف اللجنة سوى ستة أبراج محصّنة في أفغانستان والتي تشمل ثلاثة سجون في هلمند وثلاثة أخرى في مقاطعة قندهار. هذه السجون السرية يتم الكشف عنها لتقع إدارتها فيما بعد من قبل الجيش الأمريكي في مخيم ليدرينيك ومن قبل الجيش البريطاني في معسكر بوسطن ومن قبل قوات حلف شمال الأطلسي في مخيم ‘كام كاف’.

من ناحية أخرى، في الثاني من أيار/مايو، ألغت محكمة بريطانية قرار اعتقال وحبس جنود بريطانيين في أفغانستان. وقد نظرت المحكمة في قضية سردار محمد الذي اعتقل وبقي تحت ذمة القوات البريطانية للاشتباه بأنه كان مقاتلاً طالبانياً. وبقي محبوسا ما يزيد عن مائة يوم في معسكر بريطاني وعندما خرج من السجن رفع قضية ضد القوات البريطانية للاحتجاز غير القانوني بحجة انتهاك حقوق الإنسان. ولكن وزير الدفاع البريطاني فيليب هامون قال أن الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان لا يمكن تطبيقها في حالة الحرب، لأن هذا يمكن أن يقيد أيدي قواتنا.

ومع الأخذ بالاعتبار النقاط المذكورة أعلاه، يصبح من الواضح أن الصليبيين الاستعماريين لا يعطون قيمة ولا احتراماً لأي مسلم في العالم. غرضهم ومهمتهم الوحيدة هي تأمين مصالحهم الاستعمارية، في طريقهم لضمان مصلحتهم. ولا يولي الصليبيون اهتماما ولا نظرا لما يسمى القوانين الدولية والقيم المتعارف عليها عالميا. وبالتالي فإن الغرب يتعامل بشكل استثنائي مع المسلمين ويتبنى إجراءات غير قانونية في تعذيب وسوء معاملة المسلمين في السجون، بما في ذلك الآلاف من المدنيين.

وقد لعبت الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة لعبة مع الحكومة الأفغانية العميلة في نقل مسؤولية سجن باغرام إلى قوات الأمن الوطنية الأفغانية (ANSF). وذلك لأن الولايات المتحدة لم تتصرف بصدق مع شركائها المحليين، باعتبار أن قضية سجن باغرام استعملت فقط كأداة من أجل إضفاء الشرعية اللازمة للحكومة أمام الرأي العام ولفت الانتباه إلى عشرات السجون الأخرى المخفية. وهذا هو السبب الذي جعل معظم الأفغان غير قادرين على معرفة مكان وجود أقاربهم وذويهم المختطفين. وبالتالي، فإنه يثبت أن الولايات المتحدة لديها الآلاف من المسلمين الأفغان وراء قضبان السجون السرية، إلى درجة أن الحكومة الأفغانية العميلة لا تملك أية معلومات بشأن موقعها ولا أرقام عنها الخ.

بالإضافة إلى ذلك، كشف مترجمون أفغان وأفراد من الجيش بعض المعلومات المثيرة للدهشة حول طريقة الغزاة في اعتقال الشبان الأفغان كمقاتلي طالبان، وبعد التحرش والتعذيب الذي يتعرضون إليه يتم إرسالهم إلى أجزاء أخرى من أفغانستان على متن مروحيات مثقلين بالمتفجرات من ثم يتم تسليمهم إلى شركات الأمن والاستخبارات الخاصة لتقوم بإرسالهم بدورها إلى الأماكن العامة والمساجد والمستشفيات والمدارس وغيرها، حيث يقومون بتفجيرهم بأجهزة التحكم عن بعد.

 

كل هذا يتم من أجل الطعن في الإسلام السياسي والجهاد والمفهوم العام للمجاهد. في هذه الجرائم الوحشية يتم استخدام السجناء الأفغان من قبل الـ MI6 والـ CIAوالشركات المتعاقدة معهم مثل، بلاك ووتر، شبكة ريموند ديفيس وشبكة ميشال سامبل، الخ.

وعلاوة على ذلك، أنشأ القائد السابق للقوات الأمريكية في أفغانستان ودعَم أفكاراً مثل، الشركة المحلية، ومشروع الثورة الوطنية، والقوات الخاصة الأفغانية، والتي لا تعرف الحكومة الأفغانية أعدادها. وأطلقت هذه المهام تحت قيادة رئيس المخابرات السابق، أسد الله خالد، الممولة مباشرة من قبل السفارة الأمريكية.

 

باستخدام هذه المشاريع، يتم استهداف العلماء، وشيوخ القبائل، والمجاهدين الحقيقيين، ويتم إيقاع الخلافات بين الناس لإضعاف المقاومة المسلحة ضد المستعمرين. وبالتوازي مع ذلك يجري أيضا تمويل الجماعات ووسائل الإعلام والمحللين، بحيث يتم ربط كل هذا بالإسلام السياسي وينسبون كل هذه السلبية للإسلام. هؤلاء معروفون لدى الجميع واجتماعاتهم مع المسؤولين الأمريكيين والبريطانيين أصبحت حديث الناس.

إن إطلاق هذه الحملة الصليبية من قبل بوش الابن تحت ذريعة “الحرب على الإرهاب”، والتناقض بين أقوال وأفعال أوباما باتباع خُطا سلفه، والتصريحات الأخيرة لتوني بلير المعادية للإسلام والمسلمين، والاعتراف الواضح من القائد العام السابق للجيش البريطاني الجنرال ريتشارد دينيت وغيرها من الإيحاءات من قبل الكفار وأنظمتهم العميلة والجائرة المسلطة على الأمة، كل هذا يشير إلى حقيقة أن حدوث تغيير فكري حقيقي هو حاجة ملحة اليوم، والذي هو إعادة الخلافة الإسلامية. وكل ما يقوله الأعداء ويظهر في أفعالهم أقل بكثير مما يخفى في قلوبهم ضد المسلمين.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ﴾.




كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سيف الله مستنير
كابول – ولاية أفغانستان