Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق حُكومَاتُ العِراق تصْنعُها إيرانُ وتـُباركُها أمريكا


الخبر:

نشرَت صحيفة المَشْرق العراقية بتاريخ الأحَد 18/05/2014 خبراً بعنوان: (طهرانُ تتوسَّط لتطييب خواطِر الغـُرَمَاء الشِيعَة) جاء فيه “أكدَ مصدرٌ في التحالف الوطنيّ أن إيران تفكر بإجراءِ مُصَالـَحةٍ حقيقيةٍ بين المالكيّ وخُصُومهِ من القِوَى الشِيعيَّة الأخرى، مِنْ أجْل تجاوز مشكلة تشكيل الحكومة – الجديدة – على أساس وجود كتلة أكبرَ من التحالف الوطنيّ، بدلَ ذهابِ نِصْفِ الشيعةِ إلى الخارطة الوطنية..!”.

وزاد “أن لقاءً سيُعقد في طهرانَ يَحْضُرهُ الفـُرَقاء تمارِسُ فيه القيادةُ الإيرانية ضغوطاً واضحةً على الجانِبَين: المالكيّ وخصُومِه (الحَكيم) و(الصَّدر) المُعارِضَين ِلتوَلي المالكيّ رئاسة الحكومة الجديدة لولاية ثالثة… لخشية إيران مِن تفتـُّتِ التحالف الوطنيِّ إن لم يتوقف التداعي الحاصل في جدار وَحْدتهِ الداخلية، وإذا انتهى التحالف فمعنى ذلك نهاية الكتلة الشيعية التي تشكل البرلمانَ والحُكومة، وهو ما لا ترغب طهْرانُ بأنْ يَصِلَ إليهِ شيعة ُالعراق الحاليّون في القانون والكتل الأخرى…” إهـ الخبر باختصار.


التعليق:

لا تـُخفي إيرانُ اهتمامَها المُفـْرطَ بالعراق بدعوى اتحاد (المصالح المشتركة) بينهما، بل باتت هي الحاكمَ الفعليَّ للعراق بعد احتلاله إذ قدَّمه الأمريكان إليها “على طبق من ذهب” كما قيل. ولقد سبق أن عرَضَ رئيسُها السابقُ (أحمدي نجاد) خدَماتِهِ لملء الفراغ بعد انسحاب القوات الكافرة، ولا تكاد تنقطع الزيارات بين الجانبين لتطمَئنَّ الجَارَة (الإسلامية) على مصالح شعب العراق المنكوب بحكامه والمنتسبين – ظلماً وزوراً – إلى العِلم الشرعيّ مِن رُموز “المَرجِعيَّات الدينية” من كل الأطراف.

والمتابع للشأن السياسي في المنطقة يمْكِنهُ وَضْعُ اليدِ على حُزمةٍ من الأسباب وراء ذلك التدخل السافر الذي جعل مِن العراق ولايةً أو محافظة تابعةً لإيران تتصرَّف فيها كيف تشاء ولا يَحِقُّ لأحدٍ الاعتراضُ على ذلك، فذاكَ خط ٌ أحمر.. ومن تلك الأسباب:

أولاً: ضمان إدارة شؤون العراق وفقاً للسياسة الأمريكية المتمثلة بدُستور (نوح فيلدمان) اليهوديّ، واتفاقيةِ (الإطار الاستراتيجيّ) التي أحْكمَتْ قبضَتها على كافة الجوانب السياسية والاقتصادية والفكرية والثقافية… مع إدامة ولاء الساسة الجدد لأمريكا التي صنعتهم وفرضتهم حكاماً مدى الحياة بمقتضى شِعارات “الديمقراطية” الزائفة و”التداوُل السلمي” المزعوم للسلطة.

ثانياً: ليبقى العراق – ولو في الوقت الراهن – رِدْءًا يَرفـُدُ نظام بشار المجرم عبر أراضيه بالمَعُونات الاقتصادية والعسكرية المقدمة منه ومن إيران أمَلاً في بقائهِ أو تأخير سُقوطه، فقد كان هو وأبوه المقبور راعياً لمصالح أمريكا، وحارساً لأمن يهود.

ثالثاً: استمرار وتيرة تدمير العراق بتفتيت وَحدة أرضه من خلال “الأقلمة”، وتحطيم بُناهُ التحتية، وتخريب اقتصادهِ بسَرقة نفطهِ الذي تضطلع به إيران وبعلم أمريكا، وافتعال الحرائق لمراكزه التجارية والاقتصادية، بل وحَرق بساتينه العامرة منذ عشرات السنين، وإبقاء مصانعه مُعطـَلةً من يوم احتلاله، وسَجن وقتل أبنائه بدوافع طائفية بحجة مكافحة الإرهاب، أو بإطلاق أيدي مليشيات إيران المسلحة وبحراسة قواته الأمنية… كل ذلك ليبقى العراق بلداً فاشلاً لا تقوم له قائمة خدمة لأهداف الغرب الخبيثة.

وهكذا… لن يُشفى المسلمون في العراق ولا في غيره من جراحاتهم حتى يُدرِكوا عِظـَمَ جُرْمِ التحاكُم لأنظمة البشر الناقصة الجائرة، وأنَّ ذلك هو عِلةُ شقائهم، فينفضوا عنهم غبار الظلامية والكسل، ويجعلوا مبادئ الكفر وأنظمتـَهُ تحت أقدامهم، ويتركوا التعلل بالأمانيّ الكاذبة، فينهَضوا متوكلين على ربهم سبحانه حاملين دينهم الإسلامَ عقيدةً وشريعةً وقيادة فكريةً في كل أمورهم، ويعملوا مع العاملين المخلصين – بإذن الله – لتحقيق العبودية الحقة لربهم فحسب، واستئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولتهم سِرِّ عِزِّهم ومَنـَعَتهم دولةِ الخلافةِ الراشدةِ الثانية على منهاج النـُّبوَّة المباركة، وليُقيموا القصاص العادل على أعدائهم، وينقلوا شعوب الأرض من ظلمات المبادئ الجاهلية البغيضة إلى نور شريعة الرَّحمن، فيرْضَى عنهم ساكنُ الأرض ِوالسماء.


﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾




كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو زيد
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية العراق