خبر وتعليق ظاهرة اختفاء الفتيات في اليمن خير دليل على فشل النظم التي تحكمها
الخبر:
نشر موقع إب برس بتاريخ 18 آذار/مارس 2014م خبراً جاء فيه: “اختفاء أربع فتيات نهاية الأسبوع الماضي من العاصمة صنعاء، في تطور خطير لظاهرة اختفاء الفتيات التي باتت تشهدها المحافظات اليمنية مؤخرا بصورة شبه يومية. ونقلت صحيفة اليمن اليوم عن مصدر امني يمين قوله أن طفلة في ال14 من العمر تدعى أماني اختفت من منطقة “آزال” في ظروف غامضة.
وأشار المصدر إلى أن والد الفتاة أبلغ شرطة قسم الحميري باختفاء ابنته بعد أن خرجت من المنزل السبت الماضي ولم تعد مرجحا أن تكون قد تعرضت للاختطاف.
والى ذلك أبلغ تاجر يمني قسم الشرطة هبره بمديرية شعوب بصنعاء عن اختفاء فتاتين اثيوبيتين كانتا تعملان بمنزله كشغالتين، ووفقا لبلاغ الشرطة فإن الفتاة الأولى تدعى ريجيجوا تبلغ من العمر 28 عاما والأخرى زكى دوبيا 26 عاما.
وبمنطقة السبعين أبلغ شاب يمني قسم شرطة علاية عن اختفاء شقيقته ذات ال12 من العمر وتدعى “احلام” بعد أن خرجت من منزلهم ولم تعد .”.
التعليق:
إن ما تذكره المنظمات المعنية من أن عدد الفتيات المختطفات في الأعوام الأخيرة بات يتراوح حول 150 فتاة مختطفة في العام الواحد، في بلد محافظ مثل اليمن تعدّ أرقاماً مخيفة، وإن قيام مثل هذه العصابات بهذه الأعمال يدل دلالة واضحة على انعدام الأمن في حكومة هادي وباسندوة…
والجدير ذكره أن أهل اليمن يعيشون في فقر مدقع، برغم الخيرات التي حبا الله بها اليمن من زراعة وثروة سمكية ونفط وغاز طبيعي، وموقع استراتيجي مميز!!
إن معدل البطالة في اليمن زاد عن 48% في سنة 2010 وفي سنة 2012 ارتفع معدل البطالة إلى 60% وهذا يدل على أن ما ثار عليه الناس من فقر وظلم وتخلف ومرض وانعدام للحاجات الأساسية في حياتهم لم يغير شيئا فيها بل زاد الطين بلة وزادت تعاسةً الناس برغم أنهم ثاروا سعيا منهم للعيش الكريم والعدالة آملين بهذه الثورة أن تتغير الأحوال إلى الأفضل؛ ولكن سرعان ما سرقت ثورتهم واحتويت من قبل السياسيين المنتفعين والعملاء، الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم ولو نشدوا العيش الكريم في ظل حكم الله وشرعه لكان خيراً لهم.
هذا ما يدفع معظم الأسر إلى دفع أبنائهم إلى الخروج للعمل في سن الطفولة فتجدهم في الشوارع يقومون بأعمال شاقة وتجدهم أيضا يتسولون الناس حاجتهم، وتكتمل المؤامرة على أهل اليمن من خلال بعض المنظمات التي تتصيد في الماء العكر وتستغل مثل هذه الجرائم التي تعتبر من صناعة الغرب وأنظمته، تأتي هذه المنظمات لتزيد الطين بلة بمطالبتها بتحديد سن الزواج والعمل لسن قوانين تحت ما يسمى حقوق الطفل والمرأة وغيرها من القوانين وهي تعلم أن النظام وقوانينه الرأسمالية الجشعة هي سبب الداء وأس البلاء، ولو سلطنا الضوء على الجرائم الحاصلة في أمريكا وغيرها لرأينا العجب العجاب وما يحير أولي الألباب.
لقد وصل الأمر في اليمن الزاخر بالخيرات إلى أن تخشى المرأة ألا تجد ما تسد به رمقها ورمق أولادها فيموتون جوعا، مما دفعها إلى الشارع طلبا للعمل أو التسول، متحملة المضايقات بمختلف أشكالها.
إن هذه المشاهد كفيلة بأن تبرز الصورة المأساوية لبلد انعدمت فيه الوسائل الأساسية للحياة، ما أدى إلى حالات انتحار بين الرجال بسبب الفقر والديون التي تقصم الظهر، كما أوردت بعض مصادر الإعلام.
نعم هذا ما يحدث في دولة تسخر كل ما حبا الله به بلادها من خيرات من أجل حماية السفارات والشركات الأجنبية التي أكلت خيرات البلاد فلم تذر أخضر ولا يابسا ليقتات عليه أهل هذا البلاد مما يضطر الكثير منهم للجوء إلى سؤال الناس، ويدفع بعضهم للانتحار، ولا حول ولا قوة إلا بالله…
لقد تكفلت دولة الإسلام بإشباع الحاجات الأساسية لكل فرد من أفراد المجتمع من مأكل وملبس ومسكن إشباعا تاما حتى الرضيع كما فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث جعل لكل مولود يولد راتبا من بيت المال، وتمكين الناس من إشباع حاجاتهم الكمالية بقدر المستطاع، ولنا أن نتصفح التاريخ لهذه الدولة العظيمة لنجد أن في عهدها كان يسعد الناس كل الناس مسلمهم وكافرهم حتى إن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه أمر بأن ينثر الحب على سفوح الجبال حتى لا يقال جاع طير في بلاد المسلمين.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم أبرار – ولاية اليمن