خبر وتعليق لتركيا رئيس وزراء ذو وجهين أحدهما زائف والآخر حقيقي (مترجم)
الخبر:
ذكرت وكالة إخلاص الإخبارية التركية بأن رئيس الوزراء أردوغان أدلى بتصريحات في شؤون مختلفة عدة كما أجاب على أسئلة حول قبول انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي في المقابلة التي أجراها معه تشارلي روز الإعلامي الشهير في قناة PBS الأمريكية. وعلى سؤال تشارلي روز حول: “هل بإمكانك تعريف العلاقات التي تنوون إنشائها مع الاتحاد الأوروبي؟ أنا أسأل هذا لأن البعض يظن أن بانضمامكم إلى الاتحاد الأوروبي تكونون قمتم بإنشاء جسر مع المسلمين” أجاب أردوغان بـ”أعتقد أن هذا يعد نهجاً طبيعياً، لأن الغرب كان يتوقع ذلك، كذلك فإن العالم الإسلامي كان يتوقع ذلك أيضا، لكننا خلال الـ50 سنة الحالية تمكنا من رؤية كم كان توقع الغرب صادقا. هذا يعني أنه لم يكن صادقا. إنني لا أقصد الاتحاد الأوروبي، لكن العالم الإسلامي لا يزال يرى أن انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي بمثابة إنشاء جسر. إلا أن أمريكا لم تنتبه على نشوء تطور من هذا النوع. ونحن لا نقوم بتبيين ذلك لهم. لأن تركيا تعد دولة نجحت في الجمع بين الإسلام والعلمانية معا. وبهذه الصفة ستلعب دورا هاما جدا في إنشاء تغيير من هذا النوع هناك في المستقبل”.
التعليق:
إن مسألة قبول أو رفض انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي تعد مسألة تعود إلى تاريخ قديم لا نقوى نحن حتى على تذكره. حيث إن تركيا التي تقف على عتبة الاتحاد الأوروبي منذ 60 سنة قد شهدت تعاقب العديد من رؤساء وزرائها خلال هذه الفترة. لكنها لم تشهد رئيس وزراء ذا وجهين كما هو رئيس وزرائها الحالي أردوغان. حيث إن رئيس الوزراء أردوغان في خطابه لشعبه يتحدى أمريكا وروسيا ودول الاتحاد الأوروبي، لكنه يعلن دون خجل ولا يخفي خيانته للإسلام والمسلمين أثناء حديثه لقناة من وسائل الإعلام الأمريكي أو الأوروبي، أو أثناء حديثه في زيارة رسمية يقوم بها إلى إحدى الدول الأوروبية أو أمريكا.
هل بإمكانكم تصديق ذلك، كيف أن المسلمين في تركيا وبعض البلدان الإسلامية يعتقدون أن رئيس الوزراء أردوغان هو القائد الذي سيعيد الإسلام والشريعة، فينحصرون ضمن توقعات عقيمة. لكن من الجهة الأخرى يصرح رئيس الوزراء أردوغان لقناة PBS الأمريكية بالقول: “تعد تركيا دولة نجحت في الجمع بين الإسلام والعلمانية معا. وبهذه الصفة ستلعب دورا هاما جدا في إنشاء تغيير من هذا النوع هناك (في البلدان الإسلامية الأخرى) في المستقبل. إلا أن أمريكا لم تنتبه على نشوء تطور من هذا النوع. ونحن لا نقوم بتبيين ذلك لهم.” فهذه الأقوال تعد صورة واضحة تدل على خيانة رئيس الوزراء ذي الوجهين. لأن رئيس الوزراء أردوغان حين يقف أمام شعبه والشعوب الإسلامية يخاطبهم بلهجة تختلف تماما عن اللهجة التي يتحدث بها أمام الحكام ووسائل الإعلام الكافرة.
كذلك فإن رئيس الوزراء أردوغان عند خروجه إلى الميادين أمام شعبه وسعيه وراء تجميع الأصوات قبل الانتخابات المحلية الأخيرة في تركيا، استخدم أسلوبا ولهجة حيث كذب بشكل صريح في وجه الشعب المسلم. كما أن أردوغان عند تفكك شراكة الأموال والمصالح التي دامت لعشر سنوات بين حزب العدالة والتنمية وجماعة غولان اللذين يعتبران تابعين لأمريكا واللذين عملا من أجل تسويق العلمانية التركية ومفهوم الإسلام الديمقراطي ونماذجه الأخرى للبلدان الإسلامية الأخرى، قام بأسلوب غادر بالقول بأن الولايات المتحدة وأوروبا والقوى الدولية المشابهة هي ما وراء جماعة غولان وأن جماعة غولان هي من يعد المؤامرات في تركيا. بهذا ظهر رئيس الوزراء وكأنه عدو صريح لأمريكا وأوروبا وتمكن من سرقة أصوات الشعب. لكن الآن فإن رئيس الوزراء يحضر لانتخابات رئاسة الجمهورية، لذلك فلن يقوم بالحديث بلهجة قاسية وعاصفة في وجه أمريكا وأوروبا بل سيستخدم أو عليه أن يستخدم لهجة سياسية منطقية ودورية. فهو الآن يتحدث أو عليه أن يتحدث بوجه رئيس الوزراء الحقيقي ويخفي وجهه الزائف ليتمكن من كسب ثقة مواليه في أوروبا وأمريكا وبذلك يتمكن من الجلوس على كرسي رئاسة الجمهورية في تركيا.
هذا يعني أن هناك اثنين من أردوغان في تركيا؛
أحدهما أردوغان ذو الوجه الزائف الذي يسوق نفسه للمسلمين بسرد الأكاذيب والذي يسرق قيادة العالم الإسلامي…
والآخر أردوغان ذو الوجه الحقيقي الذي يقيم العلاقات والصداقات القوية مع أمريكا وأوروبا وروسيا وكيان يهود ومع حكام هذه الدول…
لا بد أن تعي الأمة الإسلامية على خيانة هذا القائد ذي الوجهين، ولا بد أن يلقوا برئيس الوزراء هذا يوما ما في هاوية سحيقة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمود كار