خبر وتعليق الولايات المتحدة تشدد قبضتها على مصر من خلال السيسي (مترجم)
الخبر:
نشرت وكالة أسوشييتد برس للأنباء في 8 أيار/ مايو 2014 خبراً يقول بأنه تم اختيار السفير ستيفِن بيكروفت ليشغل منصب سفير الولايات المتحدة لدى مصر بعد أن بقي هذا المنصب شاغراً لمدة تسعة أشهر. وقبل ذلك ببضعة أيام، وتحديداً يوم 5 أيار/ مايو 2014، تعهد السيسي بأنه لن يكون للإخوان المسلمين وجودٌ إذا فاز في الانتخابات (المصدر: BBC الإخبارية).
التعليق:
إن مصر ترتبط بعلاقات قوية مع الولايات المتحدة منذ ما يزيد على 65 عاماً، وذلك من خلال معونات عسكرية تصل قيمتها مئات ملايين الدولارات كل سنة. لكن اللافت أن تصريحات السيسي تجاه الإخوان المسلمين وتعيين سفير أميركي جديد لدى مصر، بعد شغور هذا المنصب لمدة تسعة أشهر، يتزامنان مع الانتخابات التي ستجري هذا الشهر. وعليه، فإن هذه التصريحات إن دلت على شيء فإنما تدل على الالتزام التام من قبل السيسي بخدمة سيدته أميركا ومواصلته اتّباع سياسات نظام سلفه حسني مبارك. كما أن تعيين السفير الأميركي الجديد قد جاء دعماً إضافياً فوق الـ 10 طائرات أباتشي والـ 650 مليون دولار التي قدمتها الولايات المتحدة للجيش المصري في نيسان/ إبريل 2014.
وهو ما يعني أن محاولة إزالة الفكرة الإسلامية وزرع الكراهية لها في نفوس الناس لم تزل هدفاً للنظام في مصر، وأنه يسعى لتحقيقه بكل ما أوتي من قوة، وذلك بمساعدة سيدته الولايات المتحدة. ويأتي هذا بالطبع زيادةً على أن العلاقات مع مصر مهمة للولايات المتحدة من أجل مواصلة تنفيذ سياساتها في منطقة الشرق الأوسط.
الأمر الذي يثبت بجلاء أن الخيار الديمقراطي الذي قالوا أنه كان خيار الشعب المصري الذي عبر عنه من خلال الانتخابات في 2012 ليس هو الخيار الحقيقي للمصريين، وأن الديمقراطية التي تحدثوا عنها آنذاك لم تكن إلا وسيلة لإبقاء زمام الأمور في مصر في يد حلفاء الولايات المتحدة وتعزيز قوتها في الشرق الأوسط. فقد حدث الشيء ذاته في أفغانستان والعراق وباكستان، حيث تم استبعاد الحكام الذين لا يخدمون أهداف الولايات المتحدة، أو أصبحوا غير قادرين على خدمتها، والإتيان بحكام غيرهم.
ألا ترى أن باراك أوباما، الذي تم تكريمه في شوواه غالا يوم 8 أيار/ مايو 2014، وكان قد حاز على جائزة نوبل في 2009، لمواقفه الداعمة لحقوق الإنسان، حسبما زعموا، قد أخفق في الدفاع عن حق غالبية المصريين الذين انتخبوا الرئيس في 2012. ولم ينبس ببنت شفة دعماً لحق أهل مصر في الدفاع عن أنفسهم في المحاكم. كما قُتل المئات من المسلمين في مصر عقب الانقلاب العسكري الذي قاده السيسي، وبقيت الولايات المتحدة على صمتها إزاء ذلك ولم تحرّك ساكنا. بل واستمرت أثناء ذلك في تقديم الدعم والمساعدات العسكرية له. ما يجعل المرء يجزم بأن إعادة سفيرها إلى مقره في مصر الآن ما هو إلا تقريرٌ منها واعتراف بأن كل ما فعله النظام الحالي في مصر كان محقّاً فيه وصوابا.
وهو ما يكشف بكل وضوح نفاق الولايات المتحدة وخسّة أعمال ربيبها السيسي. وذلك بالرغم من أننا بصفتنا مسلمين نعلم، بل نؤمن يقيناً، بأنهم مهما فعلوا فإن الله سيفضحه، حيث يقول سبحانه وتعالى: ﴿وَمَڪَرُواْ وَمَڪَرَ ٱللَّهُۖ وَٱللَّهُ خَيۡرُ ٱلۡمَـٰكِرِين﴾.
فهل ما زال بيننا من يؤمن بالقوانين التي يضعها البشر، الديمقراطية؟! وهل ما زال البعض يؤمن بإمكان اتخاذ الكفار أصدقاء لنا وحُماةً للمسلمين؟ كيف يكون ذلك؟! والله تعالى قد حذّرنا من اتخاذ الكفار أولياء أو حُماةً لنا حين قال جلّ شأنه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾
ألا فليعلم كل مسلم أنه لن يحمي المسلمين أحدٌ سوى الخلافة. وأن تنزيل النصر علينا مرهون باتّباعنا أمر الله عز وجل وسيرنا على هدي رسوله صلى الله عليه وسلم. فقد قال جلّ من قائل: ﴿وَمَن يَتَوَلَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ ۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَإِنَّ حِزۡبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡغَـٰلِبُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو أحمد