Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق تشاد تغلق حدودها مع أفريقيا الوسطى


الخبر:

نشر موقع البي بي سي في يوم الاثنين 2014/5/12م الخبر التالي:

أعلنت تشاد الاثنين أنها أغلقت حدودها البرية الجنوبية مع جمهورية أفريقيا الوسطى، وأن الإغلاق سيستمر حتى التوصل إلى حل للاضطرابات الداخلية التي تشهدها الأخيرة.

وجاء في بيان نشر في الموقع الإلكتروني العائد للرئيس التشادي إدريس دبي – الذي يقوم بجولة في المناطق الجنوبية من البلاد المحاذية للحدود – أن “تشاد أغلقت حدودها المشتركة مع جمهورية أفريقيا الوسطى”.

ونقل الموقع عن الرئيس دبي قوله لسكان بلدة داها جنوب شرقي البلاد “إنكم لا تبعدون إلا بعشرين مترا عن الحدود مع جمهورية أفريقيا الوسطى. اعلموا بأن الحدود قد أغلقت بإحكام اعتبارا من اليوم”.

ومضى للقول “سنفتح الحدود أمام أي تشادي يرغب بالعودة إلى البلاد مع ممتلكاته، ولكن عدا ذلك، لن يسمح لأحد باجتياز الحدود حتى يتم حل المشكلة في جمهورية أفريقيا الوسطى”.

وختمت البي بي سي بهذه الجملة: يذكر أن صراعا يجري في جمهورية أفريقيا الوسطى بين مسلحي ميليشيا سيليكا المسلمين – الذين أطيح بهم من الحكم في فبراير الماضي – من جهة ومسلحين مسيحيين من جهة أخرى.

 

التعليق:

إن إدريس دبي ما كان ليقدم على خطوة كهذه بدافع ذاتي منه، بل استجابة لأمر أسياده الذين يريدون إخفاء الجريمة البشعة التي ارتكبت ولا زالت ترتكب في حق المسلمين في أفريقيا الوسطى. والتي يرشح لنا منها القليل القليل ومع ذلك تقشعر منه الأبدان.

يحصل هذا بعد سحب 850 جنديا تشاديا من أفريقيا الوسطى كانوا ضمن قوة الاتحاد الأفريقي وبعد نشر قوات فرنسية في البلاد.

إنها حدود المستعمر الذي قسم بلاد المسلمين ونصّب نواطير أمثال إدريس دبي عليها، فهو فوق خذلانه للمسلمين في أفريقيا الوسطى على باب بيته وعدم توجهه للدفاع عنهم، فوق ذلك يغلق الحدود أمامهم ليصدهم عن ملجأ آمن ـ ولو مؤقت لهم ـ من وحشية النصارى التي وصلت إلى أكل لحوم المسلمين!.

إنها الحدود المصطنعة التي يحرسها حكام المسلمين نيابة عن أسيادهم في واشنطن ولندن وباريس كي يمنع تواصل المسلمين مع بعضهم البعض ويشرذمهم ويفتتهم ويمزقهم كل ممزق.

جنود الاستعمار تسرح وتمرح بل وتنطلق من أراضي المسلمين لضرب المسلمين في بلاد مجاورة برا وجوا وبحرا، وكل حاكم همّه فوق إرضاء الأسياد الحفاظ على كرسيه المعوج.

دماء تنزف، وجراح لا تلتئم، قتل وذبح وسلخ، اغتصاب وحرق، تجويع وتشريد على مرأى ومسمع من حكام الضرار ولا مجيب.

هذه الحال لا تنطبق على إدريس دبي لوحده، ولا على حكام السودان لوحدهم، بل على كل حكام المسلمين، كلهم يقف موقف المتفرج، بل المتآمر، والشريك في القتل والذبح والتشريد، هنا في أفريقيا الوسطى، وهناك في الشام… والقائمة تطول.

ثم تجد من المسلمين، وعلى الأخص من علماء السوء من لا يجد غضاضة في هذه الحدود، ولا يرى بأسا في مزيد من السدود بين أبناء الدين الواحد، بل ولا يجد أكثر من مطالبة “المجتمع الدولي” و”الأمم المتحدة” و”مجلس الأمن” أن يحمي هؤلاء المساكين، كما فعل علماء آل سعود قبل أيام!

يستجيرون من الرمضاء بالنار؟ أي خذلان هذا، بل وأية مشاركة في الجريمة هذه؟ تستجيرون بمن يناصبوننا العداء صباح مساء؟ أليس فيكم من رجل رشيد؟

ألا لكم الله يا مسلمي أفريقيا الوسطى… فقد خذلكم من بيدهم نصرتكم فعليا، ولم يحرك فيهم جرحكم النازف شعرة ولا أنملة، قاتلهم الله أنا يؤفكون.

أما البي بي سي ومن وراءها من خبث الإنجليز فإنها تصف ما يحدث بـ “ًصراع” بين ميليشيات مسلمة وأخرى نصرانية… وهي التي نقلت بالصوت والصورة كيف شُدخ رأس مسلم وقطعت ساقه وأكلت من قبل أحد النصارى المتوحشين… ثم يعتبرونه “صراعاً” متكافئاً طبعا برأيهم، والقوات الفرنسية ـ حامية الحمى ـ هي التي تتولى إعادة “السلم” بين المتصارعين… مع أن الواقع أن المسلمين لا حول لهم ولا قوة، وأن أسلحتهم انتزعت منهم من زمن، وصاروا فريسة سهلة لأكلة لحوم البشر على مرأى ومسمع تلك القوات المجرمة، بل وبمشاركتها ومباركتها…. ثم يأتيك من يستنجد بهم لنصرة مسلمي أفريقيا الوسطى!!!

لكم الله يا مسلمي أفريقيا الوسطى، لكم الله.

 



كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حسام الدين مصطفى