Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق الاستعمار والنزاع الذي امتد طويلاً بسبب النعرة الوطنية في جنوبي تايلاند يزيدان التوتر العقلي لدى النساء المسلمات هناك (مترجم)


الخبر:

نشرت شبكة أخبار المرأة (WNN) يوم 5 أيار/مايو 2014 تقريراً قالت فيه أن تهميش النساء ونقص الخدمات الصحية يتركان الكثير من النساء اللاتي تضررن جرّاء النزاع دون ملجأ يلجأن إليه للحصول على دعم أو فرصة عمل بعدما يُقتل أزواجهن. حيث يوجد في المنطقة نحو 3000 أرملة، كثيرات منهن يكابدن مرارة الصدمات النفسية. وقد قالت قيادة العمليات الأمنية الداخلية، وهي الوحدة العسكرية المسؤولة عن الأمن في المنطقة، أن ما لا يقل عن 5926 شخصاً قتلوا على مدار الـ 10 سنوات الماضية، سواء على يد قوات الأمن أو من قبل المتمردين الذين يقاتلون من أجل المزيد من الحكم الذاتي في مقاطعات باتاني ويالا وناراثيوات وسونغخالا. وقد كانت هذه المقاطعات ذات الأغلبية المسلمة تشكل جزءاً من سلطنة باتاني المستقلة قبل ضمّها إلى تايلاند في 1909، ومنذ ذلك الحين والمنطقة تشهد قلاقل واضطرابات بين وقت وآخر. كما تحدثت نيلابايجِت، التي اختفى زوجها المحامي في مجال حقوق الإنسان منذ 10 سنوات، عن وضع النساء هناك فقالت: “إن النساء في الجنوب لا إرادة لهن ولا اعتبار. حيث يفترض فيهن البقاء في المنزل ورعاية شؤون الأسرة، لا غير”.

 

التعليق:

إن العصيان المسلّح في جنوبي تايلاند ما هو إلا حملة انفصالية تتمركز في منطقة باتاني التي تعيش فيها غالبية مَلاويّة (من شبه جزيرة الملايو). وهي تتكون في الواقع من أربع مقاطعات في أقصى جنوبي تايلاند هي سونغخالا وباتاني وناراثيوات ويالا، التي اشتعلت الروح القتالية فيها ثم امتدت إلى المقاطعات الأخرى.

 

وكان هذا النزاع قد بدأ في ثلاثينات القرن الماضي عقب الثورة في تايلاند، حيث تحوّل نظام حكم التاي الملكي المطلق إلى نظام ملكي برلماني، وكان العسكر يهيمنون على عضويته. ولقد جعل هذا التحول في النظام الحكومة المركزية راديكالية على نحو متصاعد، خصوصاً تجاه المقاطعات الجنوبية. حيث تم إلغاء تمثيل الملاويين الذين يقطنون جنوبي تايلاند في البرلمان. ومن وقتها بدأ الثوَران يجيش هناك بين المسلمين والبوذيين. وبالرغم من أن الصراع من أجل الانفصال كان موجوداً لعقود في تلك المنطقة، إلا أنه استعر بصورة درامية في 2004.

ومنذ أن اشتعلت الثورة، كان الضباط الذين يُعيّنون للخدمة هناك ممن يفتقرون إلى رباطة الجأش ولديهم أجنداتهم القذرة الخاصة بهم. وليس أدلّ على ذلك من وجود ضباط يقومون بالقتل والاغتصاب على هواهم. كما أن مقاطعات جنوبي تايلاند ما زالت في مؤخرة الركب من حيث التنمية الاجتماعية والاقتصادية، إذا ما قورنت مع منطقة بانكوك في وسط البلاد، وذلك على الرغم من إجبار الناس في باتاني على دفع ضرائب على أراضيهم من أجل تنمية البلاد. ويعزى ذلك إلى عدم الإنصاف في توزيع الأموال من قبل الحكومة الاتحادية المسكونة بالأفكار العنصرية العرقية منها والدينية. ومن أبلغ الشواهد على ذلك الفجوة المتعاظمة بين سكان المناطق الريفية الأخرى وسكان باتاني. حيث يبلغ متوسط دخل السكان في تلك المناطق 1269 بَهْتاً، في حين لا يتجاوز متوسط دخل المسلم الباتانيّ 568 بَهْتاً.

إن هذا الظلم ليس سوى نتيجة لتطبيق نظام الكفر على هؤلاء المسلمين بالقوة. ومع ذلك، فإن البلد المجاور لهم – ماليزيا – يتجاهل ويتعامى عن هذا الوضع المشين، بالرغم من أن أغلبية الملاويين ماليزيون يشبهون الملاويين في جنوبي تايلاند. فقد أدى حقن الناس في ماليزيا بالروح الوطنية على نحو خاص إلى إطالة أمد معاناتهم حتى الآن. وسيبقى شظف العيش والتوتر العقلي الذي يعيشه المسلمون في جنوبي تايلاند مخيِّماً عليهم إلى ما لا نهاية إلا أن تتم إزالة حاجز العصبية الوطنية وتحطيمه كلّياً.

وقد ذكرت التقارير أن عشرات الآلاف من المسلمين قد قتلوا وأسروا منذ اندلاع الاضطرابات. كما وثّق هذا التقرير الإخباري بعضاً من صنوف المعاناة التي تواجهها النساء اللاتي خلّفهن أزواجهن بعد مقتلهم أو أسرهم. حيث تشير التقديرات إلى وجود نحو 3000 أرملة يعانين من آلام التوتر العقلي والصدمات النفسية. كما يعانين فوقها الألم الأشد من عدم وجود سندٍ لهن ولا معين، خصوصاً من جيرانهن من أبناء جلدتهن، شعب ماليزيا وقادتها، الذين قابلوا صرخات استغاثتهن بأعينٍ عمي وآذانٍ صُمّ نتيجة للعصبية الوطنية. فما لكم أيها المسلمون، ألا تذكرون حديث نبيّكم صلى الله عليه وسلم، الذي رواه جبير بن مطعم قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من دعا إلى عصبية وليس منا من قاتل على عصبية وليس منا من مات على عصبية»؟

 

 


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سُميّة عمّار
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير