خبر وتعليق هذه الأمة لها رجال
الخبر:
نددت تركيا بمنع زعيم أتراك تتار القرم (مصطفى عبد الجميل قرم أوغلو) من الدخول إلى وطنه الأم (القرم)، وأفادت وزارة الخارجية في تصريح لها بأنه لا يوجد هناك أي أساس شرعي، أو تفسير لمنع مصطفى أوغلو من العبور إلى القرم في الثالث من مايو/أيار، حيث قالت: “لا يمكن القبول بمثل هذا التصرف بأي شكل من الأشكال، ونحن نجده مصدر قلق، ونندد به بشدة”، وأضافت: “نحن ننتظر إبداء الاحترام اللازم للحقوق الديمقراطية، والحريات، والجهاز التمثيلي المشروع الوحيد لأتراك تتار القرم”.
التعليق:
كنا نسمع في الماضي القريب ما كان يصدر عن قيادات الحزب الحاكم وكبيرهم من تصريحات تدغدغ المشاعر عن أن الشعب التركي والأتراك خطوط حمراء في أي مكان، وارتفعت وتيرة التصريحات حتى ظن الشعب بأن هذه القيادة هي التي ستعيد للأتراك والشعب التركي عزته من جديد! كما سمعنا عن بعض الأحزاب التركية القومية أن لها رجالا مستعدين للتضحية بأرواحهم من أجل الحفاظ على هذه القومية.
وقد بان دجل أردوغان وحزبه في ثورات الربيع العربي، حيث إنه ادّعى أنه مع التوحد، وإعادة الحقوق إلى أصحابها، وإنصاف المظلوم، لكنه تآمر على ثورة ليبيا، واليمن، ومصر، وعقر دار الإسلام (الشام)! وها هي السنين تمر على ثورة تبعد عنه مرمى حجر، ولم يقدّم لها سوى المؤامرات عليها، فأين إنصاف المظلوم وإعادة الحقوق لأصحابها؟! فكان كلامه دائمًا دغدغة لمشاعر المسلمين، ولا تزال تصريحاته جوفاء لا مغزى لها سوى ذر الرماد في العيون.
إن القرم إقليم مسلم فتحه المسلمون عام 1428م، وحُكم بالإسلام، وكان اسمه المسجد الأبيض، احتله الروس وحاولوا بسياسة المزج العرقي تذويبه في الاتحاد السوفيتي، لكنهم فشلوا وظل المسلمون على دينهم وثبتوا عليه. والآن لا حارس لهؤلاء ولا نصير، كحال باقي المسلمين في بقاع الأرض كلها، وخاصة تلك البلدان التي تقع تحت سطوة الروس وتتعرض لهجماتهم.
فماذا يمكن لحزب العدالة والتنمية وكبيرهم أردوغان أن يفعل لشعب سلبت منه أبسط الحقوق؟ هل ستتجاوز تصريحاته الأسماع؟ كيف لك يا من حكم الجمهورية التركية العلمانية لأكثر من 12 عامًا بالديمقراطية التي يعلم كذبها وضلالها، وتستخدمها في الكذب على نفسك وشعبك الذي انتخبك من أجل حمايته ورفع الظلم عنه، كيف تحقق له العدالة التي لا تؤمن بها أنت ولا تعمل لأجلها؟ أليس هذا الإقليم جزءًا من القومية التركية التي تتفاخر بها؟ ألا يحتاج هؤلاء النصر والعون ورفع الظلم؟ هل سترفع عنهم ذلك بالتنديد والشجب والاستنكار والاستياء؟ أم سوف تجمع المتآمرين عليهم كما فعلت مع جيرانك في عقر دار الإسلام (الشام)؟ أم ستنتظر أمر أسيادك في البيت الأبيض لتحرك الجيوش؟ كفانا كلامًا أجوف، لا يتعدى كونه زوبعة في فنجان، وترهات تدغدغ مشاعر المساكين.
إن لهذه الأمة رجالاً، ومستقبلاً على أيادي رجال ينصفون المظلوم ويعطونه حقه، ويحركون الجيوش من أجل طفل أو امرأة أو شيخ، لا يطيعون إلا أمر الله سبحانه وتعالى، ولا يتآمرون مع من هم أشد الناس عداء للمسلمين، بل يقطعون أياديهم، ويخرجونهم من بلادنا، ويرفعون رايتنا راية الإسلام فوق الرؤوس خفاقة، ونأمل من الله أن يكون ذلك قريبا.
﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو يوسف