Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق النظام الإيراني سهم في كنانة الغرب

الخبر:

ذكرت سي إن إن بتاريخ 2014/5/11 أن إيران أعلنت عن إنشاء قواعد لطائرات بدون طيار في محيط مضيق هرمز.

 

التعليق:

أولاً: يظن بعض الناس أن إيران امتلكت مقومات الصناعة العسكرية بفضل إرادة سياسية مستقلة تملك مقومات القرار الذاتي، ومقومات الصناعات العسكرية عبر سلسلة من الإجراءات والمحاولات والتجارب، وأن إيران تخدع الغرب في جولات ومؤتمرات ولقاءات النووي الإيراني، ولعل بعضهم يستشهد بما يصدر عن يهود من تصريحات ومحاولات لضرب المفاعلات النووية الإيرانية. هذا من وجهة نظر بعض الناس، ولكن الأمر يختلف إذا نظرنا إليه من وجهة النظر المبدئية السياسية، بمعنى من خلال السياسي المفكر الذي ينظر للأحداث من خلال قاعدة فكرية معينة يستطيع من خلالها إنزال الحكم على الواقع دون تردد. والناظر في الدولة الإيرانية يجد أنها لا تملك مشروعًا سياسيًا عالميًا، وإنما تتبجح بمشروع طائفي تحاول من خلاله استغلال المذهب لأهداف سياسية في جوار الإقليم، فقد صرح “رحيم مشائي” المستشار العسكري للمرشد بأن: “حدود إيران ليس هناك على الحدود العراقية، بل هي ممتدة إلى البحر المتوسط وجنوب لبنان”.

ثانياً: ومع إدراكنا أن قيادة هذا المشروع ليست محل إجماع داخل المذهب؛ لتعدد الولاء واختلاف المراجع بين مرجعية فارسية أو عربية أو محاولة العودة للمذهب كما هو أو استغلال له لأبعاد سياسية فارسية. إن بناء القوة الإيرانية لأمر غريب، ولماذا جعلت إيران من نفسها قاعدة عسكرية، وليست كيانًا سياسيًا؟ والناظر في كل من جعل من نفسه قاعدة عسكرية وليس كيانًا سياسيًا يجد أنه أحد أمرين لا ثالث لهما: الأمر الأول: إما أنه قاعدة لغيره منوط بهذه القاعدة القيام بالأعمال والحروب والنِّزاعات نيابة عن السيد؛ لذا ترك له أمر بناء قوته، وساعده ليس بغض النظر فقط، بل دعمه من تحت الطاولة ومن فوقها. وأما الأمر الثاني: فهو أنه خائف من الجوار وعنده عقدة الخوف وحب البقاء؛ لأنه يدرك أنه في بحر لجي يغشاه الموج والأعاصير!

ثالثًا: وحتى نخرج من عقلية الاحتمالات؛ لأن البحث السياسي ليس بحثًا في مادة الرياضيات، بل هو دراسة الواقع السياسي والحكم عليه. فنقول: إن الولايات المتحدة تعتبر منطقة الشرق الأوسط منطقةً حيويةً، وأساس السيطرة والقوة، وأساس الأمن القومي الأمريكي، بل هي من أخرج بريطانيا وفرنسا من المنطقة وحلت محلها، وهي من حارب الوجود السوفييتي بكل قواها العسكرية والسياسية، ومنعت روسيا من التواجد في المياه الدافئة. أكان من المعقول أن تترك أمريكا المنطقة لعدو مثل إيران كما يزعمون ويدعون؟! أم هو حقيقة دور تقوم به إيران ضمن خطة أمريكية في المنطقة نيابة عن الغرب كقوة إقليمية لا تنافس الغرب على الدور والمكانة، وإنما تبحث لها عن مكان وخانة ضمن خطة أمريكا؛ لذا ساعدت إيران “الشيطان الأكبر” في احتلاله العراق وأفغانستان وإبقاء النظام العلوي المجرم في سوريا وفي لبنان من خلال حزب إيران، وفي اليمن والخليج، ولطالما تقوم إيران بالدور القذر نيابة عن أمريكا سمحت لها بالقوة والبناء والتمادي، بل ساعدتها بكل قواها، وهي من تمنع يهود من ضربها!!

رابعًا: وأمر آخر لا بد من التنبيه إليه وهو أنه بدأ في الأمة مشروع سياسي كبير يستند إلى عقيدة هذه الأمة ألا وهو “مشروع الخلافة العظيم” الذي لن يتمكن الغرب بمشيئة الله من الوقوف في وجهه لاعتبارات كثيرة، وخير من يقوم بهذا الدور هو من يناصب العداوة الحقيقية لمشروع الخلافة، فوجد الغرب ضالته في إيران للقيام بهذا الدور الحقير!! إن قادة إيران كالثور الهائج في المنطقة يفتك ويقتل بأمر سيده، ولم يدرك أتباع هذا النظام أن الثور حيوان لا عصا له وهو مثخن بالجراح لحين عدم القدرة على الوقوف؛ فيخر صريعا ويقتل، وتبقى الأمة ومشروعها العظيم سائرة به نحو النصر الذي سينسيها آلامها وجراحها بإذن الله تعالى القائل في محكم كتابه: ﴿وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾. [النساء: 104] والقائل: ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ ۚ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾. [الروم: 4-5].

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حسن حمدان / أبو البراء