خبر وتعليق الخلافة طوق النجاة للأجيال
الخبر:
أوردت الأخت الفاضلة وجدان طلحة خبراً في صحيفة السوداني المحلية في الخرطوم يوم الخميس 08 مايو 2014 بعنوان “طفل يفاجئ وزيرة التربية ويشن عليها هجوماً لاذعاً” جاء فيه:
(فاجأ طفل وزيرة التربية والتعليم في منبر لمجلس الطفولة أمس، بتوجيه هجوم عنيف إلى وزارتها، ووجه لها وابلاً من الأسئلة، وقال: (إنتي أولادك بقروا وين؟ في مدارس حكومية ولا خاصة؟ ولماذا لا تتم استشارة التلاميذ فيما يخص العملية التربوية؟) وعن تحسن البيئة المدرسية قال لها: (غايتو الكلام دا في المدارس الحكومية ما في). وطالب الطفل الوزيرة بالجلوس حتى نهاية المنبر، لتجيب عن جميع الأسئلة التي وجهها لها، لكنها غادرت القاعة. وانتقد خبير تربوي الوزيرة لغيابها المستمر عن أنشطة التربويين وعامة الناس، وقال: (أنا تربوي في الدرجة الوظيفية الأولى، لأول مرة أشاهد فيها الوزيرة)، وقال: (طوال السنوات العشر الماضية، لم يتم تدريب للمعلمين، وهذا ظلم للتلميذ، ودعاها للنزول للمدارس، لترى سوء البيئة المدرسية.)
التعليق:
موقف يجعلك تفتخر بمثل هذا الطفل الجريء في الحق، فالأمة تغلي من ظلم الطواغيت وما هذا الخبر إلا مؤشر على قرب نهاية الحكم الجبري. ونلمس من نقل ونشر هذا الخبر على موقع “السوداني” أن الإعلام المحلي يريد أن يعلن للعالم عن بطولة هذا الطفل ويعكس شوق الإعلاميين المخلصين للأخبار التي تأخذ بيد الرأي العام لإعلاء كلمة الحق، وإن كان من جاهر بكلمة الحق طفل تحدث بكل براءة فقام بفرض عظيم – ألا وهو، محاسبة الحكام ورموز النظام عن تقصيرهم في رعاية شؤون الناس. وما لا يعلمه هذا الطفل المجاهد أن أسئلته القوية قد أحرجت مبدأ بأكمله، وليس مجرد وزيرة ذات منصب ليس لها إلا أن يأمرها النظام فتطيعه؛ هذا نهج الحكومة الجبرية؛ سياسات استعبدت الناس بالأموال والشعارات الرنانة وأبعدتهم عن حقيقة الأوضاع على الأرض، أما هذا البطل فقد أحرج منهج حياة فاشلاً نتيجة المبدأ الرأسمالي العلماني المطبق في السودان فكان من الطبيعي أن تغادر الوزيرة وأن لا تجيب على هذه الأسئلة التي تبحث في طياتها عن حقوق ضائعة بالنسبة لنظام التعليم الحالي المعاق بمشاكله التي لا تُعد ولا تحصى وذلك لأنه يستند إلى سياسات اليونيسكو الكافرة فلا يمت بصلة للمسلمين من مرحلة الأساس إلى الثانوي والجامعة. فمن طبيعة الأسئلة نلمس أن السائل يبحث عن نظام عادل يعالج وينظم مشاكل التعليم بالشكل الصحيح الذي تستقيم به حياته وحياة أقرانه. وما يجب أن يدركه هذا الطفل أن نظام التعليم في الإسلام هو الحل، كما كان مطبقاً في دولة الخلافة من قبل فأنشأ أجيالاً من العلماء والفقهاء والمجاهدين والقادة والمفكرين والمثقفين شهد لهم التاريخ وشهدت لهم البشرية بالرقي الفكري وبنقاء العقيدة الإسلامية وبدقة تطبيق أحكام الله الشرعية والعدل بين الناس كبيرهم وصغيرهم. إلا أن هذه الوزيرة وهذا النظام التابع للغرب يُخفي هذه الحقيقة العظيمة عن الأجيال بذات مناهج التعليم العلمانية، ولكن الحقيقة تأبى إلا أن تشرق كالشمس في عقلية ونفسية الشباب المسلم، الذي يتوق لأن يكون جزءًا لا يتجزأ من حضارة الإسلام ويحمل في قلبه شفافية الحق الأبلج.
والأكيد أن هذا الرجل الصغير في السودان، كأسلافه في الشام المباركة ممن صدعوا بالحق للتغيير الجذري ولا زالوا، أنه قد أحيا مبدأ الإسلام العظيم والعقيدة الإسلامية السياسية الجريئة التي تتحدى الظلم بكل أنواعه والتي لطالما حملها الأطفال والشباب والفتيات صغار السن فكانوا أول من نصر رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهذا الحدث يعلن أن الجيل الجديد قد حطم القيود وتخطى حاجز الصمت ولن يكون منبطحاً كالجيل القديم، فهو جيل يعمل للتغيير واستغل المنبر لذلك الغرض وبإلحاح وبدون خوف من العواقب. وبقي أن توجه طاقة التغيير هذه في الطريق الصحيح، في طريق سيد الشهداء حمزة وبلال وأسامة بن زيد وسعد بن أبي وقاص والزبير بن العوام، ومعاذ بن عمرو بن الجموح، ومعوّذ بن عفراء، وزيد بن ثابت، الذين لم تتجاوز أعمارهم الخامسة عشرة أو أقل عندما حملوا راية العقاب وقادوا الجيوش، رضي الله عنهم وأرضاهم. فهذه الشجاعة في الحق يجب أن تكون في طريق الرجال الرجال مثل أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز والقائد العظيم محمد الفاتح والسلطان سليمان والخلفاء الذين حكموا العالم بالإسلام بدأوا هكذا من صغرهم قادة ومحاسبين وإن عجز عن مثل هذه المواقف الكبار. فالحقيقة الواضحة، ومهما عتمت عليها الأنظمة الفاسقة ومهما قمعت أو اعتقلت الناس، أن حملة الحق لن يمتنعوا عن حمله وإن الإسلام هو الحل وهو المنتصر. فالخلافة هي القوة القادمة والمد الجارف للطواغيت، والخلافة هي طوق النجاة الذي يبحث عنه الطفل، فالخلافة ستطبق كل أنظمة الإسلام في دولة المسلمين، ضاربة بالقوانين الوضعية المجحفة عرض الحائط!
عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ – رضي الله عنه – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلاَفَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا، فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلاَفَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةٍ. ثُمَّ سَكَتَ».
فمن سيحكم العالم هم رجال على نهج النبوة مثل هذا الطفل، فشباب الأمة وبناتها تكمن فيهم هذه القوة القادمة فليكونوا مطالبين وعاملين لإقامة الإسلام كاملاً في دولة الخلافة الراشدة، فليأخذوا بزمام الأمور وليكن السلطان للأمة كما يجب، فيخرس المنهزمون والمتشككون..
ولنر كيف بعد ذلك ستُسكِت الأنظمة الفاجرة أصوات يتوق المخلصون لإعلائها؟
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم حنين